نظمت فرق الأغلبية بمجلس النواب (فريق العدالة والتنمية الفريق الإستقلالي للوحدة والتعادلية الفريق الحركي فريق التقدم الديمقراطي)، يوم أمس الأربعاء بمقر مجلس النواب بالرباط، لقاءً دراسيا في موضوع الرياضة المغربية واقع وأفاق الذي حضره السيد محمد أوزين وزير الشباب والرياضة والسيد الحبيب الشوباني الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني والسيد علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والأستاذ محمد بلماحي رئيس جامعة سباق الدراجات، بحضور رؤساء الفرق البرلمانية للأغلبية بمجلس النواب وعدد كبير من نواب الأمة وبعض الفعاليات المهتمة بالقطاع الرياضي. وركزت أغلب التدخلات من طرف رؤساء الفرق البرلمانية بالأغلبية، على النتائج المخيبة للآمال للفريق الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 بكل من الغابون وغينيا الإستوائية، وكذا على الوضع المتردي الذي تعيشه الرياضة المغربية، مطالبين بحكامة جيدة على مستوى تسيير الجامعات الرياضية. وأكد السيد محمد أوزين وزير الشباب والرياضة في مداخلته أنه بدون حكامة جيدة على مستوى الجامعات الرياضية لا يمكن لأية استراتيجية أن تكون فعالة وناجعة، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن عملية الإفتحاص التي عهدت بها الوزارة إلى ثلاثة مكاتب خارجية لتدقيق الحسابات أظهرت ضعفا ملحوظا على مستوى الحكامة والتأطير الإداري والمالي وهو ما يأثر تأثيرا بالغا على مستوى الممارسة الرياضية للبلاد وعلى إنجازات الرياضيين المغاربة ميدانيًا. وأعاد أوزين إلى الأذهان بأن الدولة قامت بمجهود كبير خاصة على مستوى مواكبة الهياكل الجامعية من خلال توقيع عقد برنامج خاصة لكل جامعة رياضية على حذة يحدد الأهداف الواجب تحقيقها بحيث بلغت الإعتمادات السنوية والإستثنائية المخصصة لها خلال سنة 2011 ما يزيد عن 211 مليون درهم. وكشف الوزير أن نتائج الإفتحاصات أظهرت عدم إحترام إلتزامات المنصوص عليها في عقود الأهداف، ومنها أن 27 جامعة فقط من أصل 45 عقدت جموعها العامة في الآجال القانونية، حيث سجلنا نقصا كبيرا على مستوى قاعدة الممارسين إذ لا يتجاوز نسبة المرخصين مقارنة مع العدد الإجمالي للسكان 0،8 بالمائة مقابل 1،2 في تونس و25 في أوروبا فضلا عن كون هرم الأعمار معكوسا بالنظر إلى أن 60 بالمائة منهم تتجاوز أعمارهم 18 سنة و14 بالمائة منهم فقط من المرخصين من قبل الجامعات الرياضية الأولمبية تقل أعمارهم عن 12 سنة، كما سجل نقص صارخ في البنية التحتية الرياضية، قلة المنشآت الرياضية في الأحياء والبوادي وغياب البنية التحتية الرياضية في برامج التهيئة الحضرية وانعدام التوازن الجغرافي لهذه البنيات، وانعدام برامج تكوين الأطر الرياضية والتقنية والإدارية وتواضع التمثيلية النسوية (3 بالمائة) والشباب في المكاتب الجامعية وغياب الديمقراطية في التسيير. ومن أجل تقويم هذه الإختلالات، قررت الوزارة بتنسيق مع كل المعنيين اتخاذ الترتيبات الكفيلة بضمان إعداد إستراتيجية رياضية وطنية حقيقية، مذكرا بأنه تم في هذا السياق عقد سلسلة من اللقاءات مع كافة الجامعات الرياضية بغية القيام بتشخيص مشترك والخروج في إطار الشفافية التامة بحصيلة واقعية وتحديد مسؤوليات كل من موقعه. ومن أولى المبادرات التي ستقدم عليها الوزارة تتمثل في وضع شروط صارمة فيما يخص المنح وخصوصا صرف الإعتمادات والمساعدات المالية والتي ستتم مواكبتها بميكانيزمات