الرْبح مضمون لم يتقبّل المغاربة الذين لا يشاهدون التلفزيون ولا يتابعون الأخبار الرياضية نتيجة مباراة الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني الأخيرة، فكل من سمع منهم بهذا الخبر لم يصدق، إذ كيف يمكن لبطل الموسم الماضي أن ينهزم في ميدانه أمام فريق ينافسه على اللقب هذا الموسم بهدفين لزيرو؟ ثم كيف لفريق مثقل بالألقاب أن يستسلم في الدقائق الأخيرة بميدانه وينهار أمام فريق لم يفز بأي لقب حتى الآن؟ والذين قرأوا عنوانا على شاكلة «الحمامة البيضاء تفتك بالنسر الأخضر في عشه» إعتبروا هذا المشهد العجيب ضربا من الخيال، لأنه لا يمكن أن يحدث إلا في الرسوم المتحركة، فلا يمكن لحمامة مهما كبر حجمها أن تطير إلى حيث يسكن نسر مهما كان صغيوّر وعيّان ومسالي وتشن غارة عليه تثقب له فيها العينين بجوج. آش هاد «النسر» و«الحمامة»؟ هادي غير ألقاب ما عندها حتى معنى. ولكن اللي عندو شي لقب خاصو يدافع عليه... واخا، وكيفاش الوداديين غادين يدافعوا على لقب «البطة»؟ عندك الحق، هاد الألقاب غير هضرة خاوية. لو قرأ نفس الشخص ذات الخبر بعنوان خال من الألقاب لتقبّل الأمر بسهولة، بمعنى لو قرأ مثلا: «المغرب التطواني يهزم الرجاء البيضاوي في عقر داره» لبدت له النتيجة منطقية وطبيعية، فالألقاب التي تحملها الفرق كما الأشخاص ليست مقياسا لمدى قوتها أو ضعفها، ومدى براءتها أو بطشها. وشحال من واحد كتلقى عندو شحال من لقب وحتى واحد فيهم ما ديالو بصح، لذلك فإن انتصار الماط على الراجا كان منتظرا قياسا إلى تركيبة الفريقين المتناقضة هذا الموسم.. فالفريق التطواني يتشكل أساسا من أبناء المدرسة، وهم من فازوا ببطولة الأمل في السنة الماضية، وحتى لا يضطر الرئيس إلى تشتيتهم على الخريطة ببيعهم أو إعارتهم إلى فرق أخرى كما تفعل كل الفرق الوطنية ذات المدارس (خاصة الرجاء والوداد)، فإن الرئيس التطواني إهتدى إلى أن الحل الوحيد لضمان استثمار أبناء الفريق هو توفير أماكن شاغرة أهم بطريقة الأحزاب اليمينية الأوروبية، ولو كلفه ذلك جعجعة إعلامية، وهكذا رحل اللاعبون الوافدون وتركوا مكانهم لأبناء المدرسة الذين كبروا معا في حضن رجل إسمه عبد المالك أبرون ظل يردد على مسامعهم منذ نعومة أقدامهم: «مع أبرون، الربح مضمون»، ولما قصاحو ليهم الركابي ترسخت فيهم الإنتصار، وكانوا قمة في الإنسجام تحت إشراف مدرب وطني مثل عزيز العامري. والله حتى تطوان عندها فرقة، أنا كتبان ليا ولّات هي البارصا ديال المغرب. أصاحبي بلا مقارنات، حيت غادي يولّي سانية الرمل هو النيو كامب والعامري هو بيب غوارديولا؟ ما يمكنش. ولكن يقدر يكون عبد المالك أبرون هو رئيس برشلونة ساندرو روسيل. اسكت اسكت... هضر على اللعّابة. عكس الفريق التطواني، فإن فريق الرجاء البيضاوي فرّط في مدربه الوطني محمد فاخر، وفرط في أبنائه وفي نجومه الذي صنعوا لقبه، فأتى بمدرب جديد ولاعبين جدد يحتاجون إلى فترة كي ينسجموا، لدرجة أن بعض اللاعبين لم يحفظ أسماء كل اللاعبين إلا بعد خروجين متتاليين من عصبة الأبطال الإفريقية في موسمين متتاليين وفي ظرف أشهر معدودة.. ومنهم من كان في الميركاتو الشتوي يسمع شعار «مع حنات، الراجا سالات» ولا يفهم معنى هذا الشعار، لكن الآن، بعدما أقصي الفريق من عصبة الأبطال وفقد لقبه، فإن معنى الشعار صار كملو من عندكم. اللقب باقي ماضاعش، ما تعرفش كيفاش الراجا حتى اللخر وتجيبو. كيفاش؟ أشنو اللي كيفاش؟ كيفاش «تجيبو»؟ نافذة هاد الألقاب غير هضرة خاوية