يبدو بأن المدرب فاخر لن يترك أي شيء للصدفة، فقد فضل اختيار العناصر التي سيعتمد عليها الموسم المقبل بكل عناية وبعد دراسة معمقة للخصاص الذي عانى منه الفريق الأخضر خلال الموسم الماضي، فالرجل مثقل بالتجارب وخبر البطولة الوطنية بشكل جيد، كما يحفظ كل لاعبي البطولة عن ظهر قلب وهو على دراية تامة بالمؤهلات الفنية والبدنية لكل العناصر التي تنشط على مستوى البطولة المحلية لذلك فناذرا ما يخطئ الإختيار، إذ غالبا ما كانت انتداباته ناجحة وموفقة. ومع بداية الموسم الماضي رفض الرئيس عبد السلام حنات الإستجابة لمطالب فاخر بتعزيز الصفوف وجلب العناصر التي كان يراهن عليها ضمن مشروعه الرامي للدفاع عن لقب البطولة، ثم المنافسة على لقب عصبة الأبطال الإفريقية تحت ذريعة ضعف الموارد المالية فما كان إلا أن انسحب لأنه لم يكن يريد أن يبيع الوهم لجماهير الخضراء التي كانت تطالبه حينذاك بالشامبيونسليغ وفي حال استمراره فإن المدرب هو أول من سيحاسب من طرف الجماهير على أي اخفاق باعتباره المسؤول عن الجانب التقني وكذا عن الاختيارات البشرية، وهذا هو جوهر الاختلاف بين المدرب المغربي والأجنبي، فهذا الأخير قد لا يعير لمثل هذه الأشياء أي اهتمام وبالتالي لا يتردد في قبول عرض فريق يمكن أن يجنبه العطالة لموسم كامل دون الإعتراض على قرارات المكتب المسير وإن كانت لا تخدم مصالح الفريق خاصة على مستوى النتائج. بمجرد انتخاب محمد بودريقة كرئيس جديد للفريق الأخضر واستجابته لكل مطالب الجنرال فاخر كما يحلو للجماهير الرجاوية أن تلقبه فإنه لم يتردد ولو للحظة في قبول العرض الرجاوي وإخراج المشروع الذي كان يراهن عليه في المرحلة السابقة لحيز الوجود وكما أكد فاخر، فإن هذا المشروع كان مخصصا لفريق الرجاء وسيبقى كذلك ولإنجاحه فقد راهن إبن الرجاء على تعزيز الصفوف بعناصر بمواصفات خاصة وتمت المراهنة أولا على العناصر المنتهية عقودها حتى لا تكلف الفريق ميزانية كبيرة وتمكن الرجاء كذلك من منافسة باقي الأندية من خلال الرفع من قيمة العقود مع هؤلاء اللاعبين.. وفي هذا الاطار وقع الاختيار أولا على اللاعب عادل كروشي وذلك من أجل تعزيز الجهة اليسرى من الدفاع وهو المركز الذي عانى منه الرجاء كثيرا خاصة بعد وفاة المرحوم الزروالي وجاء انتداب اللاعب إسماعيل كوشام لثلاث مواسم ليوضح بشكل جلي توجهات فاخر باعتبار المؤهلات الفنية والبدنية التي يتميز بها اللاعب ذاته إلى جانب طبيعته، إذ بالرغم من مزاجيته وعدم ضبطه لتصرفاته في بعض الأحيان فإن قتاليته داخل الملعب وروحه الإنتصارية وعدم تقبله للهزيمة قد تجعل منه اللاعب الذي يراهن عليه المدرب ليكون القشاش والمحارب والمحراث على مستوى خط الوسط ، وقد يكون فاخر قد وجد البديل للاعب بايلا والمكمل للاعب كوكو على مستوى خط الوسط وعاد محسن ياجور إلى القلعة الخضراء التي شهدت تألقه ،عقب توقيعه يوم الأربعاء لعقد يمتد لسنتين مع الفريق الأخضر. وذلك في انتظار التوقيع على انتدابات أخرى وازنة على مستوى الخط الأمامي الذي تعزز بعودة الفتى المدلل محسن متولي بعد تجربة قصيرة بالديار الاماراتية.. وبذلك يكون فاخر قد أعلن عن نيته في المنافسة على لقب البطولة هذا الموسم الموسم المقبل مهما كانت شراسة الخصوم.