دير النية وبات مع غيرتس ما كنا نخشاه قد وقع فعلا، لا أحد منا كان يتمنى أن يشاهد غيرتس المسكين في المغرب الآمن مطوقا ب «البودي غارد» كي يخرج من مقر الجامعة، وهي مصاريف أخرى انضافت لمصاريف جامعة الفهري التي قدمت المدرب العالمي للعالم في صيغة الفاتح الكبير، قبل أن تجبر على حمايته من «الهاكرز» الذين اخترقوا حسابه البنكي ورابطوا أمام بناية الجامعة لمطالبته بتقديم الحساب.. حين يجتمع إيريك العالمي مع عالم وعلمي الجامعة، فإن القصة تأخذ صورا مشوقة مثل تصريح كريم «العالم» بالنوايا والذي اتضح أن له موهبة أخرى فريدة من نوعها هي شق صدر الناس ليميز أصحاب النية الحسنة من سواهم.. لخص عالم كل فضيحة الغابون في جملة واحدة، وهي أن المدرب البلجيكي لم يكن يقصد بهدلتنا بالصيغة المعلومة التي شهدت عليها كل أمة إفريقيا.. غيرتس أظهر حسن النية على حد قول مستشار رئيس الجامعة ولم يتعمد الإساءة لتاريخنا الكروي كما فهمنا جميعنا، وعلينا عكس الآية وأن نتقدم له باعتذار على كل التجريح الذي طاله. حسن النية التي تحدث عنها العالم لم يكن يقصد بها غيرتس وحده، بل طالب الجميع باستحضار النية الحسنة في الفترة المقبلة بمعنى الإبتعاد عن لغة «القوالب» لأنها هي السبيل لبلوغ المونديال، وبقليل من النية سنصبح أسياد إفريقيا وسنعود لنزأر من جديد وسنقبل برقم الراتب المهول الذي يفوق رواتب وزراء حكومة بنكيران مجتمعين إن صدق طرح «الهاكرز» الذين قرصنوا حساب البلجيكي.. على الزاكي الذي طالب غيرتس بعرض نفسه على أخصائي نفساني وفخر الدين الذي تمادى ليصفه بالمجنون كما ورد في كثير من اليوميات،وعلى كل الرفاق في الودادية أن يراجعوا نيتهم لأن في تصريحاتهم الكثير من الخبث والمكر، كلهم آثمون بحسب تصريح كريم لأن ظنهم كان سيئا بالرجل الذي تعهد بخفض أرقام البطالة في المغرب، ولا ينوي بيع فيلته التي اشتراها حديثا، كما يرفض الإقتراب من حسابه المهرب لبلجيكا ومخطئ من ظن أن الرجل يقبل بأن تشهد بنوك المغرب على تعاملاته لأنه هذه المرة أعمل سوء النية،حين تعاقد مع الجامعة وطالب بتحويل ربع مليار بالعملة الصعبة لبروكسيل كل شهر وليس لغيرها.. غيرتس كان يدرك بحسن النية أن القراصنة سيتعقبونه ولأنه شيطان أحمر،فقد اشترط ليس سرية العقد فحسب ولا إعفاءه من التزام أو عقد به أهداف، وأنا أشك أن عقده لم يكن به هدف من الأهداف وإلا ما الذي يفسر كيف أنه تعهد بالعودة باللقب من الغابون هو ورئيس الجامعة، لأنه لا يعقل أن يطوق الإثنان عنقهما بوعد لشعب الكرة وهما يعرفان حق المعرفة أن العقد يبرئ ذمتهما من كل التزام؟ وعدم الوفاء بالعهد معناه أن يتحول هذا الوعد لأنشوطة إعدام تشنقهما معا.. قمة التناقض.. نداء من كريم العالم لجمهور الفريق الوطني وللإعلام ولكل من أساء الظن بغيرتس: قضت محكمة الجامعة ببراءة الناخب الوطني من المنسوب إليه، الجميع حاكم الرجل بظلم وبسوء نية وانفعال، لأنه حين نادى على لاعبين معطلين فلكونه مختص في توفير سوق الشغل للجميع، والصدقة في المحترفين المقربين أولى.. إختياره لماربيا بصقيعها وخريفها البارد ،كان سليما لأن طقسها هو نفس طقس الغابون،ولجهله الكبير بتضاريس القارة الإفريقية، فلقد كان يعتقد أنه ذاهب لليفربول وليس ليبروفيل ولا فرق بين الإثنين إلا بالتقوى، وهذا ما ثبت بعد تشخيص سريري لذبذبات النية عند غيرتس. شراؤه لفيلا بالرباط بثمن الكرا كما تشير اللازمة الشهيرة، هو دليل على تعلق إيريك بتربة المغرب والربطة زغبية كما يقولون، لذلك ليس من المعقول جرح مشاعره بقرار الإقالة وإرغامه على الرحيل ولتذهب مشاعر الجمهور المغربي ونواب البرلمان وكل المحللين إلى الجحيم.. وأخيرا استمراره في دعوة الشماخ الموضوع في «فريكو» لندن، وقادوري الرافض للقدوم ودرار الذي يسبه ويسب المنتخب الوطني.. عنوان على أن حسن نية غيرتس تفوق كل التوقعات وأنه ينوي تقويض صرح الأسود بلا شك.. باختصار وبعد أن جددت الجامعة ثقتها في ناخب المنتخب، ما علينا سوى أن نقبل بالأمر الواقع وأن نطبق وصية المستشار.. «نديرو النية ونباتو مع غيرتس».. والله يحفظ من عضة الحية القادمة؟