ما أعرف عن المنتخب الجزائري أن قوته تكمن في وسط الميدان المعطيات قد تؤثر سلبا على الخصم وتلعب لصالحنا سيكون أحمد قنطاري من ضمن اللاعبين الذين يعول عليهم خلال المواجهة المرتقبة يوم الأحد المقبل أمام الجزائر، وذلك للدور الحساس الذي يشغله في العمق الدفاعي إلى جانب المتألق المهدي بنعطية، إذ ينتظر أن يكون هناك جهد مضاعف من طرف جبهة دفاع الأسود قياسا بالضغط الذي سيمارسه المنتخب الجزائري وحاجته الماسة لانتزاع نقاط الفوز، وهو ما يوضحه أحمد قنطاري في هذا الحوار، حيث أكد أن المباراة لها خصوصيتها وأجواؤها وتختلف كليا عن المباريات الأخرى، وقال إن المنتخب المغربي تهيأ بشكل جيد لهذه المباراة وفق العطاء الذي قدم في المباريات الأخيرة، واعتبر أن الضغط سيكون على المنتخب الجزائري أمام جماهيره وداخل قلاعه. المنتخب: بداية كيف هي حالتك الصحية بعد أن كنت قد أصبت سابقا في إحدى الحصص التدريبية؟ أحمد قنطاري: الحمدلله لم تكن الإصابة مقلقة بدليل أنها لم تبعدني طويلا عن المنافسة، ذلك أنني غبت مباراة واحدة، وهذا هو الأهم، حيث عدت سريعا للمشاركة مع زملائي في المباريات الأخيرة، لذلك أشعر أني في كامل الجاهزية لخوض هذه المباراة الهامة والقوية، أتمنى أن أحافظ على هذه الجاهزية طيلة هذا الأسبوع الذي نستعد فيه لمواجهة الجزائر. المنتخب: وماذا عن الجانب النفسي، لأني أعرف أن مثل هذه المباريات تتطلب استعدادا نفسيا وحضورا ذهنيا كبيرا؟ أحمد قنطاري: بالطبع، المباراة وطبقا لأجوائها وأيضا لطابعها المحلي لن تكون سهلة على المنتخبين اللذين يعرفان بعضهما البعض، نحن كمحترفين مستأنسون بمثل هذه الأجواء التي تطغى عادة على المباراة من جمهور وضغط وأجواء مشحونة، فعلى غرار جاهزيتي على المستوى التنافسي والبدني، فأنا أيضا جاهز على المستوى النفسي، وهذا شيء هام في مثل هذه المباريات. المنتخب: هذا يعني أنك ومنذ فترة تفكر في هذه المواجهة وتركز عليها رغم ما يعانيه فريقكم من مشاكل تقنية هذا الموسم؟ أحمد قنطاري: الإعداد لأي مباراة مع المنتخب المغربي يمر عبر الحضور مع الفريق، لذلك مشاركتي في المباريات هو في حد ذاته استعداد لمواجهة المنتخب الجزائري، ناهيك أيضا عن الجانب النفسي وذلك من خلال التفكير والتركيز بين الفينة والأخرى في المباراة ومتابعة أيضا الأخبار المتعلقة بهذه المواجهة وكذا الحديث مع زملائي في المنتخب المغربي، كما قلت الأمور تسير على ما يرام ومستعد لهذه المواجهة على جميع المستويات. المنتخب: لكنها مباراة تبقى استثنائية قياسا بالمعطيات التي تميزها، كيف تقرأ فنجانها؟ أحمد قنطاري: هي مباراة تبقى صعبة على المنتخبين نظير عدة معطيات أبرزها عامل القرب وكذا معرفة المنتخبين ببعضهما البعض، إذ غالبا ما تعرف مباريات المغرب والجزائر كل أنواع الندية والتشويق، والظاهر أن ذات المميزات ستحضر خلال المباراة، خاصة أن معطيات نتائج المجموعة تجعل المغرب والجزائر يعملان على تفادي كل نتيجة سلبية. المنتخب: لكن المنتخب الجزائري يبقى اعتبارا لمركزه الأخير الأحوج إلى الإنتصار بحكم أنه يحتل المركز الأخير، ربما هذا قد يزيد من صعوبة مباراتكم؟ أحمد قنطاري: بالطبع نعرف أن المنتخب الجزائري لن يكون أمامه من خيار سوى الفوز في هذه المباراة، هذا شيء طبيعي، خاصة أنه يلعب على أرضه وأمام جماهيره، لكن دعني أقول أن معطيات المباراة قد تعود بالسلب على المنتخب الجزائري، لأن الفريق الذي يلعب على أرضه وأمام جماهيره وليس له من خيار سوى الفوز، وقد ينال الضغط من لاعبيه، لأننا ندرك أن الجزائريين متخوفون منا. المنتخب: هذا يؤكد أن المنتخب المغربي يريد استغلال وضعية المنتخب الجزائري والضغط الذي يقع على لاعبيه؟ أحمد قنطاري: بالفعل سنحاول استغلال معطيات المباراة، أهمها البحث الجاد عن الهدف ما قد يمنحنا مساحات من أجل تنظيم الهجمات وبلوغ المرمى، كل شيء يبقى ممكنا في هذه المباراة، وكما سبق وأن أكدت فإنها تبقى صعبة على الطرفين ومن الصعب أن نتكهن بنتيجتها، لكننا سنواجه المنتخب الجزائري بهدف العودة بنتيجة إيجابية. المنتخب: برأيك على ماذا ستلعب هذه المباراة؟ أحمد قنطاري: المنتخبان عبارة عن كتاب مفتوح واللاعبون يعرفون بعضهم البعض، لذلك ستلعب هذه المواجهة على عدة جزئيات، إذ لا مجال للخطأ في هذه المباراة وقد يكون من الصعب تسجيل الهدف اعتبارا لعنصر الحذر الذي سيطبع أداء المنتخبين، لذلك سنسعى من جانبنا لأن نتسلح بكل أنواع الحذر وسنركز من جانبنا من أجل أن تصب هذه الجزئيات في مصلحتنا. المنتخب: بحكم أن حاجة المنتخب الجزائري للفوز أكيد أن جبهة دفاع المنتخب المغربي سيكون أمامها عمل كبير، هل تضع هذا المعطى أمامك وأنت الذي تشكل واحدا من المدافعين؟ أحمد قنطاري: كل اللاعبين عليهم أن يكونوا حذرين من هذه المباراة، الكل من دون تأكيد عليه أن يدافع حتى نشكل كثلة واحدة أمام المنتخب الجزائري، فكما أشرت علينا أن نستغل اندفاع الخصم لأن هذه النقطة إيجابية برأيي ستفتح أمامنا مساحات للتسجيل، لذلك فالعمل لا ينتظر المدافعين في هذه المباراة، بل كل عنصر سيدخلها إلا سيكون مطالبا باجتياز الإختبار بنجاح، لذلك سنحضر بشكل جيد طيلة هذا الأسبوع لنكون في الموعد. المنتخب: الجمهور المغربي أيضا ينتظر منكم الشيء الكثير في ظل المستوى الذي ظهرتم به في المباريات الأخيرة؟ أحمد قنطاري: طبعا نريد إسعاد الجمهور المغربي الذي لطالما ساندنا، نعرف أن البسمة غابت عنه في الفترة الأخيرة ولم يسعد منذ فترة، لذلك نحن نفكر في جمهورنا ونتمنى أن نسير في نسقنا التصاعدي ونكرس النتائج الإيجابية الأخيرة التي سجلنا، أكيد أن تفكيرنا في الجمهور المغربي سيكون من الأشياء التي تدفعنا إلى البحث بشكل جدي للعودة بنتيجة إيجابية من قلب الجزائر. المنتخب: ما هي الأشياء التي تقلقك أو بالأحرى تخاف منها في هذه المواجهة؟ أحمد قنطاري: دخولنا بهذا المنطق أعتبره انهزاما مسبقا، لا شيء يقلقني أو يخيفني من هذه المباراة، سندخل المواجهة بعزيمة العودة بنتيجة إيجابية لأن لدينا من الإمكانيات ما يؤهلنا لأن نحقق نتيجة إيجابية، مثلما نحسب ألف حساب للمنتخب الجزائري فإنهم أيضا سيحتاطون منا ويعرفون أن المنتخب المغربي يملك كل الإمكانيات لإزعاجهم. المنتخب: لكن ضغط الجمهور قد يكون له تأثير بحكم أن الأرقام تتحدث عن حضور 50 ألف متفرج؟ أحمد قنطاري: هذه الأرقام لا تخيفنا ولن تؤثر علينا، نحن لاعبون محترفون ومتعودون على مثل هذه الضغوطات، ما أعرف أن المباريات تلعب وتحسم فوق أرضية الملعب، وهو ما سنسعى لتأكيده في هذه المباراة. المنتخب: ماذا تعرف عن المنتخب الجزائري؟ أحمد قنطاري: في الواقع نعرف كل شيء عن هذا المنتخب، له وسط ميدان في المستوى بلاعبين من مثل زياني وبودبوز كما تابعنا أيضا مستواه في كأس أمم إفريقيا وفي كأس العالم، لكن دعني أؤكد أنه علينا التركيز على منتخبنا وعلى استعدادنا لهذه المواجهة، لأن التركيز في العمل وعدم الإكثرات بما يفعله الآخرون يبقى من بين الأشياء الهامة لتحقيق النجاح. المنتخب: أكيد أنه أول اختبار لك من هذا النوع منذ إلتحاقك بالمنتخب المغربي؟ أحمد قنطاري: بالفعل الأجواء ستكون مغايرة في هذه المباراة، لقد سبق لي أن خضت مباراة مع المنتخب المغربي للشبان ضد المنتخب المصري، لكن هذه المباراة يبقى لها طعم خاص ومعطيات مخالفة، لذلك تجدني متشوقا ومستعدا لهذه المباراة، حيث أتمنى أن تكون ناجحة بكل المقاييس، ولو أنها في الأخير تبقى مباراة عادية من بين مباريات هذه المجموعة. المنتخب: طبعا هي مباراة عادية، لذلك نخشى أن ينسينا الصراع الثنائي مع الجزائر الهدف الرئيسي ألا وهو التأهل؟ أحمد قنطاري: حققنا تعادلا وفوزا وهو ما يعني أن وضعنا أفضل من المنتخب الجزائري، لذلك تركيزنا في هذه المباراة هو نابع من رغبتنا في العودة بنتيجة إيجابية لأن ذلك يعني الرفع من درجة تأهلنا إلى النهائيات الإفريقية، بالطبع بعد انتهاء المباراة وكيفما كانت نتيجتها فإننا سنطوي صفحة المنتخب الجزائري من أجل الإستعداد للمباراة التي بعدها، بهذا الشكل أعتقد أن الأمور ستسير بشكل جيد. المنتخب: الملاحظ أنك أصبحت في ظرف وجيز واحدا من العناصر الأساسية داخل المنتخب المغربي، هل كنت تنتظر هذا التحول في مسارك مع المنتخب المغربي؟ أحمد قنطاري: لا تنسى أني لعبت للمنتخب المغربي للشبان والأولمبي، وهذا يعطيني تراكما إيجابيا، لذلك لم أجد أدنى صعوبة في التأقلم مع الأجواء، إذ ما إن منحت لي الفرصة حاولت العض عليها بالنواجذ وعدم تضييعها، حيث كانت العودة في مباراة طانزانيا، لذلك حاولت أن أقدم عرضا جيدا في هذه المواجهة لإرضاء الجميع وتأكيد أني أستحق حمل القميص المغربي. المنتخب: يظهر أيضا إنسجامك السريع وأنت تلعب إلى جانب المهدي بنعطية؟ أحمد قنطاري: المهدي لاعب جيد وله إمكانيات رائعة بدليل أنه الآن يعد من بين أجود المدافعين في البطولة الإيطالية، صحيح أنني إنسجمت معه في أول مباراة لي، هناك عدة قواسم تجمعنا أهمها هو أننا نشكل تقريبا جيلا جديدا بالمنتخب المغربي، كما أن كلانا تشبع بأصول المدرسة الفرنسية وهي من الجوانب الأساسية التي جعلتني أنسجم بسرعة بعرين الأسود. المنتخب: وهل يبقى نادي بريست هو آخر طموحاتك المستقبلية؟ أحمد قنطاري: كباقي اللاعبين أتمنى أن أحمل ألوان فريق بآفاق أرحب ويلعب على عدة واجهات، لكن لا تنسى أن نادي بريست هو من أعطاني فرصة الرفع من مستواي والإحتكاك بأجواء المنافسة بعد أن وجدت صعوبة في فرض نفسي داخل باريس سان جيرمان، كل شيء بأوانه وعندما تأتي الفرصة الكاملة أعتقد أني لن أتوانى في الرحيل. المنتخب: وهل توصلت بعروض في الفترة الأخيرة في ظل المستوى الذي ظهرت به هذا الموسم؟ أحمد قنطاري: بالفعل توصلت بعدة عروض، لكني أجلتها إلى حين انتهاء الموسم، لأن ما يهمني هو أن يحافظ بريست على مكانه في حظيرة القسم الأول الفرنسي، لذلك سنرى ما ستأتي به نهاية الموسم، خاصة أن عقدي لن ينتهى إلا في عام 2013. المنتخب: بعد بداية جيدة لبريست في البطولة الفرنسية، حيث كان الفريق ضمن طابور المقدمة إلا أنه وقع على نتائج سلبية في المباريات الأخيرة، إلى ما يعود هذا التراجع؟ أحمد قنطري: أعيد السبب الرئيسي إلى تركيبتنا البشرية المحدودة، حيث لا نتوفر على بدائل كثيرة، لذلك عانينا في الفترة الأخيرة من الغيابات الإضطرارية، كما كان الحال مع هداف الفريق برونو غروكي الذي اضطر للغياب بداعي الإصابة وتأثرنا كثيرا لغيابه عن بعض المواجهات، كما تعرف فالروح الجماعية هي من نقاط قوة فريقنا، لذلك نسعى جاهدين لتعويض كل العراقيل بالمجهودات التي يقوم بها اللاعبون والحماس الذي يميزنا. المنتخب: يحتل بريست المركز 12 إلى غاية الدورة 28، هل يعني أن طموحكم بات محصورا في تفادي النزول؟ أحمد قنطاري: نتائج المباريات القادمة هي الكفيلة بتحديد الأهداف التي سننافس عليها وإن كان من الصعب علينا أن ننهي الترتيب في إحدى المقاعد المؤهلة إلى المنافسات الأوروبية، حاليا أعتقد أن ما يراود جميع مكونات الفريق هو البقاء في الدرجة لأولى في ظل المنافسة التي تعرفها المؤخرة، بدليل أن توالي النتائج السلبية سيدخلنا متاهة حسابات طابور المؤخرة، نحن الآن مطالبون باستجماع قوتنا للمرحلة المقبلة وعدم تضييع المزيد من النقاط. حاوره :