فين مشاو العساكرية؟ من المعروف أن رياضة كرة القدم تستعير مفرداتها من القاموس الحربي، ومن المألوف أن نتحدث في مباراة كرة القدم عن «تحصين الدفاع» و«شن هجوم خاطف» و«مباغثة الخصم» و«إحكام السيطرة على الوسط» و«إغلاق المنافذ»، «وتنفيذ الخطط»... لذلك فإن كل معلق على مباراة كروية يكون أشبه بمراسل حربي يصف الأحداث من قلب المعركة، ويصبح الفريقان المتباريان حينها أشبه بجيشين مسلحين يتنازعان السيطرة والسيادة. ورغم كل التعابير الحربية التي توصف بها المباريات، وتعنون بها الأخبار الرياضية، فإن لا أحد يشعر بالخوف أو القلق، لأن الجميع يدرك أن هذه التعابير ليست حقيقية، فلا الحرب حرب ولا المعارك معارك. ويعرفون أن هذه مجرد لعبة لا أكثر، وأن تلك التعابير كلها مجازية لا غير. ماشي الجميع عاودتاني، أنا عندي واحد الواليد قرا هاد النهار واحد العنوان وبدا يترعد ويبكي. آش من عنوان؟ «الجيش الملكي يستسلم بسهولة في موقعة الدارالبيضاء».. كيحساب ليه كيدويوْ على العسكر ديال بصح ماشي الفرقة ديال الكورة. لا، لا.. الواليد ديالك عارفهم كيدويو على الفرقة، وهو كيبْكي على السْمية اللي كتبهدل. لقد ظل فريق الجيش منذ ميلاده يجسد صورة الجيش بمفهومه الحقيقي لا المجازي، فإسم «الجيش الملكي» يتحول في الفرنسية إلى «القوات المسلحة الملكية» أي «لي فورس أرمي رويال» التي تتقلص اختصار لتصبح «فار»، (وهو بالمناسبة إختصار لا يعجب الكثيرين من محبي الجيش الملكي، لأنه يحيل إلى إسم ذلك الحيوان الشقي المدعو بالفأر)، حيث كان وصف لاعبيه بالعساكر يعتبر وصفا حقيقيا لا مجازيا، إذ أن المغاربة كانوا يعتقدون أن كل من يلعب في صفوف الجيش الملكي هو إما عسكري أو جدارمي أو شي حاجة في المخزن، مثل الرموكي، حسينة، التيمومي، حمدي، الفاضلي، الغريسي... وآخرون لكن مع الوقت، صار الفريق ينتدب اللاعبين مثل باقي الفرق، وصار اللاعبون مجرد لاعبين، خاصة بعد جيل الثمانينيات، ولم يعد بإمكان أحد أن يصدق أن يوسف القديوي مثلا ضابط في الجيش! عندك الحق، دابا ما كاين لاش تبقى الفرقة تابعة للقوات المسلحة، صافي يخليو كلشي بحال بحال. خاص حتى سمية «الجيش الملكي» تتبدل، وما تبقاش تتبهدل ما دام اللعابة ماشي عساكرية بصح. ولكن الجمهور ديال العسكر ما غاديش يبغي. لعل جمهور الجيش الملكي الحالي مثل جماهير الفرق الكبرى في حماسته وإبداعه، ويشبه باقي الجماهير في تجسيد معاني الوفاء ونكران الذات، لكن جمهور الجيش الملكي إلى حدود الثمانينيات كان استثنائيا لأنه لا يشبه أي جمهور آخر.. كان مشجعو فريق الجيش الملكي يجسدون العسكر فعلا، حيث أن مدرجات الأمير مولاي عبد الله كانت تمتلئ بجماهير لم يعد لها وجود في مباريات الجيش منذ سنوات، لا يشبهون جماهير الفرق الوطنية، إذ يجلسون في نظام وانتظام، يفرحون بانضباط، لا يحتجون، لا يشتمون، لا يشعلون الفلامات، لأنهم كانوا مختلفين، كانوا جميعا ينتمون إلى تشكيلات مختلفة من القوات المسلحة الملكية تملأ فيراجات الملعب، ولعلها بأزيائها الرسمية المختلفة ألوانها قد تكون أول جماهير ترسم تيفو في تاريخ الكرة المغربية، غير هاد التيفو ديال الجيش ملي كان كيطلع في الدخلة ما كيبقاش ينزل حتى كيتفرتك الماتش. إيه آ ليام... واش اللعابة ديال اليوم عارفين معنى «الجيش الملكي»؟ لابد حيت غادي يكون الجنرال قبل ما يسيني معاهم قالها ليهم. وعلاش ما بايناش عليهم في الماتشات؟ نافذة واش اللعابة ديال اليوم عارفين معنى «الجيش الملكي»؟