فشل النادي القنيطري في الحفاظ على نتائجه الإيجابية التي سجلها، حيث فقد شهية الإنتصارات وتراجعت نتائجه بشكل رهيب، ما جعل الكثير من الأسئلة تطرح حول هذا الفريق الذي أبى إلا أن يعيد نفس سيناريوهات السنوات الأخيرة، إذ غالبا ما يتعذب قبل أن يضمن بقاءه رسميا في البطولة، ولم تكن النتائج السلبية هي التي جعلت الجماهير تأسف لحال فريقه، بل إن الوضعية التي يعيشها من مشاكل مالية وتمرد اللاعبين بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية تؤكد أن حال فارس سبو لم يعد يسر لا حبيب ولا عدو. حسموها مبكرا النقطة الإيجابية والخطوة الهامة والوحيدة التي تستحق الإشادة هي أن النادي القنيطري تمكن من حسم بقائه مبكرا في قسم الأضواء، حيث تفادى الدخول في متاهة حسابات النزول للدرجة الثانية في الدورات الأخيرة، وغالبا ما كان فارس سبو يعاني الأمرين في المواسم الأخيرة، واستفاد النادي القنيطري من النتائج التي سجلها في مرحلة الذهاب وكذا بداية مرحلة الإياب حيث وقع على انتصارات جد هامة جعلته يتقدم في الترتيب بدليل أنه بلغ مراكز متقدمة في إحدى فترات البطولة. وكان السؤال الذي طرح نفسه بقوة، تعلق بمدى قدرة فارس سبو على مواصلة نتائجه الإيجابية وتسلق المراتب، وتأكيد أن هذه النتائج ليست ضربا من ضروب الصدفة. تراجع رهيب لم يكن أشد المتشائمين من جمهور النادي القنيطري ينتظر أن يتراجع فريقهم في الدورات الأخيرة، خاصة بعد أن أعطى الانطباع أن فارس سبو يسير في الاتجاه الصحيح، غير أن الدورات الأخيرة جسدت أنه فعلا يعاني بدليل أنه تعرض ل 6 هزائم متتالية أمام حسنية أكادير 5/1 والمغرب التطواني 43 و اتحاد طنجة 10 والجيش 20 والفتح 21 وأولمبيك خريبكة 10. وجاءت هذه الهزائم لتؤكد أن النادي القنيطري يعاني على المستوى التقني وفقد بوصلة النتائج الإيجابية، ومن حسن حظه أنه ضمن مكانه بالقسم الأول منذ دورات، وإلا لكان ضمن الأندية التي تصارع من أجل ضمان البقاء في الدرجة الأولى. لاعبون في قمة الإستياء يعيش لاعبو النادي القنيطري وضعية صعبة وتهميش كبير من المسؤولين، نظير المستحقات المالية التي لازالت عالقة منذ فترة والتي تهم منح المباريات وشطر من منحة التوقيع، ورغم النداءات المتكررة التي رفعها اللاعبون والتهديد بمقاطعة التدريب والمباريات،إلا أن لا حياة لمن تنادي، وظل اللاعبون يترقبون طلوع هلال المستحقات المالية،وهم يتدربون في أجواء غير مثالية وبمعنويات تحت الصفر، فكان من الطبيعي أن تؤثر هذه المشاكل على استعداد اللاعبين للمباريات، حتى أن المدرب سمير يعيش سبق أن أكد أنه يلعب دور الطبيب النفسي في التداريب ليرفع من همَة اللاعبين ويحمسهم على إجراء تداريبهم بحماس اغتالته قلة الإمكانيات وتماطل المسؤولين في أداء ما بذمتهم. يعيش يفجرها ولأن المشاكل لا تأتي فرادى للنادي القنيطري، فبعد الخصاص المالي الذي يشكو منه ثم استياء اللاعبين وتمردهم، رفع المدرب سمير يعيش بدوره لواء العصيان على المسؤولين وحملهم مسؤولية تراجع نتائج الفريق، بعد التصريح الناري الذي أطلقه وأكد أن إدارة الفريق لم تلتزم بما لديها من مستحقات لدى اللاعبين، واعتبر أن هذا التماطل سبب تراجع النتائج، وتابع أن التداريب تمر في أجواء غير مثالية ويضطر للقيام بتمارين ترفيهية للرفع من معنويات اللاعبين التي اعتبرها منحطة. وزاد أن المسؤولين لم يفتحوا باب المفاوضات مع لاعبين ستنتهي عقودهم هذا الصيف، وهم بالتالي يجهلون مستقبلهم، ما جعل تركيزهم يتأثر في المباريات، كلام يعيش حمل في طياته العديد من المعاني ولخَص حالة فريق كان من الطبيعي أن يتراجع في ظل هذه الوضعية. هجرة جماعية الأكيد أن المشاكل التي يعاني منها النادي القنيطري والطريقة التي يتم بها تدبير أموره، كل ذلك لا يشجع اللاعبين على الاستمرار مع هذا الفريق ولا يشجع أيضا من ستنتهي عقودهم لتجديدها، لذلك ينتظر أن يعرف الفريق القنيطري هجرة جماعية، خاصة أن مجموعة من الأسماء ترفض الإستمرار على غرار عادل المسكيني ويوسف التورابي وعبدالرزاق المناصفي، علما أن عقد رشيد بورواس بدوره سينتهي هذا الصيف، هذا في الوقت الذي وقع فيه المدافع المتألق سعد الكرو مع الدفاع الجديدي، ناهيك عن الذين يصرون تغيير الأجواء، لذلك ينتظر أن يعرف النادي القنيطري هجرة جماعية بعد نهاية الموسم. سيناريو سيتكرر من سوء حظ النادي القنيطري أنه كتب عليه أن يعيش نفس الوضعية خلال السنوات الأخيرة ويتعذب أكان على مستوى النتائج بدليل أنه يسجل نتائج غير مستقرة وينهي الترتيب في مراكز متأخرة، ولا يضمن مكانه في الدرجة الأولى إلا في الدورات الأخيرة، والأكيد أن هذه الوضعية لم تعد ترضي جماهير الكاك التواقة لترى فارس سبو في مصاف الأندية القوية، خاصة أنه سبق أن توج في أربع مناسبات بلقب البطولة، بل هو الفريق الوحيد الذي يمثل مدينة القنيطرة في قسم الصفوة، لذلك سيكون من العيب والعبث أن يعيش على مر السنوات الأخيرة ذات المشاكل المالية والتقنية والبشرية. أصابع الانتقاد تتجه أغلبها لمسؤولي الفريق المطالبين بتغيير طريقة تدبيرهم على جميع المستويات خاصة المالية والتقنية والبشرية، والتي أكدت فشلها بدليل النتائج التي يتحصل عليها النادي القنيطري، الذي يتعذب ويئن منذ سنوات من كثرة مشاكله، فهل استوعب المسؤولون الدروس الكثيرة والأخطاء ليستعيد الكاك هيبته الضائعة ويتخلص