السنافر لا ينبغي التفاؤل كثيرا بحدوث تغيير إذا ما رحل الحاكمون عن الحكم داخل الوداد والرجاء البيضاويين، لأن القطع مع مرحلة الضياع التي يجتازها الفريقان منذ زمن مسؤولية الجماهير أولا وأخيرا وليست مسؤولية الرؤساء.. فجماهير الفريقين العظيمين كما قال بدر الدين الإدريسي بصيغة أخرى ينبغي أن تكف عن العيش في الماضي متلذذة بأمجاد قديمة، يجب أن تنكفئ على نفسها في لحظة صدق لتواجه الحقيقة.. نعم، قد تكون الحقيقة قاسية ومؤلمة، ولكنها ضرورية جدا. يجب أن يدرك الرجاويون مثلا أن هذا الفريق الذي يتكون من العسكري وأولحاج والطير والسليماني، ويترأسه حنات ليس بالتأكيد فريق الرجاء العالمي، هذه مبالغة مضحكة! إنه فريق عادي جدا مثل النادي القنيطري أو أولمبيك خريبكة.. قوته فقط في جماهيره وشعبيته. كما يجب أن يدرك الوداديون أن هذا الفريق الذي يتكون من لمسن والهيلالي وأجدو والقديوي ولكحل، ويترأسه عبد الإله أكرم بالتأكيد ليس فريق الأمة، هذا وصف مقلق! إنه فريق عادي مثل النادي المكناسي أو أولمبيك آسفي... قوته أيضا في جماهيره وشعبيته. إن التخلص من هذا الوهم هو أول خطوة نحو التغيير، فمن شأن ذلك أن يخفف الضغوط عن أي مكتب مسير، لأن الجماهير ستدرك حقيقة فريقها ولن تطالب الرئيس بالمستحيل. واش هاداك النهار مثلا الراجا كترينيوْ حفيانين في البحر والجمهور كيغوّت: «الشعب يريد الشومبيونز ليغ»؟ أليس هذا وهما؟ وهو الوهم نفسه الذي جعل الرئيس الودادي يشتري نجوما بدون عدد ودون تفكير، صرف الأموال على لاعبين ضاق بهم الملعب ولم يحققوا شيئا. عندك الحق.. ما دام الراجا والوداد ما كيدّيوْ والو، علاش ما يلعبوش العام الجاي غير بالسّنافر؟ شكون السنافر؟ يحلو للمشجعين أن يطلقوا على اللاعبين الذين ينتمون إلى مدرسة الفريق لقب السنافر، و«السنافر» لمن لا يحب مشاهدة الرسوم المتحركة هي شخصيات خيالية ابتكرها الرسام البلجيكي بِّيُو، وهي مخلوقات صغيرة زرقاء تعيش في الغابة، يطاردها في كل حلقة رجل شرير إسمه شرشبيل من أجل إلتهامها بمساعدة قط شرير هو الآخر إسمه هرهور. لماذا لا تنطلق الرجاء والوداد في سنْفرة الفريق الأول، أي الإعتماد على لاعبي المدرسة، أولئك الذين تدرجوا في الأقسام الصغرى للفريقين، وتشبعوا بثقافة الفريق وروح الفريق، وحضنوا أحلامهم الصغيرة وهي تكبر معهم سنة بعد سنة في انتظار اللحظة التي يبلغون فيها سن الكبار ويحملون قميص الفريق الذي يحبونه حب الدري لأمه، لماذا تتوقف مسيرتهم مع الفريق عندما يصلون إلى الفريق الأول؟ ليس في المسألة أي شوفينية أو تعصب، لكنه سؤال محير حقا: كيف عجزت مدينة كالدار البيضاء تعداد سكانها يتجاوز سبعة ملايين عن منح أربعين كوايريا للوداد والرجاء؟ إن اعتماد الوداد والرجاء على سنافرهما سيعيد الكيمياء النبيلة التي كانت تسري بين الجمهور واللاعبين إنتصارا للإنتماء إلى الدرب الواحد والحي الواحد والمدينة الواحدة، وهذه السنفرة لن تعطي وهجا للفريقين فقط، بل ستعطي وهجا أكبر للبطولة الوطنية بأكملها.. لنتخيل مثلا بطولة فيها ياسين لكحل يقود المغرب التطواني، القديوي يقود الجيش الملكي، الهيلالي يقود اولمبيك خريبكة، رابح يقود الفتح الرباطي، السليماني يقود سريع وادي زم، بلال الدنكير يقود الوداد الفاسي، الحواصلي يقود النادي المكناسي، هوبري يقود شباب الحسيمة... عندك الحق، ما عرفتش علاش الدراري ديال مدرسة الوداد والراجا غير كيكبروا كيهربوا. إيوا، إيلا بانوا السنافر هربانين، عْرف راه مجرّي عليهم شي شرشبيل. نافذة خاص الجماهير تتغيّر ماشي الرئيس