يدخل فريقا الوداد البيضاوي والنادي المكناسي نهاية الأسبوع الجاري غمار إياب ثمن نهاية مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بعزيمة كبيرة لتكريس الامتياز الذي حققاه في لقاءي الذهاب بعد تحقيق الأول لفوز عريض بميدانه على ضيفه ريال باماكو (3-0) وعودة الثاني بتعادل ثمين من أبيدجان مع مضيفه أسيك ميموزا الإيفواي (1-1)٬ فيما يرحل فريق المغرب الفاسي إلى القاهرة لمواجهة نادي الزمالك في رحلة لتدارك هزيمة الذهاب بفاس (0-2)٬ برسم الدور ذاته لدوري أبطال إفريقيا. ويتحتم على فريق الوداد٬ وإن كانت نتيجة لقاء الذهاب تعتبر إيجابية إلى حد كبير وترجح كفته على الورق٬ ضمان حضوره في ربع النهاية وتأكيد التفوق باعتباره ممثل كرة القدم الوطنية الأوفر حظا للذهاب بعيدا في المسابقة القارية. لكن٬ وبالرغم من هذا الامتياز٬ تفرض الضرورة على العناصر الودادية أخذ مواجهة يوم السبت القادم (الرابعة بعد الزوال) بجدية وعدم استصغار الخصم الذي أظهر إمكانيات محترمة ويملك بدوره خبرة لا يستهان بها على مستوى المنافسات القارية ولن يكون لقمة سائغة باعتبار أنه لم يبق له ما يخسره وسيلعب الكل للكل. ويبقى هاجس الفريق البيضاوي٬ المنتشي بفوزه في لقاء الديربي ال112 على غريمه التقليدي الرجاء البيضاوي نهاية الأسبوع الماضي٬ هو انتزاع تأشيرة المرور إلى الدور المقبل من منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية وبالتالي الذهاب بعيدا في هذه المنافسة التي أضحت في العامين الأخيرين محمية مغربية بامتياز بعد تتويج فريقي الفتح الرياضي والمغرب الفاسي بلقبها. وسيستعيد المدرب الإسباني بنيتو فلورو٬ الذي عانى من الغيابات في مجموعته خلال لقاء الذهاب٬ خدمات بعض العناصر كأيوب القاسمي واحتمال عودة يوسف رابح وياسين لكحل وأحمد أجدو ما سيترك له مجالا أوسع في اختيار تشكيلة الفريق التي ستخوض اللقاء وتمكنه بالتالي من تكريس التفوق الذي حققه ذهابا بالدار البيضاء. وسيرحل الفريق الأحمر٬ كما قال فلورو إلى مدينة باماكو بمعنويات عالية خاصة بعد الفوز في لقاء الديربي٬ مضيفا أن الخصم أبان عن إمكانيات محترمة في لقاء الذهاب وكان بإمكانه بلوغ الهدف في بعض الفترات من المباراة حيث تكمن قوته في المؤهلات البدنية لعناصره. وأضاف أنه بعد الخروج من دائرة المنافسة على لقب البطولة الوطنية الاحترافية٬ لم يعد للفريق من خيار سوى التركيز على منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية٬ ومباراة الإياب لن تكون سهلة أمام فريق جيد. وسيخوض فريق النادي المكناسي الذي انتزع تعادلا بطعم الفوز من مدينة أبيدجان٬ يوم الأحد (السادسة مساء) مباراة الإياب بمكناس تحت شعار " لابديل عن الفوز لبلوغ دور الربع" باعتباره بوابة لقطع مشوار أطول في هذه المسابقة الإفريقية. فالبرغم من التباين في المؤهلات التقنية والبدنية والتجربة على الصعيد الإفريقي بين النادي المكناسي وأسيك أبيدجان الذي يبقى أحد الأندية الرائدة قاريا٬ فقد نجح الفريق الإسماعيلي بالعودة بتعادل ثمين يؤكد الاستعداد الجيد وخوض غمار المسابقة بدون مركب نقص بل كان باستطاعته العودة بنتيجة الفوز لو تم استغلال جميع الفرص التي أتيحت له. ويعول عبد الرحيم طاليب مدرب الفريق المكناسي ٬ الذي اعتبر أن لقاء الإياب سيكون أصعب من مباراة الذهاب٬ على التحضير الذهني من أجل تعويض نقص التجربة الإفريقية للاعبين٬ وذلك خلال مباراة الأحد المقبل وبالتالي إيجاد