لُوفِّيجيتيف لم يحدث في تاريخ كرة القدم الوطنية أن أثار مدرب وطني خارج الخدمة كل هذه الضجة وهذه الحيرة التي أثارها المدرب الكبير محمد فاخر، فكلما أعلن فريق عن التعاقد معه يهرب هو قبل لحظة التوقيع بساعات، وكلما رتب رئيسٌ موعد تقديمه للصحافة كمدرب جديد يختفي هو في مكان مجهول مغلقا هاتفه الجوال، تاركا حفنة من المسيرين يتبادلون النظرات القلقة، ومخلّفا جيشا من الصحفيين ينهشهم الفضول مستسلمين للشائعات. لقد تحوّل فاخر خلال هذا الموسم إلى «الرجل الغامض» اللي ما عارف حتى واحد أشنو تحت راسو، فيربط الجميع دائما بين هروبه وبين مخطط ما في رأسه، وهو في الحقيقة ما في راسو والو مسكين، غير غادي مع المكْتاب وصافي.. فلا يمكن أن يكرر فاخر مثل هذه الحركات عن سبق إصرار، إذ لا يوجد «رجل» في كامل قواه العقلية والنفسية يستطيع أن يتخلى طوعا وبكامل إرادته عن «كلمته» التي يقدمها كل مرة للمسيرين، لأن الراجل هو الكلمة، ومحمد فاخر راجل ونص، وبالتالي فمن المؤكد أن هناك إكراهات قوية جدا جدا تدفعه إلى الهروب في آخر لحظة، سواء كانت إكراهات خارجية كما يشاع أو نفسية كما يبدو. ويبدو أن الإكراه نفسي هو التفسير الأقرب إلى المنطق خصوصا وأن هاتفه الشخصي مغلق دائما. آش هاد الهضرة؟ واش اللي ديما طافي التلفون ديالو عندو مشكل نفسي؟ علاه ما سمعتيش فاخر كيقول بلي كتجيه بالليل مكالمات ديال التهديد في التلفون ديالو؟ ها نت حْصلتي.. كيفاش غادا تجيه التهديدات في التلفون، والتلفون ديالو ديما طافي؟ ها نتَ فهمتي.. واش هادا مشكل نفسي أو لا لا؟ منذ فوزه بالبطولة مع فريق الرجاء البيضاوي في الموسم الماضي، دخل فاخر دائرة الإختلال النفسي، كأنه تفاجأ هو الآخر بهذا التتويج مع لاعبين أجمع الجميع على أنهم لم يكونوا يملكون فعلا من المواصفات بما فيه الكفاية ليكونوا أبطالا، ولذلك أصر فاخر على تغيير الفريق «البطل» بفريق آخر كي يواصل المشوار مع الرجاء، ومن المرجح أن الرجل استسلم لكلام الأعداء والحساد الذين يرددون أن الفضل في تتويج فاخر بكل البطولات التي توج بها يعود إلى مساعد خفي إسمه «أوّاااهْ» يرافقه في تجاربه مع الفرق الوطنية، وهناك من يقول إنها إمرأة خفية إسمها «لالة زهرة» تجول معه الميادين وتهزم بقواها السحرية كل الخصوم، هذا الكلام أدخل الشك في قدراته الفنية، وجعلته يهرب أولا من الرجاء، ويتردد ألف مرة في التوقيع لأي فريق سواء كان في السعودية أو في المغرب، فالفرق التي ترغب في التعاقد معه تريد منه تحقيق البطولة، وهو لا يملك الضمانات ليحقق لها هذا الهدف، لأنه لا يضمن حضور «لالة زهرة» دائما، ف «لالة زهرة» مشغولة هذه الأيام في ملاعب أخرى، بدليل أن مسيرا لإحدى الفرق الكبيرة التي هرب عنها فاخر قال مؤخرا: «أهدي هذا الإنتصار لمحمد فاخر»، وطبعا الإشارة هنا واضحة إلى أن «لالة زهرة» راه باقا خدّامة بلا بيه. مسكين فاخر ما عندو زهر، هو أول واحد في العالم كيوقفوا الوداديين والرجاويين ضدو. بعدا الرجاويين مفهوم علاش واقفين ضدو، ولكن علاش الوداديين ما باغينوش؟ سي نورمال، واش أي واحد هارب من شي دعوى قضائية في الراجا يجي يتخبّى في وسط الوداد؟ عندك الحق، شي نهار يهربوا شي مسيرين من الراجا، وعوض ما يمشيوْ يتْشدّوا يجيوْ يشدّوا الوداد. نافذة ها «لالة زهرة» باقا خدّامة بلا بيه