الفوز على الأهلي مفتاح العبور للمربع الذهبي الأهلي لم يستسلم،و الوداد يبحث عن تحقيق الحلم يستقبل فريق الوداد البيضاوي اليوم الأربعاء ضيفه الأهلي المصري برسم الجولة الرابعة من دوري المجموعتين من عصبة الأبطال الإفريقية،و كانت مباراة الذهاب الذي جرت بالإسكندرية قبل حوالي أسبوعين قد انتهت بالتعادل السلبي بين الطرفين،الفريق الأحمر بحاجة للفوز في هذه القمة من أجل تزكية مركزه في صدارة هذه المجموعة في حين سيسعى الفريق المصري لتحقيق المفاجئة،و ربح أول ثلاث نقط له للحفاظ على أمل المرور للمربع الذهبي،هذه القمة العربية الإفريقية التي ستجمع بين فريقين لن تكون سهلة كما لن تختلف كثيرا عن مباراة الذهاب من حيث الندية،و رغبة الفريقين في تحقيق الفوز،و يصعب التكهن بنتيجة مثل هذه المباريات التي تحسمها بعض الجزئيات البسيطة،لكن الفريق الأحمر قادر على استثمار المباراة لصالحه،خاصة في ظل الدعم الجماهيري الذي سيحظى به،لكن شريطة الإلتزام بالإنضباط والتركيز داخل رقعة الميدان،و التعامل مع أطوار المباراة بذكاء و حذر. فكيف استعد الوداد لهذه القمة العربية؟و ماذا عن حظوظه في هذه المباراة؟ ذهاب في المستوى قدم فريق الوداد مباراة جيدة في الإياب بالإسكندرية،وأحرج فريق الأهلي داخل قلاعه،بل إنه كان قريبا من حسم نتيجة المباراة لصالحه في بعض المناسبات،حيث أتيحت لمهاجميه أفضل الفرص للتسجيل،و لحد الساعة تبقى مسيرة الفريق الأحمر في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية ناجحة بكل المقاييس،بحفاظه على سجله خاليا من الهزائم منذ انطلاق دوري المجموعتين و زعامته للترتيب،و هو المكتسب الذي يجب الحفاظ عليه،و هذا لن يتأتى إلا بالجدية و القتالية،و الأداء الرجولي في كل المباريات،و من دون شك فإن فريق الأهلي المصري لم يفقد بعد حظوظه في هذه المجموعة بالرغم من تذيله للترتيب بنقطة واحدة،و لن يأتي للرباط من أجل النزهة أو السياحة و إنما من أجل البحث عن نقط المباراة كاملة،و الإنتصار لكبرياءه باعتباره نادي القرن و صاحب الرقم القياسي على مستوى الألقاب الإفريقية. حسابات الفريقين أنهى فريق الوداد رحلة الذهاب في دوري المجموعتين متصدرابالرغم من خوضه مباراتين خارج قواعده،و مباراة واحدة فقط بميدانه،و سيفتتح رحلة الإياب بهذه المواجهة أمام الأهلي المصري،و الفوز في هذه القمة سيفتح أمامه الباب على مصراعيه للمرور للمربع الذهبي،لكن بالمقابل سيكون قد قضى على كل أمال الفراعنة في التأهل،و هذا ماسيزيد من أهمية المباراة وقوتها،فالفريق الأهلاوي لن يرضى بالخروج من المنافسة بهذه الطريقة وهو الفريق المثخن بالألقاب،و بالتالي ينتظر أن يلعب أشبال المدرب مارتن يول الكل للكل،فلم يعد لديهم ما يخسرونه في هذه القمة باعتبارهم متذيلين للترتيب. لكن أشبال توشاك واعون بدورهم أكثر من أي وقت مضى بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم،و بعد تحقيقهم للعلامة الكاملة بانتصارين مستحقين على اسيك ميموزا و زيسكو يونايتد الزامبي، ثم التعادل بمصر فإن الطموح أصبح أكبر حاليا،و الهدف هو المربع الذهبي ثم المباراة النهائية، إذ لم يعد يخيفهم مواجهة الأندية الكبيرة،حيث تأكد بالملموس قدرة العناصر الودادية على فرض شخصيتها و أسلوب لعبها داخل أرضية الميدان. مفاتيح اللعب لن تختلف مباراة الإياب عن الذهاب كثيرا باعتبار اعتماد المدربين على أغلب العناصر