الطّر بعد كل ما حدث في عنابة، يبدو أن أي حديث هذا اليوم عن غير مقابلة المغرب ضد الجزائر ما غادي يكون عندو حتى معنى، لأن كل المغاربة منشغلون بهذا اللقاء الذي كان يشبه المعركة، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة، لكن هذا الإنشغال بالمنتخب الوطني لم يستطع أن يلغي أو يخفف الجدل حول ما وقع في باماكو وكشف الشرخ الكبير داخل الرجاء البيضاوي بين المدرب واللاعبين، واش فاخر مشى عينو في كاس إفريقيا وشي لعابة عينيهم خارجين في كاس آخر؟ فعلى صفحته الشخصية في الفايس بوك، كتب محسن متولي كلمة واحدة بالعربية وبحروف لاتينية وهي: «مظلوم»، هذه الكلمة الصغيرة أثارت مشاعر الكثيرين وجعلتهم ينقسمون بين متعاطف معه وغاضب منه. فالمتعاطفون الذين صدقوا لاعبهم المدلل يشكون في رواية مسؤولي الرجاء التي تتحدث عن تلبس متولي والطير في غرفة مسلوب صحبة قنينات خمر وفتيات معجبات، إذ يؤكد هؤلاء المتعاطفون بأن القضية مفبركة والتهمة لا أساس لها من الصحة كما أكد حسن الطير.. صحيح أن اللاعبين ضُبطا في غرفة زميلهما، لكنهما كانا لوحدهما، ولم يكن هناك لا خمر ولا كانت هناك أية فتاة، يعني ما كاين لا شراب لا دريات لا والو، كانوا غير هوما في الراس. إيوا؟ ملي ما كاين والو... علاش ضربوهم بجوج بواحد وربعين مليون؟ قال ليك حيت الرجا عندها أزمة مالية، وخاص شي واحد اللي يبدا يخلص عليهم هاد التجلويقة في إفريقيا. وسير سير... كون ما كانوش حصلوهم بصح، كون كاع ما المسؤولين يضربوا ليهم الطر في الراديو والتلفزة والجرائد؟ وهنا فين خاصك تعيق، كيفاش المسؤولين مْوالفين يضربوا الطم، ودابا ضربوا لهادو الطَّرْ؟ لم يفهم المتعاطفون مع متولي والطير ما السر الذي دفع مسؤولي الرجاء البيضاوي وعلى رأسهم مسيو فاخر إلى فضح لاعبين بدل التستر عنهما، فالرجاويون كانوا في مالي بعيدا عن الحضّاية، واللاعبان كانا في غرفة مغلقة بعيدا عن الأعين، ولم يضبطهما إلا فاخر، يعني كان بالإمكان ألا يصل الأمر إلى هذا المستوى الفضائحي كون فاخر ما كالوش فمو وحملها ساخنة إلى وسائل الإعلام، فالقضية في النهاية شأن داخلي تهم البيت الرجاوي، وما كان ينبغي أن تصل إلى علم أحد، أي كان على مسؤولي الرجاء أن يتداولوا المسألة فيما بينهم هناك في مالي كي لا تُخدش صورة الرجاء في الإعلام الدولي مجددا. فإذا كان فاخر يتصور أنه بهذه الطريقة يربي لاعبيه باعتبارهم أبناءه وفلذات كبده، فقد أخطأ، فلا يوجد في الدنيا شي أب بعقلو غادي يحصّل ولدو حاط قرعة الماحيا مسْتوني في السطح، وينوض هو (يعني الأب) يخرج للزنقة ويشوّه بهاد الولد كدّام الجيران؟ ففي العادة، لا يفتح المسؤولون أفواههم ليتحدثوا في موضوع كهذا إلا إذا تسرب الخبر دون إرادتهم إلى وسائل الإعلام، فيتدخلون هم من أجل وقف الإشاعات أو الحد منها، لا من أجل إضفاء المزيد من الإثارة والشكوك، أما إذا كانت الغاية من هذه الفرشة التي قام بها مسؤولو الرجاء هي التأكيد على الرفض المبدئي لمثل هذه السلوكات باعتبارها جرائم أخلاقية، فقد كان على مسيو فاخر بعد أن ضبط متولي والطير أن يبلغ السلطات المالية لإلقاء القبض عليهما، فبالتأكيد يوجد في قوانين دولة مالي ما يُجرّم السكر العلني والدعارة بدل سياسة التشهير التي تم انتهاجها. من دابا أي لاعب في البطولة حصل كيسكر، خاصهم يوقفوه تلطاشر ماتش بحال متولي. ما يمكنش، حيت كيف قال واحد السيد في لانترنيت: إيلا طبقنا هاد القانون ما غادي يبقى عندنا حتى لعاب في البطولة من غير الجرموني وبنشريفة. أجي بعدا، واش عندنا في المغرب شي قانون كيعاقب السكايرية بغرامة واصلة حتى لواحد وربعين مليون؟ هذا راه الظلم. بالعكس، واخا تشوف «بوزرواطة» في الراجا، راه كاع العقوبات فيها ب «حُسْبان». نافذة ياك مْوالفين يضربوا الطم، وعلاش ضربوا لهادو الطَّرْ منير باهي