أهداف وفرجة مجنونة في ديربي الرباط وسط جو حزين خيم على كافة فعاليات الجيش الملكي وكذا باقي مكونات الكرة المغربية بعد وفاة اللاعب الخلوق جواد أقدار، دار الديربي الرباطي بحضور جماهيري في المستوى من جانب العساكر، وجاء بداية النزال متساويا بين ممثلي العاصمة، في الوقت الذي تصارع فيه الطرفين منذ إعطاء الحكم الرحماني بداية المباراة على خط الوسط الذي شهد تنافسا كبيرا لخلق محاولات للتسجيل بإستغلال توغلات العمق. الفريق الفتحي ظهر أكثر تنظيما منذ الوهلة الأولى وحاول المدرب السلامي اللعب بزيادة عددية في خط الوسط، حيث تواجد سعدان إلى جانب ندام للمشاركة في خط الإرتداد مع الإعتماد على طراوري من الجهة اليمنى وأمامه فوزير كلاعب حر، ومن الجة اليسرى ظل الشيحاني خلف المهاجمين بنجلون والبحري اللذين وجدا صعوبات في التقدم لمرمى الجيش لكروني وإضظرا للعودة للخلف للتخلص من مراقبة مدافعي الجيش. أولى محاولات المباراة جاءت من رجل اللاعب سعدان الذي سدد في د 13، لكن الحارس لكروني تدخل وأبعد الخطر عن مرماه وزاد من ثقة رفاقه الذين حاولوا إستغلال الأطراف بشكل جيد مع تكثل لاعبي فريق الفتح في الوسط، ونجح أشبال المدرب الطوسي في إستغلال الأجنحة بشكل متميز وبخاصة عن طريق الزئبق قديوي وكذلك عقال اللذين خلقا متاعب جمة للدفاع الفتحي الذي عانى كثيرا من تسربات مهاجم الجيش النغمي الذي إستفاد من المساحات التي تركها له زملاؤه في خط الوسط، إستأنف النزال في ظل تساوي مستوى الفريقين وبحثهما عن السبق، وجاءت الدقيقة 28 ليبتسم فيها الحظ للجيش بعدما تحصل الزئبق يوسف قديوي على ضربة جزاء بعد إطاحته في منطقة العمليات، الجزاء ترجمه عقال لهدف لم يفرح به إحتراما لروح الفقيد أقدار الذي جاوره في أولمبيك خريبكة ويرتبط معه بصداقة كبيرة. الفتح حاول العودة في المباراة خاصة بعدما تراجعت العناصر العسكرية، لكن البحري لم يجد الحلول الكفيلة بهز شباك لكروني، خاصة بعد تكثل مدافعي الجيش الملكي وإنتظام مردودهم مع اللعب دون أخطاء، بإعتبار أن شاكير ولمراني ظل يؤمنان العمق الدفاعي بشكل متميز وكذا بورحيم في الجهة اليسرى وبلخضر الذي ساند المهاجمين ومدهم بكرات عرضية من جهته، العساكر إستغلوا تقدم الفتحيين والفراغات التي تركوها وإستغلوها على أكمل وجه، حيث عمدوا للضغط على مرمى الحارس بادة الذي وجد نفسه في أكثر من مناسبة مضطرا للخروج لمساندة دفاعه لقطع كرات بإمكانها أن تشكل خطورة على مرماه. ومع مطلع الشوط الثاني إختلفت الأمور نسبيا بعدما تحكم الفتح أكثر في زمام الأمور عندما فقد لاعبو الجيش التركيز وتسرعوا في أكثر من مناسبة بالمقابل وثق أشبال السلامي في إمكانياتهم وواصلوا التقدم للأمام بحثا عن تعديل الكفة وهو ما تحصلوا عليه بعد تسجيل المدافع زهير فضال لهدف في د52 من ضربة خطأ ثابتة عجز لكروني عن صدها بعدما لم يقم الحائط بدوره على أكمل وجه، الفتحيون تمكنوا من ضبط إيقاعهم وخلقوا مشاكل لوسط الفريق العسكري الذي إرتكب أخطاء على مستوى التمرير وبخاصة اللاعب السعيدي الذي لم يقدم ما كان متظرا منه. ما جعل الطوسي يعمل على إجراء بعض التعديلات بإقحام محسن عبد المومن لإعطاء التوازن لتشكيلته بعد قام في بادئ الأمر بإخراج قديوي وإقحام فاتيحي الذي ظهر بدوره بمستوى خافت ولم يقدم أي إضافة في الوقت الذي ظل فيه عقال يناور في الجبهة الأمامية دون أن يخلق متاعب لدفاع الفتح الذير ظل محصنا، بالرغم من الزج بالمهاجم جنيد الذي ما زال لم يجد المستوى المتميز الذي عهده عليه الجمهور العسكري الموسم الماضي. وظلت أغلبية وتميز الفتح مع إستمرار دقائق المباراة، لكن العساكر كان رأيهم مخالف بعدما إعتمدوا على الضربات الثابتة بدورهم والتي أعطت أكلها في د85 بعدما سجل اللاعب جونيد هدف التقدم لفريقه مستغلا تمريرة بلخضر بعد تنفيد ضربة زاوية، شهد قلب المباراة وأكد صحوة العساكر مجددا وثقتهم الكبيرة في أنفسهم لمواصلة الزحف للأمام في سبورة ترتيب البطولة الوطنية، بعدها حاول الفتح الرد لكن هجومات لاعبيه لم تكن كافية للرد بشكل متميز على الجيش الذي عرف لاعبوه من أين تؤكل الكتف.. وفي سيناريو غريب وعجيب أظهر مدى سحر الكرة رد الفتح في آخر الأنفاس عن طريق اللاعب إبراهيم البحري بهدف في د93 ممكنا فريقه من تعادل مثير في مركب الأمير مولاي عبد الله، وهي بالمناسبة التي يستحقها الطرفين في مباراة مجنونة بكل المقاييس.