الشَّرْيَة دخل الشعب المغربي الرياضي بعد فاجعة مراكش الأخيرة في حالة غضب صامت، لم تمتلئ الدنيا بالصراخ والبكاء كما حدث في فواجع سابقة، ولم يصل رد التأثر إلى درجة الهتاف كما حدث بعد نكسة الغابون، بل كان الغضب هذه المرة عاقلا سيطر فيه العقل على كل المشاعر المتحفزة للتحياح، ليس لأن مباراة المغرب والسينغال مباراة ودية، بل لأن المرحلة صارت أكثر حرجا من ذي قبل، وتحتاج إلى تفكير حقيقي وجدي بلا ضجيج، لذلك أخرج أغلب المواطنين بعد نهاية اللقاء ورقة وستيلو، ومنهم من استعان بالآلات الحاسبة، لتكون ردود أفعالهم هذه المرة موثقة بالأرقام، وليس بالإنطباعات. آش كتحْسب أسمحمد؟ كنضرب 2500000 في 24 شهر راهي 60000000 زيد عليها... وصافي هاديك الملاير ديرها ماتت.. والبكا من ورا الميت خسارة. إيوا، الله يحد الباس. كفى، باراكا، باسطا. سيكون من الإستخفاف بشعب خرج في مظاهرات ضد الفساد والتبذير أن يواصل مدرب أجنبي تقاضيه كل هذه الملايير منا لمثل هذه النتائج الهزيلة، فلا يمكن أن يكون في عقد الجامعة وغيرتس ما ينص على أن يظل المدرب منعّما في مكانه وبأموالنا مهما كانت نتائجه، لا يمكن أبدا، لأن من وقعوا معه ليس بمثل هذا الغباء الذي سيجعلهم يتورطون في موقف كهذا، وليسوا بمثل هذا الإستهتار حتى يقتطعوا من ميزانية الشعب ما يمولون به جنة المدرب الأجنبي بهذه الخسارات.. لا بد أن يتدخل السيد رئيس الحكومة فورا، وبكل ما أعطاه الله من شجاعة، وما أعطاه الدستور من صلاحيات، ليعيد ضمس هذه الكارطة ضمسا عادلا.. الفقراء في بلدي يحتاجون إلى الطعام واللباس والدواء يا رئيس الحكومة.. المغاربة في حاجة ماسة إلى كل مليار يذهب باردا إلى جيوب الأجانب يا رئيس الحكومة.. قد نجد لك العذر في عجزك عن مواجهة الفساد في مناطق تتقاطع فيها المصالح وتتحكم فيها التوازنات، وربما لا تجد تلك المساندة الشعبية الكاملة التي تريد، لكن منطقة الكرة مختلفة تماما سيدي الرئيس، حتما ستجد فيها شعبا كاملا يقف خلفك داعما ونصيرا، وستجد في الإرادة الملكية سندا حقيقيا في معركتك هذه ضد الفساد.. من ذا يرضى أن يجني مدرب «عالمي كبير» الملايير منا ويبني لنا في النهاية منتخبا «محليا صغيرا» يتلقى الهزائم بوجه مكشوف؟ واش غادين تبقاو غير تصيْفطوا البْراوات للسي بنكيران؟ ياك السي مصطفى بدري كان صيفط ليه رسالة حتى هو؟ ولكن اللي واعْرة هي ملي نشر ليه الأرقام ديال كأس العالم للأندية... غادي يكون زعزعو. شكون هادا اللي غادي يكون تزعزع؟ السي بنكيران. فهمتيني ولا لا؟ حين نشر مصطفى بدري الأرقام التي تعهد المغرب بصرفها على كأس العالم للأندية في سنتين، كان واضحا حجم الخطر الذي يتهدد بلادنا من وراء هذه الشّرية.. وكان رده على كل مبررات وزير الشباب والرياضة كافيا لإعادة النظر في هذه الصفقة البلاتيرية.. أسيدي إيلا كانوا غادين يحيْدوا لينا كاس إفريقيا كيف كَالو، هانية، غير ما يضحكش علينا هاد خاينة في 180 مليار! لقد ظل مصطفى بدري كما بدر الدين الإدريسي مدافعا عن حق المغرب في تنظيم الأحداث الدولية الكبرى، بل ومتحمسا لكل خطوة عملاقة من شأنها تحسين صورة المغرب في العالم مهما بدت الفاتورة غالية، إلا أن فاتورة كأس العالم للأندية لا تُحتمل قياسا إلى ثمارها، وقد أشار بدري إلى أن فوزنا بهذا الشرف لم يكن بناء على تخطيط ولا دراسة كما فعلنا في حملات تنظيم المونديال الفاشلة، بل جاء بسبب دهاء بلاتير الذي استغل «خفة الرجل» لمسؤولينا، فغَمّل فيهم هذه التظاهرة التي لفظتها اليابان والإمارات، وما كَدّاتنا وحدة، زادنا زوج. وراه هادا هو الفساد الكبير، وبزاااف 180 مليار، وكيف قال السي بدري ما خاصناش نسكتو. أجي، واش في خبارك بلي السي مصطفى بدري كيدعّم مهرجان موازين؟ عادي، حيت «موازين» ماشي من فلوس الشعب، وملي عرفنا هاد العام بلي دوك الفنانين كتخلصهم الشركات، راه حنا سكَتنا. إيوا، اللي سكّتْنا على موازين هاد العام، غادي يسكّتنا على هاد كاس العالم العام الجاي. نافذة السي بنكيران غادي يكون تزعزع، ياك؟