جاي من لفوق مساء الخميس الماضي، تناقلت البورطابلات في فرح لذيذ تهاني المواطنين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك. لم يصدق أغلبهم أننا عكس كل المسلمين في العالم الذين أتموا الشهر سنأكل من رمضان نهار واحد وغادي نصوموا غير تسعود عشرين يوم. كانت الفرحة في تلك الليلة تقفز من عيون المبليين لأنهم سيتمكنون في الغد من أن يشعلوا ماركيز على الريق دون مشاكل. أما المبليون بكرة القدم، وحدادا على كرتنا المغربية، فلم يستقبلوا جميعا خبر العيد بالفرحة المنتظرة. ففاجعة المنتخب الوطني ما تزال طرية. كيديروا حتى يفرحوا وهوما باقين ما فاهمين والو؟ لم يفهموا بعد ما الذي جرى لأسود الأطلس بالرباط مثلما لا يفهمون ما يجري الآن بين أسود الجامعة الملكية لتدبير هذه الكارثة. مبروك أسيدي العيد. وصافي نسى عليك الماتش، راه دازت عليه عشريام. آش من عشريام؟ الماتش داز غير نهار لاربعا بالليل. الأخ رجاوي؟ الأخ...، سير بدل ساعة أخرى، دابا نبدا نخَصَّر الهضرة. في الوقت الذي عيّد فيه مشجعو شباب المحمدية يوم الخميس قبل الجميع بحالهم بحال الليبيين، كان عدد من الرجاويين عابسين صباح العيد كأنهم في اليوم الثاني من رمضان. لم يفهموا كيف نزلت «الرعدة» عليهم، وانهزموا أمام فريق بالكاد استطاع أن يجمع 16 لاعبا بالتمام. لم يفهموا كيف خرجوا من الكأس وهم يملكون هنري ميشيل والمهدوفي وعيني وبوشا والمباركي ونداي وكوني... وحنات، الرئيس حنات الذي استبق الفرحة بثلاثة أيام حين نشرت له الجرائد صورة لابس فيها حوايج العيد. وكما فعل جمهور المنتخب الوطني احتجاجا على تواضع الأسود، لم ترحم جماهير الخضرا لاعبي ومسيري الرجاء، وفاضت مدرجات مركب محمد الخامس بالشتائم المخجلة. وهذا الأمر لم يعد حكرا فقط على مباريات المنتخب والوداد والرجاء فقط، بل أصبح سمة في كل المباريات والملاعب. لذا يبرز سؤال مقلق: لماذا صار «تخصار الهضرة» في التيران السلاح الوحيد في أيدي الجماهير للتعبير عن غضبها واحتجاجها؟ لماذا عجز فنانو الوينرز والغرين بويز مثلا عن إبداع وسائل احتجاج أكثر رقيا كما أبدعوا من قبل وسائل تشجيع ووسائل احتفال أرقى؟ لماذا يحضر الفن فقط في لحظات الفرح، أما في لحظات الغضب فما كاين لا فن لا والو، ما كاين غير الكلام ما يصلح؟ عندك الحق، علاش ما يديروش شي أناشيد ثورية وتيفوات احتجاجية عوض الهضرة الخاسرة؟ كون شفتي الماتش ديال الماص والجيش، ماشي غير تخصّر الهضرة، وراك غادي تقَطّع لحمك. آش وقع؟ ما شفتيش الحارس «العسكري» كيفاش تماركات عليه الكرة ديال اللاعب «الفاسي»؟ تابع المغاربة ومعهم كل سكان المعمور عبر اليوتوب ما فعله حارس مرمى الجيش الملكي أمام فريق المغرب الفاسي. كانت اللقطة على الشكل التالي: واحد من «المغرب الفاسي» اللي معروفين حطّوا ليه بنالتي، تقدم مترددا ورمى كرة ضعيفة في اتجاه الشباك تصدى لها بنجاح حارس الجيش الملكي. وبعدما قفز «العسكري» تعبيرا عن الفرح والقوة، لم يستسلم «الفاسي» وتابع الكرة بعينيه لأنه يعرف أنها غدارة. وفعلا الكرة مشات ورجعات وبدات كتدور كتدور كتدور حتى دخلات. ما جا «العسكري» يتلفت، حتى لقى «الفاسي» هازينو في عمارية. صافي، طلقوا من «العسكري» مسكين، مالو آش دار كاع؟ إيلا كانت العاصمة ناكدة، وفاس ناشطة، راه «العسكري» هو السبب. يا ودي الله يهديك، راه كلشي مكتاب من عند الله. وهاد الشي جاي من لفوق. إيوا ملي الفاسي مكتاب من لفوق، وغيريتس مكتاب من لفوق... علاش أخويا حنا لتحت كنموتوا بالفقصة؟
نافذة جا «العسكري» يتلفت، لقى «الفاسي» هازينو في عمارية