مسير·· ورا مسير·· ويوم ورا يوم·· ولا شيء يتغير·· إذ ظلت عقلية أصحاب الرياضة عندنا هي·· هي·· منذ زمان·· عقلية ما قبل الجلوس على الكرسي واتخاذ القرار تكون مرزنة·· منضبطة·· وموزونة·· وأول ما تتربع على الكرسي الملعون وتستريح إلا ويبدأ التلوين وقصوحية الراس والتقرير الأحادي في الإتجاه المعاكس·· وإليكم بعض النماذج من مسؤولين مغاربة يؤمنون أنهم الأحسن ومن ورائهم الطوفان·· وحدهم يفهمون·· وحدهم يفقهون·· وحدهم يقررون·· ويعرفون بثقافة "الأنا" ثلاثية الأبعاد·· >أنا المسؤول·· أنا اللي كاين·· أنا اللي كانحكم<·· واحكموا بأنفسكم·· لأن حكمنا نحن الإعلاميين لا يجوز·· لدينا كذلك من يتغير تغيير الحرباء·· حسب العرض والطلب·· وأثمار الشجر·· إلا من رحم ربي·· ونسأله أن يرحمنا من مزاج هذا البعض·· ويريحكم من مزاجنا كذلك·· حالة شرود الأولى خلال تنظيم روما لبطولة العالم للألعاب القوى سنة 1987 والتي كان قد فاز بذهبية 5000 مترها، العائد بالذهب من لوس أنجلوس 1984 سعيد عويطة·· فيما أعلنت صاحبة أول ميدالية عربية وإفريقية مسلمة "فورفي" في هذه الدورة·· والدورات التي تلتها وكان هذا ذكاء تكتيكي خارق منها، لأن حلبة 400 متر حواجز استولت عليها عداءات أوروبا الشرقية اللاتي قاطعن الأولمبياد الأمريكي، قبل أن تعود بقوة نزهة بيدوان لعرش هذه المسابقة لعدة سنوات·· وأعتذر عن هذا الخروج عن النص·· قلت في هذه السنة وبمعية السينمائي المغربي الأنيق عبدو عشوبة·· استطعنا نحن ثلاثة صحفيين (نجيب السالمي، كمال لحلو، وعبد ربه) أن نلتقي أحد أكبر الفاعلين في الحقل الإقتصادي والرياضي الإيطالي "مونتيزيميلو" الرئيس المدير العام للفيراري·· وكان حينها هو رئيس لجنة تنظيم كأس العالم بإيطاليا 1990·· استشاره الزميل نجيب السالمي إذا ما كان على استعداد لمساندة ترشيح حملة المغرب لتنظيم كأس العالم 1994·· فأبدى سعادته واستعداده المطلق لمساندتنا·· لأنه يكن الإحترام والتقدير الكبير للمغرب·· وطلب فقط أن توجه له الدعوة لحضور نصف نهاية كأس إفريقيا 1988 ولقاء المسؤولين على الملف المونديالي·· اقترح نجيب السالمي الفكرة على المرحوم عبد اللطيف السملالي المكلف حينها بهذا الملف·· وبصفته وزيرا للشبيبة والرياضة·· فكان الرد الجاف والناشف: >نحن لسنا في حاجة لهذا الشخص·· وسيزورنا قريبا عضوان من الجامعة الإيطالية<·· ولم يسأل الأستاذ السملالي من يكون هذا المونتيزيميلو·· "المسيو فيراري"·· وما قوته ونفوذه·· ليس فقط داخل الكرة الإيطالية·· ولكن على المستوى الأوروبي والعالمي؟·· فطارت الكأس صوب الولايات المتحدة·· وبقاو "شقوفها" عندنا نندب بهم حظنا ونبكي أطلالا تعاظمت مع السنوات·· وقارنوا بين فيراري مونتيزيميلو وشانطة دولار التريندادي وارنر· حالة شرود ثانية لوس أنجلس·· عاصمة السينما والخيال كانت لنا بداية سراب ووهم تحول إلى كابوس بعد 6 سنوات·· كيف ذلك؟ ولماذا؟