تشبيهي ببصير شرف لي لأنه القدوة بالنسبة لي أنا عاشق للرجاء منذ الصغر وحلم الصبا تحول لحقيقة التواجد وسط النجوم يجعلني أحس بمتعة كرة القدم البداية الموفقة ثمرة لإعداد جيد ولتخطيط محكم للمدرب فاخر أكد اللاعب عبد الإله الحافيظي بأنه لاعب موهوب بالفطرة و أنه من طينة الهدافين الكبار الذين أنجبتهم الملاعب الوطنية، فبالرغم من حداثة سنه وكذا قامته القصيرة فإن مؤهلاته الفنية وسرعته الفائقة وكذا مراوغاته الذكية كلها مؤهلات لا يمتلكها إلا اللاعبون الكبار، وهذا ما مكنه من الإندماج بسرعة داخل فريق الرجاء، بل إنه استطاع أن يفرض نفسه وسط أرمادة من أفضل نجوم البطولة الوطنية، وكعادتنا داخل جريدة المنتخب، حيث نعمل دائما على تقريب اللاعبين المتألقين من محبيهم وعشاقهم، فقد عملنا على إخراج محبوب الجماهير الرجاوية الحافيظي عن صمته ونزعنا منه صفة الخجل التي تميزه خارج الملعب، بل إننا اقتحمنا عليه خلوته وعطلته وسط عائلته بأبي الجعد لكننا وبكل صراحة لم نجد من الفتى إلا أفضل المعاملة، حيث أجاب عن أسئلتنا بتلقائية وبكل صدق وعفوية تامة، فكان هذا الحوار الذي سنكتشف من خلاله أولى حكاياته مع المستديرة وكيف رسم لنفسه خارطة طريق قادته فيما بعد للتحليق مع النسور في فضاء أرحب مكنه من الإفصاح عن كل الملكات التي كان يختزنها. - المنتخب: الجمهور المغربي يجهل الكثير عنك، فأين كانت البداية؟ الحافيظي: كانت البداية بأحياء وأزقة مدينة أبي الجعد مسقط رأسي، فمنذ الصغر كنت أعشق المستديرة وأقضي الكثير من الوقت في مداعبتها مع أقراني وأصدقائي، ومع مرور الوقت بدأت مؤهلاتي الفنية تتطور من خلال المباريات التي كنا نخوضها بين فرق الأحياء ليتم الإنتقال بعدها لفريق إتحاد أبي الجعد الذي كان يمارس حينها بالقسم الثاني هواة، وبالنظر لعدم توفر الفريق حينها على فئتي الصغار والفتيان فقد كان المرور من الشبان مباشرة لفريق الكبار، ومع هذا الفريق صقلت مواهبي بشكل أفضل لكن طموحي لم يقف عند هذا الحد لأنني كنت دائما أحلم باللعب لفريق كبير يمكن أن يساعدني على تحقيق أهدافي وطموحاتي المتمثلة أساسا في اللعب على أعلى مستوى لأن هذا هو الكفيل بتطوير مؤهلاتي بشكل أفضل. - المنتخب: وكيف جاء الإنتقال للرجاء البيضاوي؟ الحافيظي: إلتحقت بشبان الفريق سنة 2009 وكان إبن عمي وراء مجيئي للدارالبيضاء من أجل إجتياز الإختبارات رفقة شبان الرجاء، وبعد مرحلة من التجربة إستمرت لحوالي أسبوعين تم اختياري ضمن الفريق الذي كان يشرف عليه الإطار بكاري، لكن المسيرة مع هذا الفريق لم تدم طويلا، فبعد مباراتين فقط تم اختياري للإلتحاق بفريق الأمل الذي كان يشرف عليه أنذاك سعيد الصديقي ومن هناك كانت الإنطلاقة، وأنا الآن مع الفريق الأول منذ منتصف الموسم الماضي. - المنتخب: من دون شك فأنت عاشق للرجاء قبل أن تلبس الأخضر، لكن من هو اللاعب الذي كان يستهويك منذ الصغر؟ الحافيظي: بطبيعة الحال فأنا عاشق للرجاء منذ الصغر وكان حلمي هو اللعب في صفوف هذا الفريق العريق وهذا ما دفعني للإلتحاق به وخوض الإختبارات رفقته، وقد بذلت قصارى الجهود لأكون عند حسن الظن وأحظى بثقة الأطر الرجاوية التي أشكرها بالمناسبة على ثقتها كما أشكر كذلك القيدوم بنيني على دعمه ومساندته لي منذ اليوم الأول الذي جئت فيه للرجاء. أما بخصوص اللاعب الذي كنت أفضله وشكل لي دائما ذلك النموذج فهو صلاح الدين بصير، وذلك بالنظر للمؤهلات الكبيرة التي كان يمتلكها، حيث كان بمقدوره قلب موازين اللقاء في أية لحظة، بعدها حظيت بشرف الإلتقاء به والإستماع لنصائحه القيمة وتوجيهاته التي أفادتني كثيرا.. - المنتخب: بعض الجماهير الرجاوية تشبهك ببصير، ماذا يمثل لك ذلك؟ الحافيظي: هذا شرف كبير بالنسبة لي أن يتم تشبيهي بلاعب كبير من طينة صلاح الدين بصير، وهذا يشكل حافزا معنويا يدفعني لبذل مزيد من الجهد لإسعاد هذه الجماهير، لكن الأكيد أن صلاح الدين يبقى لاعبا بمميزات خاصة استطاع أن يقدم الكثير للرجاء وللمنتخب المغربي وله مكانة خاصة في قلوب كل الجماهير المغربية، في حين أنني ما زلت في بداية المشوار وأتمنى بدوري أن أحقق جزءا من الإنجازات التي حققها هذا اللاعب لفائدة الكرة المغربية، أعرف جيدا بأن المهمة ليست سهلة لكن هذا لن يزيدني إلا إصرارا وحماسا من أجل الوصول للمستوى الذي يرضي الجماهير الرجاوية. - المنتخب: لكنك استطعت التألق مع بداية هذا الموسم ،فما السر وراء هذا التألق؟ الحافيظي: البداية كانت في الموسم الماضي، حيث استفدت من المشاركة في بعض المباريات الرسمية وخلالها كان التأقلم مع أجواء الكبار والمنافسة بالقسم الأول، وبالرغم من ضياع لقب البطولة في الدورات الأخيرة فإن الإحتكاك كان مهما بالنسبة لي، إذ ساعدتني هذه الفترة على الإندماج داخل هذا المحيط الجديد، ومع مجيء المدرب المقتدر امحمد فاخر منحني ثقته وهو ما زادني حماسا وإصرارا على الظهور بصورة جيدة حتى أكون في مستوى هذه الثقة، وهذا الموسم كان استثنائيا بالنسبة للرجاء، حيث كانت المرحلة الإعدادية التي سبقت انطلاق البطولة في المستوى بداية بالمعسكر الذي خضناه بتونس مرورا بالمباريات الودية مع مجموعة من الأندية العالمية، وساهمت هذه الفترة الإعدادية التي مرت في أجواء من الإنضباط وروح المسؤولية في خلق الإنسجام والتلاحم داخل المجموعة، في حين أنها مكنتني شخصيا من التعرف أكثر على العناصر الجديدة وربط علاقات صداقة معهم. - المنتخب: كيف كان إحساسك حين وجدت نفسك وسط كوكبة من أفضل لاعبي البطولة؟ الحافيظي: التواجد وسط لاعبين كبار يجعلك تحس بالفخر والإعتزاز، لكن اللعب إلى جانبهم يجعلك تحس أكثر بمتعة كرة القدم، وذلك نظير المستوى الفني الكبير لكل هؤلاء اللاعبين،صحيح أن ضمان مكان رسمي وسط هذه الكوكبة من أفضل نجوم البطولة ليس بالشيء السهل و يتطلب التحلي بالصبر و المثابرة و الجدية في التداريب هذا بالإضافة للإستماع لنصائح المدرب وتطبيق تعليماته، ومن جانب أخر استفدت كثيرا من مساعدة باقي اللاعبين الذين يفوقونني خبرة وتجربة، وبالمناسبة فإنني أشكرهم على دعمهم لي ومساندتهم وتشجيعاتهم فقد كان لهم النصيب الكبير في هذه البداية الموفقة التي حققتها وأتمنى أن أسير في خط تصاعدي وأن أقدم دائما تلك الإضافة المرجوة لفريقي. - المنتخب: نال فريقكم العلامة الكاملة في المباريات الأولى، فكيف تم ذلك؟ الحافيظي: هذا ليس غريبا عن فريق الرجاء الذي يراهن هذا الموسم على الفوز بالألقاب ومن أجل تحقيق هذا الهدف كان التخطيط الجيد والمحكم من أجل تحقيق انطلاقة متميزة وجمع أكبر عدد من النقط في البداية، وكانت الإستفادة بالطبع من المرحلة الإعدادية التي سبقت انطلاق البطولة، وساهمت المعسكرات الإعدادية والمباريات الودية التي كانت في المستوى في تطوير الأداء الفردي والجماعي للفريق، كما مكنت المدرب امحمد فاخر من تكوين فريق قوي ومتماسك، وحاليا نجني ثمار هذا العمل الجيد والإحترافي، ولا يمكن أن نقول بأن الفرق التي واجهناها كانت ضعيفة لكننا كنا الأفضل وعرفنا كيف نتعامل مع هذه المباريات، وتبقى هذه مجرد بداية ولا يجب أن تغرينا، بل يجب الإستمرار في العمل من أجل حصد أفضل النتائج مستقبلا. - المنتخب: في ظل هذه البداية، كيف تتوقع بطولة هذا الموسم، ومن ترشح للمنافسة على اللقب؟ الحافيظي: البداية تبشر بمستوى أفضل، حيث شهدت بعض المباريات منافسة قوية، كما لوحظ ارتفاع في عدد الأهداف وهذا كله يعطي انطباعات أولية على بطولة قوية وصعبة خاصة أن أغلب الفرق استعدت بشكل جيد وعززت صفوفها بأفضل اللاعبين، وكما تعلمون فإن الرهان هذا الموسم هو الفوز بلقب البطولة الذي سيضمن المشاركة في كأس العالم للأندية، ولهذا إستعد الرجاء بشكل جيد وطموحنا هو الفوز بهذا اللقب الذي لا يجب أن يضيع منا وهذا لن يكون سهل المنال لأن باقي الفرق القوية يحدوها نفس هذا الطموح ومن بينها الجيش الملكي الذي ظهر هو الآخر بمستوى جيد مع بداية هذا الموسم، كما أن هناك فرق أخرى بإمكانها استعادة توازنها مع توالي المباريات ومنها الوداد البيضاوي، ومن دون شك فإن الدورات القادمة ستعرف مستويات أفضل ومنافسة أقوى وهذا في صالح الكرة المغربية وكذا الجماهير التي ستستمتع بدورها بمباريات شيقة وممتعة. - المنتخب: من هو صديقك الحميم داخل الرجاء، وأي دور تفضل أن تقوم به وسط الفريق؟ الحافيظي: كل لاعبي الرجاء هم أصدقاء وإخوة بالنسبة لي ليس هناك أي فرق فيما بينهم، وداخل الرجاء أصبحنا نشكل مجموعة متجانسة، فكل اللاعبين سواسية وأي لاعب يدخل الميدان إلا ويقوم بدوره، وحتى خارج الملعب فإن علاقتنا طيبة، حيث نتبادل المكالمات والزيارات وشخصيا أرتاح مع جميع اللاعبين وقوتنا في وحدتنا وتماسكنا وتلاحمنا، أما بخصوص الدور الذي أحب أن أقوم به فأنا لاعب وسط ميدان لكن لدي ميولات هجومية، وكلاعب فأنا أحترم قرارات المدرب وأتبع تعليماته ومن واجبي أن أقوم بأي دور يطلبه مني. - المنتخب: هل تطمح للمنافسة على لقب الهداف هذا الموسم، وما هي أهدافك المستقبلية؟ الحافيظي: أنا لاعب طموح أسعى دائما للتألق وتسجيل الأهداف لأنها مصدر سعادتي التي تشكل جزءا من سعادة الجمهور، ورغم ذلك فإنني أحاول أن أتجنب البحث عن المصلحة الشخصية بالعمل كثيرا لصالح المجموعة، وشخصيا لا أفكر كثيرا في هذا الجانب لأن ما يهمني حاليا هو مصلحة فريق الرجاء ومساعدته على تحقيق نتائج إيجابية، بعدها يمكن التفكير في باقي الأهداف الشخصية، وحاليا ما زلت في مقتبل العمر وفي بداية الطريق وبالإمكان أن يتحقق هذا الهدف مستقبلا، كما تحققت باقي الأهداف التي وصلت إليها ولن أستعجل أو أحاول قطع المراحل بسرعة لأن هناك متسع من الوقت للوصول لهذا الإنجاز.. أما بخصوص أهدافي المستقبلية فأتمنى أن أحافظ أولا على مكانتي الرسمية مع الرجاء والمساهمة في الفوز بلقب البطولة الذي سيمكننا من المشاركة في كأس العالم، وكأي لاعب أتمنى أن تتاح لي الفرصة لمجاورة المنتخب المغربي والدفاع عن الراية الوطنية في المحافل الدولية وهذا حق مشروع لكل لاعب مغربي. - المنتخب: لعبت مؤخرا أول مباراة دولية رسمية مع الرجاء سجلت خلالها هدفا رائعا، فكيف كان إحساسك بعد هذا الهدف؟ الحافيظي: منذ مدة طويلة كان يراودني حلم مجاورة الرجاء والمشاركة معه في المسابقات الدولية منها الإفريقية والعربية وحين تحول هذا الحلم إلى حقيقة حاولت أن أستثمر هذه الفرصة بشكل جيد، فحين تواجه فريقا أجنبيا يختلف الإحساس عن باقي المباريات المحلية لأنك تدافع عن سمعة الكرة المغربية وعن راية المغرب التي يمثلها فريقك، لقد بذلت مجهودا كبيرا في هذه المباراة وأظن بأننا قدمنا مستوى طيب شرفنا من خلاله سمعة الكرة المغربية، الأكيد أن الخصم لم يكن سهلا، لكننا كنا الأفضل وبفضل تطبيقنا لتعليمات المدرب السيد امحمد فاخر توفقنا في تحقيق هذا الفوز، كما حالفني التوفيق لتسجيل هدف قد يبقى راسخا في ذاكرتي باعتباره الأول لي في هذه المنافسة العربية، ومن الطبيعي أن تحس بهذه الفرحة وكما قلت سابقا فإنني أقدمه كهدية لوالدي ولكل الجماهير الرجاوية. - المنتخب: تعاملت مع المدرب مارشان في الموسم الماضي وهذا الموسم مع المدرب فاخر، فهل من مقارنة بين المدربين؟ الحافيظي: لكل مدرب طريقته وأسلوب عمله، لكن المدرب المغربي تبقى له طريقته الخاصة من خلال معرفته الجيدة بأدق تفاصيل الكرة المغربية وهذا سر نجاحه، حيث يجيد التعامل مع اللاعب المغربي من خلال العمل على استثمار كل المؤهلات التي يمتلكها، فالمدرب مارشان خانه الحظ في الأنفاس الأخيرة من البطولة، في حين أن المدرب امحمد فاخر لا يحتاج مني لأي تعريف لأن إنجازاته مع كل الأندية والبطولات التي حققها تعتبر كافية لتأكيد قيمته كإطار وطني من المستوى العالي ولعل العمل الكبير الذي قام به رفقة الرجاء حاليا لأكبر دليل على كفاءته. - المنتخب: قريبا سيحل موعد الديربي، فكيف تنظر لهذا اللقاء الكبير؟ الحافيظي: الديربي يشكل دائما عرسا كرويا كبيرا وأتمنى أن يسير مرة أخرى في نفس الإتجاه وأن يقدم صورة طيبة عن المستوى الذي بلغته الكرة المغربية، في الموسم الماضي أتيحت لي الفرصة للمشاركة في أول ديربي في مسيرتي الكروية لكننا للأسف خسرنا المباراة، وكانت تجربة مهمة بالنسبة لي، وإن شاء الله سأشارك فيه للمرة الثانية، والأكيد أنه يأتي في ظروف مختلفة عن التي كنا نمر منها الموسم الماضي، فالفريق حاليا أصبح أكثر تماسكا وانسجاما ومن جهتي أصبحت أكثر نضجا وتجربة من ذي قبل، أظن بأن المباراة ستكون صعبة وقوية بحكم إمكانيات فريق الوداد وأتمنى أن نكون في المستوى ونتمكن من الفوز. كما أتمنى كذلك تسجيل أول هدف لي في الديربي حتى أدخل لخانة الهدافين الذين تركوا بصماتهم في هذه المباريات الكبيرة التي تظل عالقة بأذهان الجماهير البيضاوية بصفة خاصة. - المنتخب: قبل الختام نود أن نعرف رأيك حول المجموعة التي تواجد بها المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا المقبلة؟ الحافيظي: قد تبدو المجموعة في متناول المنتخب المغربي لكن في كرة القدم لا يجب الإستهانة بأي خصم مع العلم أن كرة القدم الإفريقية قد تطورت كثيرا ولم يعد هناك أي منتخب ضعيف، كما أن منتخب الرأس الأخضر الذي يمكن اعتباره أضعف فريق في المجموعة أجهز على أمال الكامرون وحرمه من حضور للكان، لذلك يجب الإعداد بشكل جيد لهذه المنافسة القارية وأتمنى أن يتمكن المنتخب الوطني من إسعاد الجماهير المغربية التي تعشق منتخبها وتضحي كثيرا من أجله وتستحق بالفعل أن يمنحها لحظات من الفرح والسعادة التي لن تتحقق من دون انتصارات وإنجازات تعيد للكرة المغربية هيبتها. - المنتخب: هل من رسالة يمكن أن توجهها لجماهير الرجاء في ختام هذا الحوار؟ الحافيظي: أشكركم على هذه الإستضافة، وأحيي عبر منبركم الإعلامي كل الجماهير المغربية والجماهير الرجاوية بصفة خاصة وأطلب منها أن تستمر في دعمها لنا وأن تحضر بشكل مكثف للملعب، صحيح أن حضورها للملعب أصبح يتزايد مباراة بعد أخرى وهذا شيء إيجابي، إذ يشكل حافزا للاعبين من أجل مزيد من البذل والعطاء وأتمنى أن نسير هذا الموسم في هذا الخط التصاعدي والوصول بإذن الله لكل الأهداف المسطرة. حوار: