في أمسية باردة وماطرة أدفأت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية جو العاصمة الرباط وهي تنظم عيدها السادس، بمسرح محمد الخامس في حفل مميز وبهيج يوم الإثنين 4 أبريل 2016 في موعد محمود بات يرسخ سنويا لثقافة التكريم والإعتراف والتحفيز. الحفل الذي عرف حضورا قويا للأجهزة الرياضية المغربية والأجنبية في مقدمتها وزارة الشباب والرياضة في شخص الوزير لحسن السكوري، ونائب رئيس اللجنة الأولمبية نوال المتوكل والنيجيري أوبي ميتشل رئيس الإتحاد الإفريقي للصحافة الرياضية وعبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، والعديد من رؤساء الجامعات وممثلي الأندية والرياضيين السابقين والحاليين والجسم الإعلامي الرياضي بمختلف مشاربه، قص شريطه رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية الزميل بدر الدين الإدريسي بكلمة عميقة وشاملة ألقاها بالمناسبة، رحب فيها بالضيوف وذكر فيها بالمنجزات والأهداف والمساعي التي تعمل من أجلها الجمعية رياضيا وإجتماعيا، داعيا المجتمع الرياضي الوطني والدولي إلى تنظيم البيوت وتطهيرها وإعادة الشفافية والمصداقية للأجهزة، مؤكدا الدور المهم والرئيس للإعلام الرياضي في المساهمة في هذا الورش الإصلاحي الكبير الذي يروم تأهيل الرياضة الوطنية لتكون رافعة فعلية للتنمية المستدامة. ورد الوزير لحسن السكوري بكلمة أشاد بها بفكرة العيد ومكانة الجمعية المغربية للصحافة الرياضية في خارطة الرياضة المغربية، مشيرا إلى ما باتت تعرفه هذه الأخيرة من إهتمام كبير منذ المناظرة الوطنية في أكتوبر 2008 تحت السهر والعناية الخاصة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، متمنيا الحظ الوافر للرياضيين المغاربة المقبلين على المشاركة في الألعاب الأولمبية ومركزا على إنخراط الصحفيين الواجب في مواكبة كل الأوراش الرياضية التنموية. وبعد كلمتي الرئيس والوزير جاءت لحظات الإعتراف برجال المتاعب من خلال أول تكريم والذي كان للزميل مصطفى بدري المدير المسؤول عن جريدة «المنتخب»، والمصور الصحفي السابق الذي قضى 36 سنة في الميدان خدوما للرياضة المغربية والوطن بسخاء، وقد عجز تحت تأثير التأثر الكبير بجلال اللحظة، لحظة تسليمه الدرع عن الحديث ليذكر بأنه ظل دوما شغوفا بالعدسة التي كان يتكلم عبرها، مشيرا إلى أهمية المهنة في التعرف على الثقافات الأجنبية والإلتقاء بالناس من مختلف الأقطار.
ونادت منشطة الحفل الزميلة الإعلامية المميزة قائمة بلعوشي والتي نجحت بامتياز في الربط بين الفقرات، على الإسم الثاني المكرم والذي لم يكن سوى حسن بوطبسيل مدير قناة الرياضية، والذي طالب في كلمة قصيرة الصحفيين الشباب بأخذ المشعل من السلف والحفاظ على الثوابت والصورة التي رسمها رواد الصحافة الرياضية مند عقود. وتواصل تكريم الإعلاميين في لحظات مؤثرة إمتزجت فيها السعادة بالخجل والدهشة، فصعد فوق خشبة المسرح الزميل عزيز ريباك عن القناة الأولى الذي شكر الجمعية على الإلتفاتة وقال بأن اللحظة هي الأقوى على الإطلاق في مسيرته المهنية، ثم جاء الدور على تكريم الزميل محمد بالعولة عن يومية «لوبينيون» وهو الصحافي الخبير والمختص في رياضة التنس والذي أعرب عن سعادة كبيرة وطموح لمواصلة خدمة القارئ بوفاء وصدق، وعرفانا منها بالأدوار التي يلعبها كمناضل إعلامي وكرئيس للهيئة التي