خفّة الرْجل لم ينتظر محمد بودريقة طويلا كي يشرع في تنزيل فصول «الكتاب الأخضر» الذي قاده إلى حكم الرجاء البيضاوي، بل انطلق ساخنا من أول دقيقة، فكان أول الواصلين إلى سوق الإنتدابات، وبدا وسط السوق مثل رجل يحمل شْكارة مليئة بالأموال متلهفا للشراء. ولأنه لا يفهم في البضاعة مثل الخبراء، فقد وضع الثقة كلها في المدرب محمد فاخر، غِيرْ كيكَول ليه: شري هاداك اللاعب! ما كيعاودش معاه الهضرة، واخا يكَولو فيه 300 مليون، الله يلعن بو الفلوس وبو التسقْريم!. بهذه الطريقة، قام الرجلان (بودريقة وفاخر) بأسرع الصفقات في العالم، وأثار التكتم على المبالغ المدفوعة في اللاعبين، والخفة التي تم بها التوقيع معهم تساؤل الحاسدين والقوّاسة: أواااه، كيف داروا ليها حتى سيناوْ مع هاد العرّام ديال اللعابة في سيمانة وحْدة؟ فكان الرد سريعا، إذ أعلن الثنائي الأخضر في ندوة صحفية أن المفاوضات مع هؤلاء كانت قائمة قبل أكثر من شهرين، أي قبل أن يصبح الرئيس رئيسا والمدرب مدربا!! أما المبالغ المدفوعة فماشي سوق شي واحد، وسيعلنانها للمنخرطين فقط ذات يوم. بابا، شفتي عمي بودريقة مْعلّم حيت جاب بزاف ديال اللّعابة كبار. ياك؟ فعلا كبار، كاين فيهم شي وحدين زايدين قْبل من الرئيس. هل تعاقدت الرجاء فعلا مع لاعبين كبار كما وعد بودريقة؟ إن أفضل لاعبي الدوري المغربي كما يقتضي المنطق موجودون الآن بالسعودية للمشاركة في بطولة العرب، أو موجودون مع فرقهم المشاركة في الإقصائيات القارية. لكن من يعرف محمد فاخر يعرف أنه لا يحب النجوم، وكيشدهم من الودنين! فهو يحب المحاربين الذين لا يحبون الأضواء... وهؤلاء هم القادرون على تحقيق الهدف الكبير لبودريقة المتمثل في «إعادة فريق الرجاء البيضاوي إلى العالمية». طبعا، هو لا يقصد ب «العالمية» تحويل الفريق البيضاوي إلى إمبراطورية رياضية واقتصادية تزاحم مانشستر يونايتد وريال مدريد وأسي ميلانو... بل يقصد بالعالمية تمكين الرجاء من المشاركة مرة ثانية في كأس العالم للأندية بعد مشاركتها الأولى عام ألفين بالبرازيل. في ذلك الحدث قدم النسور عروضا قوية ومبهرة أثارت إعجاب العالم. ورغم أن الرجاء كانت الفريق الوحيد الذي أنهى المونديال بصفر نقطة بعد ثلاث هزائم متتالية، إلا أن مجرد الحضور في هذا الحدث العالمي اعتُبر إنجازا عظيما دفع الرجاويين إلى أن يطلقوا على فريقهم لقب «الرجاء العالمي»، كما أطلق السعوديون على فريق النصر لقب «النصر العالمي»، وكما أطلق المراكشيون على أحمد البهجة لقب «اللاعب العالمي». ولكن أبابا، هاد العام ما يمكنش تشارك الراجا، حيت الفرقة اللي كتشارك في كاس العالم للأندية هي اللي كتكون دّات كاس العصبة الافريقية، والراجا أصلا ما مشاركاش. لا أوليدي، كاس العالم الجاي غادي يتنظم في المغرب، يعني لا بد ما تشارك فرقة من البلد المنظم. بصّح؟ ولكن أبابا الراجا خاصها تدّي البطولة بعدا، ياك؟ كَول دّاتها. علاه ما في خباركش راه فاخر هو المدرب؟ يعرف كل رئيس مغربي أن الوصول إلى العالمية يمر عبر المشاركة في كأس العالم للأندية المقامة ببلادنا، ولتحقيق ذلك، لا بد أن يفوز أولا بالبطولة، وللفوز بالبطولة لابد من التعاقد مع رجل بطولات، وللتعاقد مع رجل بطولات لابد من أن تكون تحت الرئيس اللّفّة أي الأموال التي يحتاج إليها أي فريق يريد أن يكون بطلا في الدوري المغربي لشراء ما يريد، ونقصد بذلك شراء اللاعبين الكبار الذين يساوون الملايين، وهذا ما فعله بودريقة بتوجيه من فاخر، فاشترى لاعبين في مختلف المراكز ومن مختلف الأعمار والأحجام والأنواع والأثمان، وما زالا متعطشين لشراء المزيد. بابا، ملي بودريقة غادين يتْقاضاوْ ليه الفلوس ما غاديش يبقى يشري شي لعّاب، ياك؟ لا أوليدي... الإنسان القديم أصلا قبل ما يخترع الفلوس كان كيشري السلعة بالمقايضة. كيفاش المقايضة؟ نافذة كاينين شي لعابة كْبار زايدين قْبل من الرئيس