العزيز حمل معه أسرار عودتنا للواجهة والمصالحة مع النتائج إن كان الجيش قد استعاد توازنه وتصالح مع النتائج الإيجابية في الدورات الأخيرة، فإن ذلك يعود لمجموعة من اللاعبين الذين ساهموا بقسط وافر في عودة الفريق لسكة النتائج الإيجابية، أبرزهم المهدي النغمي الذي يعد هدافا للفريق بتوقيعه ثمانية أهداف ووحدا من أبرز لاعبيه الأوفياء. ويبقى الحدث الأبرز للنغمي هو تجديده العقد في الأسبوع الماضي لخمس سنوات، إذ نجحت إدارة الفريق في إقناعه بالبقاء رغم العروض المغرية التي توصل بها، خاصة أن عقده كان سينتهي الصيف القادم، ولم تكن المفاوضات سهلة لعدم الاتفاق على الجانب المالي قبل أن يقبل هداف الفريق بالبقاء. النغمي بصراحته المعهودة تحدث عن الأسباب التي جعلته يجدد عقده مع الجيش، كما كشف عن السر وراء انتفاضة الجيش في البطولة وكذا طموحاته هذا الموسم.
- المنتخب: أخيرا قررت البقاء مع الجيش وجددت عقدك مع الفريق، كيف حسمت هذا القرار الذي لم يكن سهلا اتخاذه؟ المهدي النغمي: فعلا لم يكن سهلا حسمه لعدة أسباب، أهمها أني في لحظة فكرت في مغادرة الجيش ودخول تجربة جديدة، خاصة أن المفاوضات كانت عسيرة، حيث بدأت منذ فترة، كانت هناك مجموعة من الأسباب التي أوقفت المفاوضات لعدة فترات، أبرزها الجانب المالي، لكن الأمور سارت بشكل جيد في الفترة الأخيرة، وقررت أن أواصل مشواري بالقلعة العسكرية رغم العروض المهمة التي توصلت بها. - المنتخب: ما الذي جعلك في الأخير تقبل بتمديد عقدك؟ المهدي النغمي: فعلا لم يكن القرار سهلا، لدرجة أني تأثرت كثيرا في هذه الفترة، لكني كنت ملزما لأحسم في وجهتي في هذ الوقت، أنا لاعب أعتبر نفسي إبن الفريق لأني التحقت به من شباب قصبة تادلة وعمري لا يتجاوز 14 سنة، لذلك ربطت عدة علاقات واستأنست بالأجواء، حيث تعرضت في الفترة الأخيرة لضغط كبير من الجمهور الذي ما فتئ يطلب مني تجديد العقد، ناهيك أن المسؤولين تشبثوا بي وأصروا على بقائي، لذلك من باب رد الجميل وحبي لهذا الفريق آثرت تجديد عقدي. - المنتخب: ما هي الأندية التي طالبت بالتعاقد معك رسميا؟ المهدي النغمي: كانت أمامي عروضا مغرية من المغرب وخارجه، على غرار الصفاقسي التونسي بمبلغ 650 مليون سنتيم وعرض من السودان ب 500 مليون سنتيم، كما توصلت بعروض من الرجاء والوداد والمغرب التطواني والدفاع الجديدي، كانت فعلا عروضا مهمة وأنا سعدت بذلك لأنها تؤكد أني كنت في الموعد وقدمت مستويات جيدة. - المنتخب: ربما استئناسك بالأجواء بالجيش ورفضك الانتقال لفريق بثقافته الجديدة قد دفع بك لمواصلة المشوار بالجيش؟ المهدي النغمي: تغيير الأجواء في بعض الأحيان لا يعود بالنفع على اللاعب، قد يكون العرض مغريا على المستوى المالي لكنه قد يكون غير ناجح على المستوى التقني، لذلك آثرت عدم المغامرة بتغيير الأجواء. فعندما تأملت في وضعيتي مع الجيش خلصت إلى أن هذا الفريق يناسبني وارتبطت به كثيرا، لذلك لم أجد من خيار سوى للبقاء، لأني كنت أعرف أني سأضمن نجاحي مع الجيش. - المنتخب: جددت عقدك لخمس سنوات، ما يؤكد أنك تنوي اعتزالك بهذا الفريق؟ المهدي النغمي: فعلا جددت العقد لخمس سنوات كتأكيد لتعلقي بهذا الفريق، فعلا أنوي أن أنهي مسرتي بهذا الفريق، لكن عقدي به شرط يسمح لي أن أنتقل للاحتراف بالخارج في حال إذا توصلت بعرض في المستوى من الخارج، ولو أني أتمنى أن أحقق شيئا ما مع الجيش، لأني أريد أن أترك بصمة مع هذا الفريق لأنه يستحيل أن ألعب مع الفريق العسكري طول هذه السنوات دون أن حقق شيئا ما. - المنتخب: شعرنا في بعض الفترات أن مردودك تراجع وغبت عن التهديف، هل كان لذلك ارتباط بمستقبلك مع الجيش؟ المهدي النغمي: بالطبع، لأني كنت مضطربا وتأثرت كثيرا في الفترة الأخيرة، حيث كان علي الحسم أمام العروض المهمة التي توصلت بها وكذا رغبة كل المكونات من أجل تجديد عقدي، لذلك كنت بحاجة لفترة من التفكير والتأمل، لم تكن الأمور سهلة، لأني كنت أعرف أني مطالب أن أحسن الإختيار وأن أكون صائبا خاصة أني في مرحلة مهمة من مشواري الرياضي. - المنتخب: هذا ما يفسر من دون شك تسجيلك هدفين في المباراة الأخيرة أمام المغرب التطواني ؟ المهدي النغمي: بالطبع لأنه في ليلة المباراة وقعت العقد، لذلك لعبت بمعنويات مرتفعة وارتياحا كبيرا، وكان لذلك انعكاس كبير على مستواي في هذه المباراة وسجلت هدفين، أتمنى أن أواصل الطريق على نفس المشوار وأحقق المزيد من الأهداف والنتائج الإيجابية، لأني أدرك أن كل مكونات الفريق تنتظر مني الشيء الكثير. - المنتخب: على ذكر الأهداف فإنك اليوم تحتل المركز الثاني على مستوى ترتيب الهدافين، هل تضع يضا هذا الطموخ ضمن مخططاتك هذا الموسم؟ المهدي النغمي: فعلا أضع هذا الهداف ضمن الطموحات التي أسعى لتحقيقها هذا الموسم، اليوم أحتل المركز الثاني وسأواصل بحثي عن التسجيل في المباريات المتبقية، لأن لقب الهداف من الجانب الشخصي يعطي قيمة للاعب ويرفع من كوطته، ومع ذلك تبقى الألقاب الجماعية مهمة، صحيح أن الجوائز الشخصية مهمة ولها قيمة في مشوار اللاعب، لكن حلمي الأكبر أن أحقق أحد الألقاب مع الجيش». - المنتخب: هل تعتقد أن هذا الهدف ممكن تحقيقه مع الجيش هذا الموسم على مستوى البطولة؟ المهدي النغمي: ذلك يعود للنتائج التي سنسجلها في المباريات القادمة وكذا بحسب نتائج أندية المقدمة، طبعا تحدثنا نحن اللاعبون في هذه الموضوع واتفقنا أن نضع كل أسلحتنا من أجل الإرتقاء أكثر في سبورة الترتيب، ولما لا المنافسة على اللقب إن كان ذلك متاحا لنا. نحن اليوم نخوض مباراة بمباراة، الأمور تسير حاليا بشكل جيدا ونتمنى أن نسير في نفس النسق التصاعدي، ولو أن المرحلة القادمة ستكون صعبة، وحتى إن لم ننجح في المنافسة على اللقب فإن هدفنا سيكون هو إنهاء الترتيب في أحد المراكز المؤدية للمشاركة في المنافسة الإفريقية. - المنتخب: ما الذي غيره المدرب عبدالمالك العزيز في الجيش، بعد ثورة النتائج التي سجلها الفريق؟ المهدي النغمي: ما يميز العزيز عن المدرب السابق روماو أنه يجعل الإنضباط من أولى الأوليات، وهو الشيء الذي غاب في فترة روماو، العزيز يعرف جيدا خبايا البيت العسكري اعتبارا إلى أنه لاعب سابق للفريق ودرب أيضا الجيش في فترات متقطعة. خطاب العزيز معنا يحفزنا ويشحن جميع اللاعبين سواء في التداريب والمباريات، أعتقد أن هذا ما كان ينقص الفريق، خاصة أننا نتوفر على لاعبين جيدين بتجارب كبيرة، لكن ما كان ينقصنا هو الربان الذي يوجه اللاعبين ويعرف كيف يحفزهم ويستغل إمكانياتهم. - المنتخب: الكثيرون أكدوا أن ملعب الفتح بأرضيته السيئة لم يساعدكم على تسجيل أفضل النتائج؟ المهدي النغمي: الكل يجمع على أن أرضية الملعب جد سيئة وأثرت علينا كثيرا، خاصة أن فريقنا يملك لاعبين يتميزون بمهارات تقنية، ومع ذلك اجتهدنا كثيرا هذا الموسم وحاولنا اجتياز عائق الأرضية، الحمدلله أننا نجحنا لحد كبير بدليل النتائج التي سجلناها، ولو أن مجموعة من الأمور كانت ستتغير لو كنا نستقبل بمركب مولاي عبدالله، علما أننا حاولنا في الفترة الأخيرة ألا نشغل بالنا بإشكالية الملعب وركزنا على الإستفادة من الإمكانيات التي نتوفر عليها. - المنتخب: لكن ألا ترى أنه من العبث أن لا يكون الجيش من الأندية التي تنافس على لقب البطولة، كما ابتعد أيضا في السنوات الأخيرة عن الألقاب؟ المهدي النغمي: طبعا أتفق معك، نحن كلاعبين لا نرضى بوضعية فريقنا، بل كل مكونات الجيش تتوق أن ترى فريقها في مركز أفضل، لكن ما باليد حيلة، نحن ندفع ثمن مجموعة من العوامل الخارجة عن إرادتنا والتي جعلت الفريق يتراجع في السنوات الأخيرة، لكن لي اليقين وأمام هذه التغييرات أن الجيش قادر على استعادة هيبته، لأن مكان فريقنا في طابور المقدمة، لذلك أتمنى أن نسير في نفس النتائج الإيجابية التي سجلناها مؤخرا لنحقق الأهداف المتوخاة، حيث قدمنا مؤشرات على أن الجيش قادم لا محالة. - المنتخب: البعض يلوم الجيش لأنه لا يجيد الصفقات التي يبرمها بدليل أن مجموعة من اللاعبين فشلوا في تجربتهم مع الفريق العسكري؟ المهدي النغمي: لا، ليس كل اللاعبين، لأن مجموعة منهم نجحوا في مشوارهم وقدموا الشيء الكثير، قد أتفق على أن بعض الجدد عانوا في السنوات الأخيرة، لأنهم وجدوا فريقنا يعاني كثيرا وليس في أفضل أحواله في المواسم الأخيرة، لذلك كان من الطبيعي أن تتأثر مواهبهم وسط هذه المعاناة، أعتقد أنه ليس فقط اللاعبين الجدد من عانوا من هذه الوضعية بل أيضا أبناء الفريق وجدوا صعوبة لتقديم الأفضل، اليوم طوينا هذه الصفحة للتفكير في المستقبل، خاصة أن الأمور تسير في شكل جيد، بدليل أن نقدمه وما يقدمه بعض اللاعبين الذين إلتحقوا بنا هذا الموسم. - المنتخب: من موقعك كمهاجم للجيش، ما الذي تشعر بأنه ينقصك لتصل للمستوى الذي تتمنى بلوغه؟ المهدي النغمي: مهما بلغه أي لاعب في مشواره فإنه يظل يتعلم ويستوعب الدروس من تجاربه ويصقل مواهبه، ذلك علينا أن نجتهد في المباريات والتداريب، أما فيما يخصني فإني أتمنى أن أقوي ملكاتي على مستوى الضربات الثابتة، غير ذلك فإني أجتهد في كل الأمور التي تتعلق بمركزي كمهاجم، على مستوى السرعة في العمليات والتهديف والتمرير وغيرها من الأمور التي تجعل المهاجم ناجحا. - المنتخب: أعرف أنك إبن شباب قصبة تادلة الذي لعبت له إلى سن 14 سنة، أكيد أنك تقاسم فرحة صعود هذا الفريق للدرجة الأولى؟ المهدي النغمي: طبعا هو فريقي الأول وأنا سعيد بعودته للقسم الأول بحكم أني إبن تادلة، ثم لا ننسى أني لعبت له كمعار من الجيش بعد صعوده، لذلك أستغل هذه الفرصة لأقدم لجميع مكوناته التهاني بهذا الصعود، كما أتمنى أن لا يعاد نفس سيناريو التجربة الأولى التي عاد فيها الفريق سريعا للقسم الثاني، وأن يستعد على جميع المستويات للموسم القادم ليتفادى العودة سريعا من حيث أتى.