التأهل للعيون أكبر إنصاف واللاعبون رجال بمعنى الكلمة يدنو طارق السكتيوي من إنجاز رائع بكل المقاييس ومن أول ألقابه في مساره التدريبي حين يلاقي القرش المسفيوي في النهائي الحالم. السكتيوي إنتظر مرور العاصفة، تجاوز المطبات وتفنن في اصطياد الكبار في مسالك الكأس ليعبر للمحطة الختامية، حيث لقب الكأس الفضية في انتظاره. في الحوار التالي يستعرض طارق أفكاره وفلسفته التدريبية وكيف عاد بعد التهديد بالرحيل ويقدم لنا كشفا بوصفته السحرية التي قادته بالتسلسل للإطاحة بالعمالقة في الكأس الفضية. - المنتخب: وكأن التاريخ فتح أذرعه ليحتضنك، قبل أسبوعين هددت بالإستقالة ثم راجعتها واليوم أنت في النهائي، ألم يكن الأمر ليجعلك تندم لو فرطت في تأهل لمحطة ختامية لأغلى كأس وأنت أحد صناع الإنجاز؟ طارق السكتيوي: الله كبير أخويا.. وما حدث معي فيه إنصاف كبير لمجهودات بذلت وتطلبت مني الكثير، والحمد لله النهاية كانت سارة وسعيدة وكافأت النية الحسنة لي وللاعبين والجمهور الماصاوي الكبير. حين قلت سأستقيل لم أكن أهدد ولا أزايد ولا هي مقايضة ولا حتى شانطاج، الأمر كان جديا بمعنى الكلمة لأسباب حضرت وراحت لحال سبيلها لاحقا بعد الجلسة التي ضمتني مع إدارة الفريق لتوضيح جملة من الأمور. الآن سنحتفل قليلا قبل أن نركز ونشتغل على المباراة النهائية ونفكر في اللقب الذي إقتربنا منه كثيرا وما حدث كان درسا استفاد منه الجميع، وإن كنت يومها واثقا من أن العمل الذي أنجزناه لن يروح هدرا وسنجني ثماره. - المنتخب: قبل الخوض في تفاصيل تلك الحكاية لتوضيح الأمور أمام جمهور المغرب الفاسي، بودي طارق أن تخبرني في السر الكامن في حالة فريقك الفريدة مع كأس العرش بالإطاحة بالفرق الكبيرة تباعا وفي ملاعبها؟ طارق السكتيوي: هذا دليل إضافي على أننا لم نسرق شيئا وإن كنا سنتواجد في العيون فلكوننا نستحق ذلك ونستحق شرف الحضور في مباراة تمثل أهم وأغلى مسابقة بالمغرب. أن تهزم الوداد بطل المغرب قبل موسمين وأحد 4 فرق التي بقيت في عصبة الأبطال الإفريقية وتلحق به الجيش الملكي عميد الفرق المغربية وما أدراك ما الجيش صاحب الرقم القياسي في كأس العرش، وتنهي الرحلة بطنجة المتصدر للبطولة والفريق الظاهرة خلال آخر موسمين، فهذا يلخص كل الأمور ويؤكد أن الماص يستحق التواجد في النهائي والحضور في المشهد الختامي للمباراة الكبيرة وفي مدينة غالية علينا جميعا. - المنتخب: لكن الفوارق الكبيرة بينك وبين كل هذه الفرق تؤكد أن هناك وصفة سرية، بل سحرية اشتغلت عليها؟ طارق السكتيوي: الوصفة هم اللاعبين الذين كانوا رجالا بالمعنى الدارجي للكلمة، وهو الجمهور الماصاوي الذي غمرني بالحب والتحفيز وكان يشحنني كل يوم بطاقة إضافية وكلما شعرت باليأس إلا و يقف خلف ظهري للمؤازرة. أن يكون لك لاعبون بهذه القوة والشخصية والإرادة وجمهور مخلص فهما عاملان يمكن أن تربح بهما أي فريق وتقهر المستحيل والحمد لله لم يخب ظننا. - المنتخب: وماذا عن إدارة الفريق، بالعودة للندوة الصحفية المشتعلة بعد مباراة الذهاب أمام طنجة ظهرت وكأنك توجه لها الخطاب الحاد؟ طارق السكتيوي: ما قلته هو الحقيقة وما قلته كان من القلب ولم أعن به الإدارة، بل شخص بعينه ظل يشوش علينا ويتعمد إيذاءنا والتدخل فيما ليس من اختصاصه وأبلغت هذا للمسؤولين. لقد استهدفنا هذا الشخص بما يكفي وأساء إلي بخرجات إعلامية مشبوهة وتحدث عن أمور لا أود العودة إليها الآن، ولو عاد بي الأمر للخلف لقلت الأمر نفسه لكوني تربيت على الإحتراف واحترام المسؤوليات وتحديد المسافات. - المنتخب: هل لك كان توضح ما حدث في جلسة المصالحة إن جاز أن نسميها هكذا والتي عدت بها للفريق؟ طارق السكتيوي: مرة أخرى أشكرك على إثارة هذه النقطة لتوضيح أمر مهم، فبعد الندوة جاءت جلسة ضمتني بالمسؤولين ووضعنا النقاط على الحروف وخلصنا لخلاصة احترام كل واحد لأدواره وتحمل مسؤولياته. بعدها جاء بلاغ تحدث عن اعتذار وإلتزام من السكتيوي بعدم العودة للحديث في هذه الأمور وهو غير صحيح ليبادروا لتصحيح الأمر ببلاغ ثاني، لأني حين عدت فليس بالإعتذار لكن لقيادة سفينة فريق كنت أرى أن تركه وهو على بعد خطوة من النهائي فيه ضرب لمجهود جبار وكبير وخاصة أني كنت واثقا من التأهل للنهائي. - المنتخب: هل انتهى الخلاف الآن وبشكل حاسم؟ طارق السكتيوي: الأمور الآن عادية وصحية والدرس كان مفيدا للجميع، ولم أطلب مستحيلا بل طالبت بالدعم والوقوف خلف الفريق وتركي أشتغل بسلام مع تحمل المسؤولية في حدود المهام المخولة إلي. الآن الهدوء موجود وأتمنى أن يدفع التأهل للنهائي الكل صوب الأفضل لما فيه مصلحة الماص. - المنتخب: هل تلقيت ضمانات بهذا الخصوص؟ طارق السكتيوي: في كرة القدم لا توجد ضمانات الضامن الوحيد هو النتائج وأي مدرب على مستوى العالم مهما كانت قيمته يدرك أنه حين يعانده الحظ وتخونه النتائج يكون هو أول من يدفع الفاتورة وليس غيره. الضامن الوحيد هو أن يتم تقييم العمل الذي أنجزته منذ وصولي والأشياء التي تغيرت بالفريق والروح التي أصبح عليها اللاعبون. - المنتخب: بالعودة لتلك الندوة، نود منك أن تفسر لنا أشياء عبرت عنها بقوة وتلقائية ومدربون سابقون للماص لم يعجبهم ما قلته كونك اشتغلت أكثر من كل المدربين الذين مروا من الفريق؟ طارق السكتيوي: مرة أخرى كل الشكر لتوضيح هذه النقطة، فأنا قصدت بقولي كوني تعذبت كثيرا وبذلت مجهودا خارقا وجبارا في فترة زمنية قصيرة ولم أقصد شيئا آخر ولم أقصد الإنجازات والنتائج. لقد عبرت وبعفوية عن حجم المعاناة التي عانيتها وعبرت عن التضحيات التي تحملها اللاعبون معي وهو ما قصدته ولست أنا من يشير بالسوء لزملائه ولا لمن سبقوني بالحرفة، أبدا ليس ذلك من شيمي ولا من أخلاقي. - المنتخب: وكيف ترد على من لامك على حدة تعنيفك زميلا إعلاميا لمجرد طرحه سؤالا؟ طارق السكتيوي: بدوره هذا الموضوع نال حيزا أكبر مما يستحقه ولم أقصد الإساءة للإعلام لأني على امتداد 20 سنة من الكرة ظلت علاقتي وأنتم شهود على الأمر مطبوعة بالإحترام والتقدير مع الإعلام. علاقتي بالصحافة كانت دوما مطبوعة بهذا الطابع ولم يصدر مني يوما وأنا إحتقرت رجال مهنة المتاعب، لكن أرفض استفزازي وأرفض أن يترك البعض سياق المهنة ليكون طرفا في معادلة الصراع. ما حدث جعلني أنوه بتضامن الصحافة فيما بينها، لكن لم أكن أتحدى وأن أقول لأحد أنك لم تلعب الكرة أكثر مني، ربما الإستفزاز لم يترك لي مجالا للتوضيح، بل كنت أقصد أني لعبت سنوات طويلة وأعرف متى أغير لاعبا ومتى أتركه بالملعب. - المنتخب: ألا يبدو طارق حماسيا أكثر من اللازم؟ طارق السكتيوي: قد يكون الأمر صحيحا وهو كذلك أنا في فورة الشباب والحماسة وكل يوم نتعلم شيئا جديدا وأتمنى أن ننضج بما يكفي وسريعا، لكن بالمقابل هناك مبادئ تربيت عليها ولن أقدم بشأنها أي تنازل ومنها احترامي كما أحترم الجميع وعدم التطفل على ما هو من صميم اختصاصي. - المنتخب: بما يعد السكتيوي الجماهير الفاسية؟ طارق السكتيوي: أطلب منها قبل أن أعدها أن تظل وفية لنا وقريبة منا وأن تزحف إن أمكنها الأمر صوب العيون إن شاء الله لتكون حاضرة بمدينة العيون كي نعود باللقب الغالي. أعلم أن جرح الهبوط للقسم الثاني كان غائرا وخلف أثارا نفسية كبيرة، لكن ما باليد حيلة، علينا أن نكثف الجهود لنعود إن شاء الله لقسم الكبار والأمر لن يكون سهلا ويتطلب مجهودات كبيرة من الجميع وسنصل للأهداف المسطرة. - المنتخب: هل يمكن أن نسمي الماص مع السكتيوي بصائد الكبار، أم نطلق عليك وصف النمر المقنع كونك تخفي خلف هدوئك قناعا فتاكا وأنت تطيح بفرق كبيرة تباعا بالكأس الفضية؟ طارق السكتيوي: لا، أعلم و«المنتخب» واكبتنا لاعبين بالبطولة ومع كل المنتخبات وبالإحتراف واشتهرت بهذه التسميات وكل الفخر أن أحاورها مدربا بعدنا حاورتها لاعبا لما عودتنا عليه من مصداقية واحترام للجميع. كل الفخر أن أكون سببا في قيادة فريقي لنهائي طأس العرش، صحيح ليست المرة الأولى التي نلعب فيها هذه المباراة لمن هذه المرة التاريخ سيذكر الأندية العملاقة التي تجاوزناها وباستحقاق وإقناع.