يحتمي بها الصحفيون، كرمت الجمعية الزميل عبد الله البقالي مدير جريدة العالم ورئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وقدم الزميل البقالي شهادة قوية في حق الصحافة الرياضة التي قال أنها لم تأخذ حقها من الإهتمام الكافي برغم ما يبذله العاملون فيها من مجهودات مضنية ومن تضحيات جسام، كما اشار إلى أن الرياضة لم تعامل كقطاع إقتصادي وإجتماعي مدر للدخل، داعيا جميع الفرقاء إلى الإهتمام أكثر بهذا الجنس الصحفي والنهوض بأوضاع الصحفيين الرياضيين وهؤلاء الجنود ماديا ومعنويا. ولأنه ضيف شرف بامتياز، تم تكريم النيجيري أوبي ميشل رئيس الإتحاد الإفريقي للصحافة الرياضية ونائب رئيس الإتحاد الدولي، والذي ظهر مسرورا وفرحا بهذه المناسبة مناشبة تواجده بالمغرب ضيفا للجمعية، مشيرا أنه في كل مرة يأتي إلى المغرب وكأنه يعود إلى بيته، مبديا شكره الكبير للجمعية المغربية للصحافة الرياضية وبعض الإعلاميين الذين يرافقونه في خطوات النضال في درب المتاعب من أجل النهوض بالصحافة الرياضية في قارتنا الإفريقية. وإستمتع الحضور لفصل غنائي مميز للفنانة المغربية المنحذرة من الأقاليم الصحراوية رشيدة طلال التي أبرقت بطلتها البديعة وصوتها الجميل في الأمسية. وتحفيزا منها للإعلاميين الرياضيين الشباب الذين يشقون طريقهم في مجال الصحافة بإيمان كبير بالقدرات، سلمت الجمعية تذكارا تحفيزيا لكل من الزميلة دنيا سراج من راديو مارس والزميل ياسين معراش مراسل قنوات بين سبور القطرية بالمغرب، وأعرب الصحفيان الشابان عن اعتزاوهما بلحظة التحفيز إلى جانب عدد من الرواد والأساتذة وكبار النجوم الرياضيين، وأكدا أن من شأن هذا التكريم أن يحفزهما معا على مزيد من ألإبداع والعطاء. وزكت مجموعة «تكادة» وفاءها لأعياد الجمعية فأثثت فضاء العيد مجددا بفاصل موسيقي شعبي من رصيدها الغنائي الغني، قبل أن يُستأنف الحفل في شطره النهائي ب تكريم الملاكمة المغربية خديجة المرضي بطلة إفريقيا والمؤهلة للألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو كأفضل رياضة لسنة 2015، حيث تسلمت الملاكمة خديجة المرضي درع أفضل رياضية ولم يتمكن البطل العالمي محمد ربيعي المتوج أفضل رياضي لسنة 2015 بإجماع وسائل الإعلام الوطنية من التواجد في الحفل بسبب عودته المتأخرة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وناب عنه محمد لومايني نائب رئيس جامعة اللعبة، وفرضت ثقافة الإعتراف إحياء ذكرى مرور 40 سنة على تتويج الفريق الوطني بكأس أمم إفريقيا الوحيدة في تاريخه بأثيوبيا سنة 1976 من خلال تكريم الحارس الأسطوري حميد الهزاز بحضور زملائه فرس وعسيلة والتازي والغزواني، كما جرى بالمناسبة ذاتها تكريم قيصر الكرة المغربية والعميد الأسطوري للفريق الوطني نور الدين نيبت الذي قاد الأسود في مونديالي 1994 و1998 ونال لقب وصيف بطل إفريقيا سنة 2004 بتونس. وأسدِل الستار على هذا الحفل البهيج بملحمة موسيقية تغنى فيها الجميع بالأغاني الوطنية الخالدة رافعين الأعلام فوق خشبة المسرح وجنباته، والتي قادها المطرب عبد العالي الغاوي الذي تألق بصوته وحماسه وشاركه في الغناء جميع الحضور في مقدمتهم الوزير لحسن السكوري ونوال المتوكل ورئيس الجمعية وكل المكرمين والمتوجين والضيوف ليتواعد الكل على موعد قريب للإحتفاء بالعيد السابع السنة القادمة بمشيئة الله.