··· الرواية··· جاءت بداية الحملة اللوبية المغربية مع انعقاد المؤتمر الفيفاوي بهوليود·· وبلقاء أصحاب القرارات الكروية الواعرة·· وأول محطة دولية يحط بها رحال حملة "جمعية كأس العالم 2006 المغربية"·· قبل عرض الملف المغربي على صقور بلاتير·· زار السيد محمد ابن همام القطري رواق المغرب مثلما زار رواقي ألمانيا وجنوب إفريقيا·· وبحكم معرفتي السابقة له والتي تعود بدايتها لسنة 1983 عندما كنت بمجلة "الصقر"·· وكان هو رئيسا لنادي الريان القطري·· وصار مع مرور الأيام عميدا للصقور في تشكيلة بلاتير·· بل الأكثر من هذا يعلم العالمون بالخبايا الفيفاوية علم اليقين أن النسبة المئوية لابن همام في فوز بلاتير بخلافة العجوز هافيلانج تقارب 70 في المائة·· ولا يهمنا هذا الرقم·· لأننا شعب لا نهتم بالأرقام·· والخطأ هو خطأ الخوارزمي مخترع الصفر·· وبحكم انتمائنا لطينته حافظنا على هذا الصفر في غيابه أكثر من غيرنا·· كنت متواجدا حينها بلوس أنجلس·· ضمن الوفد للتغطية الإعلامية·· وقدمت القطري للمغربي·· وقلت حرفيا للسيد إدريس بنهيمة: >السيد الرئيس هذا واحد من أهم رجالات بلاتير·· وبإمكانه إعطاء المغرب الكثير·· ابن همام·· إسم له ثقله وتأثيره وفاعليته في المجتمع "الفيفاوي"<·· لكن السيد الرئيس اعتقد أنني قدمت له شيخا من شيوخ البترودولار·· فتجاهله خلال 20 دقيقة·· وتجاهلنا القطري وأصواته الآسيوية·· بتصويتهم لألمانيا·· وهذه واقعة معاشة ومؤكدة بين سطور الحوار المطول الذي أجريته مع السيد ابن همام بعد سنتين بالقاهرة·· والذي نشر في جريدة "المنتخب" على صفحتين وخلال عددين·· و مرة أخرى نجد الذكاء المغربي والتعالي السلبي سلبنا حلم قارة ومشروع أمة·· حالة شرود ثالثة توالت الأيام والأعوام على كراسي المسؤولين·· والحمد لله ظل المسؤول المغربي وفيا لعهده·· وتصرفاته·· وتعاليه حتى وإن أصبح جيلنا جيل الذكاء·· و"البلاك بيري والإيمايل·· والإسمس"··· فإنه ما زال يفكر أي المسؤول·· بنفس الطريقة العتيقة·· رغم تواجد المستشارين الذين لا يستشارون برفع الياء· مباشرة بعد جلوس السيد رئيس الجامعة الجديد على كرسي هرم الكرة المغربية·· جاء المؤتمر الدولي للفيفا بالباهاماس·· ومعظمنا نحن المغاربة لا نعرف الباهاماس إلا من خلال "الكارت بوسطال"·· وكانت هذه فرصة الرئاسة الجديدة لاكتشاف "والد ديزني" بلاتير الغريب·· حتى وأن الرحلة كانت مكفولة تذكرة وإقامة·· لم يحضرها السيد الرئيس ولم يشارك في فعاليتها·· وناب عنه من ناب·· وضاعت عليه أول فرصة حقيقية للحضور واكتشاف العالم الكروي البلاتيري·· كيف يفكر؟ كيف يقرر؟ وكيف يخطط هذا الماكر وصقوره لسياسة كروية مُحكَمة·· أفضل من التدبير "البانكيموني" الأمني والنووي ؟ ولأن أصحاب الكرة عندنا فيما يعشقون قرارات·· لاحت فرصة أخرى أكثر من ذهبية لطالما حلم بها ثلاثي المكون لجبهة الرفض الشهيرة (الكرتيلي أبو القاسم العموري)·· حيث مباشرة بعد أيام معدودات تم اختيار السيد رئيس الجامعة الجديد لدخول نادي الرؤساء ب "الكاف"·· وجاءه أول استدعاء لحضور لجنة تقرر فيها أشياء حاسمة·· ومرة أخرى ومثل العادة نضيع اللبن الإفريقي في الصيف·· كيف ذلك ؟؟ تلك حكاية أخرى وبقية أخرى·· نرويها لكم في العدد القادم إن شاء الله·· ومبارك عواشركوم·