رجاوي وبخير لعل مباراة الرجاء البيضاوي وإف سي برشلونة واحدة من المواقف التي يتمنى المتورطون فيها لو كان الأمر كله مقلبا من مقالب الكاميرا الخفية وليس حقيقة مؤلمة وقاسية.. كلنا كرجاويين أصبنا بالدهشة والصدمة ليس بسبب الحصة الطوفانية التي انهزمنا بها، وليس بسبب أعمار اللاعبين الذين هزمونا، لكن بسبب إنهيار جبل الأحلام الذي بالكلام والخيال خلقناه قبل هذه المواجهة، حتى شعرنا بأننا كنا نعيش داخل كذبة كبيرة طيلة أيام متتالية. لقد كذبنا على أنفسنا حين اعتبرنا مواجهتنا لفريق برشلونة بدون مقابل إنجازا عظيما سيحسدنا عليه الآخرون، وتصورنا أنها ستقودنا منذ الدقة الأولى إلى العالمية، لأن محبي برشلونة وميسي عبر العالم سيتابعون حتما لقطات من هذه المباراة، وسيتعرفون بشكل آلي على فريق كبير إسمه الرجاء البيضاوي، لكن بعد تلك النتيجة تمنينا لو لم تكن المواجهة منقولة تلفزيونيا، ودعونا الله ألا يتعرف علينا أحد... آش غادين يعرفوا فينا آش؟ واش في خبارك شي قهاوي نهار الماتش في كازا كانوا مرة مرة كيتفركَعوا بالضحك بحالا كيتفرجوا في شي مسرحية؟ هادوك غير المحسادة والقوّاسة. لَا أصاحبي، والله حتى رجاويين بحالك، كانوا كيتفرجوا ميْتين بالضحك. وا نيت أخويا، كثرة البْيوت كَضّحّك! لم يحدث من قبل أن فجّرت مباراة في كرة القدم كل هذا الطوفان من السخرية والضحك في المنتديات والمجالس والمواقع الإلكترونية مثلما فجرته مباراة الرجاء البيضاوي الأخيرة ضد إف سي برشلونة.. سيل من الرسوم الكاريكاتيرية التي حولت نسر الرجاء إلى دجاجة يشويها ميسي على نار هادئة، وجعلت اللاعبين الرجاويين يبحثون عن هوندا لشحن الأهداف الكثيرة التي تلقوها، دون الحديث عن مسابقات منظمة بالمناسبة مثل تلك التي تسأل: في أي دقيقة ظهر حارس البارصا؟ أو شحال من مرة مسّات الراجا الكرة في الدوزيام ميطا؟ دون نسيان تلك النكتة التي تتحدث عن رجاويين يحمدون الله لأنهم واجهوا برشلونة في (8) رمضان وماشي في ليلة (27). إن هذه السخرية التي تنهال على الرجاويين عقب فضيحة طنجة أمر غير مقبول بالمرة لا رياضيا ولا أخلاقيا ولا إنسانيا، لأن النتيجة في حقيقتها ليست إهانة أبدا، وهي دليل على قوة الرجاء لا على ضعفها، فالمنطق كان يقتضي أن تكون الحصة أكبر، وبالتالي فإن عجز البارصا بقيادة أحسن لاعب في العالم عن تسجيل أكثر من ثمانية أهداف في مرمى ياسين الحظ يجب أن يجعلنا فخورين بفريقنا وبنجاعة الخطة الدفاعية التي انتهجها المدرب محمد فاخر.. نعم، لا ينبغي لنا كرجاويين أن نحشم على أعراضنا، بل يجب أن تظل رؤوسنا مرفوعة مع الحفاظ على أقدامنا فوق الأرض، يجب أن يهتف كل منا وباطمئنان كبير: «رجاوي وبخير».. لا ينبغي أبدا أن نخجل من هزيمة بثمانية أهداف مقابل والو أمام فريق اسمه إف سي برشلونة، صحيح أن هذا الفريق العملاق جاء بلاعبين احتياطيين يلعب بعضهم لأول مرة ضمن فريق الكبار، لكنهم كانوا معززين بثلاثة لاعبين رسميين يقودهم الإمبراطور ليونيل ميسي. وا نتوما اللي بغيتوا ميسي يجي، دابا كون ما جاش كون خسرتو غير بخمسة لزيرو. الدنيا هانية، حتى مانشستر يونايتد والريال خسروا مع البارصا بحصة كبيرة. ولكن هادوك لعبوا مع البارصا بصح، أما نتوما راه جابوا ليكم غير الدراري الصغار وربحوكم. وحتى حنا راه جايبين ليهم غير الدراري الصغار، واش شفتينا مْلَعْبين الضلمي؟ نافذة واخويا كثرة البْيوت كضّحّك!