موطئ قدم بين الأندية الرائدة قاريا. فطاليب يعي جيدا أن أسيك أبيدجان فريق قوي ويكون أكثر قوة خلال المواجهات التي يخوضها خارج ميدانه٬ لذلك يؤكد أن على لاعبي الفريق المكناسي التسلح بالحيطة والحذر واللعب بذكاء أكبر لتفادي أي مفاجأة غير سارة. ومن جانبه٬ سيحل الفريق الإيفواري ٬ كما أكد ذلك مدربه سيباستيان ديزابري ٬ بمدينة مكناس من أجل التأهل وأن لا شيء حسم بعد بالرغم من أن نتيجة الذهاب تخدم أكثر مصالح الفريق المضيف. وكان ممثل المغرب في هذه المنافسة قد إجتاز عقبة سيكونس الغيني خلال الدور الأول بسهولة بعد أن فاز عليه ذهابا وإيابا٬ قبل أن يتعادل مع فريق أسيك أبيدجان ذهابا بميدان الأخير (1-1) وهي نتيجة تجعل النادي المكناسي يتسلح بالحماس والعزيمة والإرادة ليكون خلال موعد مباراة الإياب بكامل التركيز وفي قمة الجاهزية٬ علما أنه حسم في أمر بقائه بالقسم الأول ولم يعد يفكر سوى في المشوار الإفريقي٬ ومن ثم سيخوض هذه المباراة أمام جمهوره بنوع من الإرتياح وبدافع تسجيل نتيجة إيجابية للبقاء في دائرة المنافسة. أما فريق المغرب الفاسي٬ الممثل الوحيد لكرة القدم المغربية في دوري عصبة ابطال إفريقيا٬ فسيجد نفسه من جديد أمام تحد آخر حيث سيكون مطالبا برد الدين وتقليص فارق هدفي الذهاب إن هو أراد مواصلة مشوار المغامرة الإفريقية. والأكيد أن لاعبي فريق العاصمة العلمية يدركون جيدا أن الخيار الوحيد لبلوغ هذا المبتغى يبقى هو الفوز على نادي الزمالك وبميدانه٬ وبالتالي محو آثار كبوة لقاء فاس التي لم يكن أحد يتوقعها خاصة بعد الانسجام والانضباط الذي أبانت عنه مجموعة الإطار الوطني رشيد الطاوسي في جل مبارياتها . وتتملك العناصر الفاسية هذه المرة الرغبة والإصرار على مباغتة نادي الزمالك٬ الذي سيلعب بكامل عناصره الأساسية بعد عودة الحارس عبد الواحد السيد والمدافع هاني سعيد٬ بعقر داره٬ خاصة وأنه لم يتبق لها سوى المنافسة على دوري عصبة الأبطال بعدما خسرت رهان التنافس على لقب أول بطولة احترافية مغربية وحتى إحدى المراتب المؤدية للمشاركة في كأس الكونفدرالية الأفريقية. وسيعمل رشيد الطاوسي٬ الذي لم ينكر أن لقاء الذهاب "شهد ارتكاب مجموعة من الأخطاء ومن الجميع وأنه لو تمت إعادة المباراة لأكثر من مرة فإن الفريق لم يكن ليهزم بهذه السذاجة"٬ على حث اللاعبين على استعادة الحس الهجومي والاندفاع نحو معترك الخصم والسرعة في التنفيذ٬ وهي الميزة التي افتقدتها المجموعة. ويتحتم على فريق المغرب الفاسي٬ الذي ستتعزز صفوفه بعودة حارس مرماه الرسمي أنس الزنيتي بعد غياب دام أكثر من شهرين بسبب الإصابة٬ استغلال إجراء مباراة العودة أمام الزمالك بملعب الكلية الحربية مساء يوم الأحد بدون جمهور٬ وهو ما قد يخفف عليه الضغط . ومما يبعث على الإطمئنان أيضا عودة المهاجم عبد الهادي حلحول٬ الذي غاب عن لقاء الذهاب والذي بإمكانه منح إضافة لخط هجوم النادي٬ فيما حكمت البطاقة الصفراء الثانية على اللاعب المالي موسى تيجانا بالغياب عن المباراة إلى جانب المهدي الباسل وزميله عبد المولى برابح المصابين. وتعي جميع مكونات فريق المغرب الفاسي ٬ من لاعبين وطاقم تقني ٬ أن الزمالك المصري سيظهر بوجه مغاير خلال هذا اللقاء ويملك امتيازا للتأهل بحكم فوزه في مباراة الذهاب٬ وهو ما سيدفع المدرب حسن شحاتة أولا إلى إبعاد لاعبي ناديه عن الضغط ثم تأهيلهم معنويا وجعلهم يركزون بقوة على المباراة تفاديا لأية مفاجأة غير محسوبة. و.م.ع