التي كانت حاضرة في ملعب برج العرب بالإسكندرية،و يبدو بأن الصورة قد اتضحت أكثر لدى المدربين توشاك و مارتن يول،مع العلم أن الطرفان عانيا من نفس المشكل و هو غياب الهداف و الرجل الذي بإمكانه إيداع الكرة في الشباك. الصراع سيكون أكثر على مستوى خط الوسط حيث سيبحث كل طرف عن امتلاك مفاتيح اللعب،و فرض شخصيته و أسلوب لعبه على الخصم،و كالعادة فإن مثل هذه المباريات تتحكم فيها بعض الجزئيات البسيطة،و قد تكون الكرات الثابتة هي الحل الأمثل لفك الإستعصاء الذي يصادفه المهاجمون،كما أن المؤهلات الفردية للاعبين قادرة على ترجيح كفة طرف على طرف أخر. الأهلي لم يستسلم بعد لم تكن انطلاقة الفريق الأهلاوي جيدة على مستوى عصبة الأبطال هذا الموسم بعد أن تجرع هزيمتين غير منتظرتين أمام كل من زيسكو يونايتد و أسيك ميموزا ،و اكتفى بالتعادل مع الوداد ما جعله يتذيل ترتيب هذه المجموعة،لكن هذه النتائج لا تنقص من قيمة بطل مصر،فهو يضم بين صفوفه العديد من العناصر المجربة التي بإمكانها إحداث الفارق في أية لحظة ،و هذا ما يفرض على العناصر الودادية احترام الخصم،و التعامل بذكاء مع أطوار المباراة،فالفريق المصري سيحاول استغلال اندفاع العناصر الودادية بحثا عن الهدف للرد بهجومات مضادة سريعة لإستغلال المساحات الفارغة في منتصف ملعب الوداد،و هذا يعني بأن الحيطة الدفاعية واجبة لتفادي قبول هدف يمكن أن يبعثر الأوراق و الحسابات. استثمار النتائج السابقة النتائج التي حققها الوداد منذ دخوله غمار منافسات عصبة الأبطال الإفريقية،لم تكن بمحض الصدفة،بل جاءت بفضل العمل و الجدية و الإنضباط،فليس من السهل إقصاء مازمبي الكونغولي،و الفوز على أسيك ميموزا بميدانه،و انتزاع التعادل بمعقل الأهلي المصري،فهذه النتائج تحسب للاعبين و الطاقم الفني و إدارة الفريق،دون إغفال الجماهير الودادية،و للحفاظ على هذا الإمتياز يجب على العناصر الودادية أن تتحلى بنفس العزيمة والإصرار،و تتسلح بالحماس والتحدي،و الأهم من هذه المباراة هو استثمار النتائج السابقة،و كل العناصر الإيجابية التي قادت الفريق الأحمر لهذه النتائج التي ستعيده و لا شك لإستعادة مكانته على مستوى القارة كأحد الأندية التي سبق لها التتويج بهذا اللقب.فالوداد أثبت بالفعل في كل المباريات السابقة بأنه يتوفر على شخصية البطل من خلال الطريقة التي تعامل معها مع كل المباريات،فحين يكون بحاجة للفوز فإنه يفوز،و بهذه العزيمة و بالإصرار فإن أصدقاء هجهوج قادرون على حسم نتيجة المباراة لصالحهم و وضع الرجل الثانية في المربع الذهبي. الإمتياز في مصلحة الوداد لكن.. الإمتياز سيكون إلى جانب الفريق الودادي الذي سيكون مساندا بجماهيره الغفيرة التي ينتظر أن تحج بكثافة لدعم و مساندة فريقها في هذه القمة الإفريقية العربية،هذا بالإضافة لإمتياز الملعب كذلك بالرغم من خوض المباراة خارج العاصمة الإقتصادية.و بما أن هذه القمة ستغري بالمتابعة و المشاهدة،فإن الإحتفالية ستكون مضمونة بالمدرجات في انتظار أن يمتعنا لاعبوا الفريقين بأطوار شيقة و ممتعة،مع ضرورة التحلي بالروح الرياضية التي ميزت مباراة الإياب حيث أنهاها الحكم التونسي يوسف السرايري بدون إخراج أية بطاقة.و بالرغم من هذا الإمتياز الذي يصب في مصلحة الفريق المغربي فإنه من الصعب التكهن بنتيجة المباراة إلا بعد نهايتها،وبالتالي فإن الكرة ستكون بين أيدي اللاعبين و الطاقم التقني.