مضى 16 عاما على الكارثة التي حلت على الأرجنتين بعد إنهزامها أمام بريطانيا ب 5 أهداف مقابل لاشيء، مأساة دمرت مسيرة الأرجنتين وجعلتها تعيش أسوأ لحظات في تاريخ كرة القدم· بعد انهزامها في ديارها لأول مرة في تاريخ التصفيات المونديالية وهو الذي فرض عليها إجتياز مباراة سد ضد أستراليا، وكان مارادونا هو من أنقذ الأرجنتين في هذا الإمتحان الصعب· بعد عقد ونصف عادت الأرجنتين لتعيش نفس القصة لكن هذه المرة بأحداث جديدة، فمارادونا خلع قميص اللاعب المبدع ليرتدي قميص مدرب مبتدئ· فهل سيتمكن مارادونا من طي صفحة الهزائم التي توالت على الأرجنتين؟ خيبة أمل جديدة: >إنني متفائل، ليس هناك ما يدعو للقلق< هذا ما قاله مارادونا ولم يكن يعرف ما ينتظره بالباراغواي، فلا أحد تصور أن الأمل سيختفي في رمشة عين، صحيح أن الباراغواي ليست في أفضل حالاتها، ولكن الأرجنتين تعاني من ضعف نظير ما يطبع أداءها من وهن، حيث أنها لم تعرف طعم الإنتصار خارج ديارها منذ شهر أكتوبر من سنة 2007، أي منذ اليوم الذي فاز فيه على فينزويلا بقيادة المدرب ألفيو باسيل، تعكر محيط الأرجنتين من كثرة الهزائم والأزمات وكانت صدمة البرازيل قوية على الأرجنتين، لكن صدمة الباراغواي كانت أشد· الموقف الذي بات فيه مارادونا لا يحسد عليه، فبعدما كان بطلا وأسطورة في عيون الجماهير وتاريخ كرة القدم ها هو يتحول اليوم إلى مدرب فاشل، هذا الفشل قد تدفع الأرجنتين ثمنه غاليا جدا والمسؤول الوحيد هنا هو مارادونا، كان من الأفضل لو احتفظ بقميص اللاعب المحترف على أن يرتدي قميص المدرب، فهذا التغير الذي لم يجلب له سوى المتاعب وسوء الحظ، ولا جدال في أن مارادونا يعيش أصعب أيامه فقد قضى على هيبته وشهرته واشترى سخط الجماهير وكره الأرجنتين· أصبح مارادونا يشكل خطرا على الفريق فبسببه قد تقصى الأرجنتين، فهل يعقل أن ينظم مونديال هذا العام بدون الأرجنتين؟ لم يتبق للأرجنتين سوى فرصتين أمام الأوروغواي والبيرو والأكيد أن الأرجنتينيين يرغبون في رحيل مارادونا حتى ينزاح عنهم النحس ويتوصل منتخبهم إلى إنقاذ ماء الوجه بالوصول و لو على مضض إلى المونديال· في هذه الحالة فالمنتخب الأرجنتيني بحاجة إلى مدرب كبير ذو تجربة أكبر، كما أنهم في حاجة إلى معجزة كي تهدأ النفوس، وتطيب الجروح وتفرح القلوب فدواء الأرجنتين لن يكون إلا بالوصول إلى المونديال، لذلك فالوقاية خير من العلاج، إذ باتت الأرجنتين ملزمة بأن تأخذ كافة إحتياطاتها وأن لا تستسلم للهزيمة ولو بإقالة الأسطورة·· رغم الخسارة فمارادونا لا يلوم فريقه بالعكس، كان صريحا ومنسجما مع نفسه حيث قال: >لن أعاتب اللاعبين بعد هذه الخسارة، كما أنني لم أكن راضيا عليهم عندما تغلبت علينا بوليفيا، لذلك فليس لدي ما نعاتبهم عليه اليوم، وقعنا على بداية جيدة في المباراة وكنا الأفضل بعد أن سيطرنا على مجريات اللعب، لكن ضد مجرى المباراة حيث تمكنت البرازيل من تسجيل هدفين أربكا حساباتنا مع ذلك أقولها بصراحة، أنا من يتحمل المسؤولية<· مباراة الباراغواي كانت بمثابة إجابة على سؤالنا السابق، فمارادنا لم يطو صفحة الهزائم بل استمر فيها بسقوطه في هزيمة أخرى· فمتى ستتخلص الأرجنتين من هذه الصفحة السوداء؟