كتب على المنتخب المغربي أن يعيش ضغطا بثقل الجبال ولحظات عصيبة منذ أول جولة خسر فيها بسذاجة أمام الغابون بعقر الدار، وحولوا مبارياتهم إلى مواجهات سد فاصلة، حيث الخطأ أضحى ممنوعا والخسارة تكلف غاليا، إذ ما أصاب المنتخب المغربي من متاعب وضغوطات ما هو إلا تحصيل حاصل لتدبير سيء وتعامل مخيب للأمال مع المباريات، خاصة تلك التي أجريناها داخل قواعدنا، حيث انهزمنا أمام الغابون وتعادلنا أمام الطوغو، وسيكون من المجحف والعبث أن نعود إلى الوراء ونتحسر على ما أهدرنا من نقاط غالية أو نبكي على لبن مسكوب أضعنا معه العديد من المكاسب والإمتيازات· نحن الآن مجبرون لنستأنس بالوضع الحالي ونفكر في مواجهة سد أخرى ستنقلنا إلى أعالي ليبروفيل، وسنرفع مجددا شعار ممنوع الخطأ، والفوز هو الحل الوحيد، وسنرفع كما العادة أيدينا إلى السماء ليقي منتخبنا المسكين شر هزيمة ستجهض كل الأحلام على صعوبة تحقيقها· مواجهة الغابون هي الجولة ما قبل الأخيرة والمباراة التي في رأيي ستوضح لنا بنسبة كبيرة موقعنا، وماذا ينتظر منا من مواجهة الكاميرون عن الجولة الأخيرة· أولى الصعوبات التي تواجهنا أننا سنصطدم بمنتخب تجرع مرارة خسارتين متتاليتين أمام الكاميرون، وغير مستعد للمزيد من الكبوات، علما أنه سيخوض المواجهة على أرضه وأمام جمهوره· ثاني الصعوبات هو الضغط الذي يسيطر على اللاعبين والطاقم التقني جراء تعذر تحقيق المنتخب المغربي الفوز منذ انطلاق التصفيات ، حيث يبقى الوحيد في المجموعة الذي لم يتذوق حلاوة النقاط الثلاث إلى غاية الجولة الرابعة· ثالث الصعوبات هي الحاجة الماسة للخروج بنتيجة الفوز، فلا أعتقد أن نتيجة غير الإنتصار ستبقي على الآمال التي نتشبت بها والطموحات التي نتعلق بها بعد أن اكتوينا بنار النتائج المتواضعة، ولربما سيشكل لهث الأسود على النقاط الثلاث عائقا كبيرا ومطبا يجب التعامل معه بذكاء وحذر، فما أصعب أن يجري المرء وراء نقاط ثلاث خارج قلاعه وأمام فريق هو الآخر يمني النفس في تحقيق نفس الرجاء· لا شك أن المسؤولية الملقاة على عاتق الطاقم التقني لن تكون سهلة، والمطلوب إعداد التكتيك المناسب والأسلحة المواتية لخطف النقاط الثلاث من قلب ليبروفيل، وبرأيي أن الفوز سيمر عبر الهجوم، فإذا ما كانت هذه الجبهة في أفضل حال فالأكيد أن هدف الفوز سيتحقق، فأكثر ما عقد من مهامنا وفوت علينا نقاط الفوز هو عقم الهجوم وغياب الفعالية التهديفية، بدليل أننا سجلنا فقط هدفين كحصيلة لا توازي ما نتوفر عليه من مهاجمين يمارسون بأبرز البطولات الأوروبية، ويصولون ويجولون هناك· الطاقم التقني مطالب بوضع الخطة المناسبة لتحقيق الأهم والمهاجمون بدورهم مطالبون بنفض غبار التواضع الذي ميزهم في المباريات السابقة مادام الفوز يمر عبر سيقانهم، والكل ينتظر انتفاضتهم لتذويب الصورة التي رسموها في المباريات السابقة، فلا يعقل أن يتألقوا بأنديتهم ويتخلفوا مع المنتخب الوطني، فحضورهم الجيد سيسعدنا والفوز يهمنا في هذه المواجهة أكثر من أي وقت مضى·