أثبت السيد منصف بلخياط في ظرف زمني وجيز وقياسي على أنه ليس من صنف الحمام الزاجل حتى وإن كان قد تغطى بريشه قبل أن يلج التمثيلية الحكومية الحالية، كما كان شأن الوزيرة طيبة الذكر نوال المتوكل والتي من فرط حلها وترحالها مع هيأة "GIO" الأولمبية، فأخذتها الإنشغالات الخارجية بعيدا عن البوار المحلي الذي أصاب رياضتنا في مقتل، بل تأكد أنه من صنف الكواسر أو الجوارح وقس عليها ما تشاؤون من مرادفات وتقابلات الحدة والبأس·· فبين خرجته الإعلامية التعارفية الأولى والتي >طمأن< من خلالها شعب الكرة وأخبرهم باللغة العامية >ما غادينش للمونديال بلا ما نحلموا< في تضاد ملموس حينها مع خطاب آخر وخطوات أخرى كان يقدم عليها رئيس الجامعة وهو يدبج ملف الإعتراض >تامبر 20 مليون< كإجراء شكلي لقبول الطعن داخل "الطاس" السويسرية، فيما يشبه التعلق بأهذاب الحياة لفريق يجرفه التيار صوب حتف أكيد وهلاك مؤكد·· وبين خرجته الثانية التي استعار من خلالها لفظة >السيبة< في وصف دال ومعبر لشخص لا ينطق عن الهوى، باعتباره يمثل هيأة تنفيذية وزارية تخضع لضوابط الربط وإحصاء كل شاردة وواردة بما فيها رذاذ الفم، حين وصف فعلة الوداد وخطوته التي من خلالها منع "دوزيم" من نقل مباراته ضد آسفي، ثم الخرجة الثالثة التي وصف سلوك جمهور الرجاء بغير الرياضي وبالعبثي، نكون إذا أمام وزير ثوري بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لكن يحصر كلمة الثورية في سياقاتها الرياضية المحضة·· ثورية تلمس من خلال قوله وهو في حضرة برلمان الأمة لممثلي الشعب داخل القبة >بدل أن تستعرضوا آليات النقد نزلوا معاي للملعب وشوفوا الماتشات كيفاش كيتلعبوا<·· تم تأكيده على أنه متى سنحت له الفرصة لن يضيعها لحضور ملتقى أو تظاهرة أو حتى حصة تدريبية كما كان الشأن وهو يداهم عدائي القوى في إحدى تربصاتهم بالمركز الرياضي بالعاصمة·· كل هذا يبقى في واد وما قاله معالي الوزير وهو يقيم واقع تدهور الرياضة الوطنية بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، بأن قال بأن مشكلتنا داخل المغرب هي أن الجميع يفهم في كرة القدم والكل يفهم في الخطة واللعب، وأنه يوميا تصدر 160 قصاصة خبرية صحفية وإعلامية مختلفة كلها تشريحية وتنظيرية، بمعنى أنه عندنا 160 عالما يفهمون اللعبة وينظرون فيها وهذا راقني حقا، لأن هناك بالفعل سطو على الإختصاص، وتعدِّ صريح على أبجديات التحليل والمواكبة والنقد واستعراض مكشوف ومفضوح لأساليب عرض الأفكار في صورة إسهال حاد الغاية منه لا تعدو أن تلخص أو أن تختزل قاعدة ذلك >العارف الذي لا يعرف أنه لا يعرف< لأنه وهذه حقيقة قليلون هم من يقبلون بها أو يقرون بها، أن جزءا كبيرا من واقع النكسة الحالية للمنتخب الوطني والرياضة ككل، هو هذا >الكركور< الهائل من الأفكار وهذا الكم المهول من أصحاب الفتاوي، وشخصيا أجد في الغلو المستبْلَد والمستبلِد في ذات الوقت للعقول للإعلاميين في التعرض لمختلف الجوانب الخططية و التكتيكية، بل حتى استعارة أساليب ما زالت لم تدرس ولم تخرج بعد للوجود كخطة (43111) التي كتبها أحدهم وهو يقوم بموجب الإقتراح عرضها كنهج ملائم قد يخدم المواصفات التقنية للاعبي المنتخب، قلت أجد في كل هذا ما يزكي طرح السيد الوزير بأن المنزلقات التحليلية البعيدة كل البعد عن العمق في النقاش، والموضوعية في الطرح والأناة وليس الأنانية في الإستعراض، هي سبب من أسباب الميوعة واللاإحترام الذي بلغناه، باعتبار أن صاحبة الجلالة حين تفقد المبادئ الحقة التي جاءت لأجلها نصل لمثل هذه الحلقات المظلمة ولا شك، ولأنه حين يحاول كل واحد أن يتلَفَّعَ برداء المُنظر العالم والعارف دون أن يعرف وعليه الرحمة حق قدره فاقرأ على الرياضة السلام· لكن وداخل هذه الثورية المحمودة والمحمولة على حماسة مطلوبة لوزير يبدو أنه استفاد قدر الإمكان من الحواجز التي اعترضت >لبنى السريعة< فإنه ومع ذلك وهذا تقدير شخصي مشاطر في كثير من أوجهه مع فئات عريضة، هو أن الإنفعال والحدة في إصدار أحكام القيمة الجاهزة والمتسرعة دون الكياسة والتؤدة والتأني لغاية معرفة السبب الذي يبطل العجب كما كان في حالة وصف >السيبة< للوداديين والسلوك غير الرياضي للرجاويين، هو أمر غير محبب بالمرة وغير مرغوب فيه للإعتبارات التي في اعتقادي وصلته الإشارات المرتبطة بها، وهي أن الوداد والرجاء يمثلان داخل المغرب نصف >القاعدة< الجماهيرية، وإذا ما أنت أغضبت >القاعدة< أو هيجتها بالشحن فاعم أن الهيجان سيزداد وليس العكس· بإختصار خرجات صاحب نظرية >الثنائية الرابحة< أكدت أنه منصف >لا يقبل أنصاف الحلول وأنه قبل ولوج رحاب الوزارة استعار مقص >العم قنديل< كي يخيط كل الرقع التي تسبب فيها الدهر، لكن قد يجعل الوزير ينظر له كخصم وليس حكما في عين الكثير من الأندية هو أنه محسوب على >الفتحيين< الجدد من فترة يحكم رياضتها ال >الفتح< من أسد حامل الأمتعة داخل المنتخب لغاية >حامل< مشعل الرياضة بالوزارة·