المراقبة والتتبع الدائمة ضمن عقود برامج موقع مع كل جامعة على أساس الإنجازات ولتصريح بالنوايا طبقا لجدولة زمنية محددة ومسطرة ومعقلنة. ولم يفت الوزير الحديث عن خيبة آمال الشعب المغربي التي خلفها الإقصاء وغير المتوقع للمنتخب المغربي لكرة القدم في الدور الأول للنسخة 28 لكأس إفريقيا للأمم المقامة حاليا في الغابون وغينيا الإستوائية، في الوقت الذي كانت فيه الرياضة الوطنية في حاجة ماسة إلى إنتصارات وليس إلى إنكسارات، معبرا عن أمله في أن تكون كبوة ليبروفيل بداية صحوة للرياضة المغربية وكرة القدم بشكل خاص. لاسيما وأن المغرب (ربيع التأهيل والتخليق والحكامة الجيدة) وتحويلها من قطاع مستهلك إلى قطاع منتج. بعد ذلك استعرض السيد علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، في كلمته الخطوط العريضة للإستراتيجية التي إعتمدها المكتب الجامعي منذ سنة 2009 والتي تستهدف بالأساس تأهيل وتطوير كرة القدم الوطنية، حيث تم في هذا الصدد فتح العديد من الأوراش وتحسين الموارد المالية للجامعة. وأكد أن حصيلة الإنجازات التي حققها المكتب الجامعي الحالي، والتي كانت لابأس بها ومنها تأهيل الفريق الوطني المغربي للكبار للنهائيات كأس إفريقيا لأمم 2012 بعد تصدر مجموعته وتأهل المنتخب الأولمبي لأولمبيات لندن 2012، وتتويج المنتخب المغربي الوطني لأقل من 20 سنة باللقب العربي، وفوز المنتخب المغربي لأقل من 17 لبطولات إتحاد شمال إفريقيا وتأهل المنتخب النسوي للدور الأول من إقصائيات البطولة الإفريقية 2012 بعد تفوقه على المنتخب التونسي، بالإضافة إلى تتويج فريقي الفتح الرباطي والمغرب الفاسي بكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، والوداد بلقب وصيف بطل مسابقات عصبة أبطال إفريقيا. ومن بين الإنجازات التي حققتها الجامعة يضيف السيد علي الفاسي الفهري إنطلاق البطولة الإحترافية بالقسم الأول وإحداث بطولة وطنية للاعبين الذين تقل أعمارهم ما بين 17 و19 سنة. وإحداث بطولة وطنية لكرة القدم مصغرة، وكذا بطولة وطنية لكرة القدم النسوية واعتماد مخطط استراتيجي للتكوين (39 دورة تدريبية ومنح 1139 رخصة تدريب) وتشييد وتجهيز 11 مركزا للتكوين وأكاديمية محمد السادس وتأهيل البنيات التحتية (تجهيز 17 ملعب لكرة القدم للنخبة بعشب إصطناعي و7 أخرى بالإنارة). كما ذكر السيد الفاسي الفهري بقيام الجامعة بتأهيل قوانين وأنظمة كرة القدم الوطنية لتكيفها مع متطلبات الممارسة الحديثة، وحسب الإتحاد الدولي لكرة القدم فإن البطولة الوطنية الإحترافية أصبحت تتصدر البطولات العربية والإفريقية، نظرا للحكامة الجيدة للجامعة التي سنّت القانون الرياضي للمنافسة والحكم وقانون منح الرخص للأندية المشاركة في البطولة الإحترافية، وقانون الغرفة الوطنية لفحص النزاعات ووكلاء اللاعبين بالإضافة للعقد النموذجي للاعب المحترف والقانون الداخلي النموذجي للجامعة الذي سيعرض على الجمع العام الإستثنائي القادم. وأضاف السيد الفهري عزم الجامعة على إتخاذ الإجراءات الضرورية لاعتماد القانون الأساسي الجديد وتفعيل هياكله ومراجعة هيكلة العصب الجهوية واختصاصاتها وانطلاق وإنشاء العصبة الإحترافية واستكمال تنفيذ مخطط إصلاح البطولة الوطنية للهواة وتعزيز تكوين بكل أصنافه وإعداد المنتخب الوطني للكبار لتصفيات كأس إفريقيا للأمم 2013 وإقصائيات مونديال 2014. وكذا الإعداد لاستضافة المغرب لبطولات إفريقيا لأقل من 17 سنة عام 2013، وإعداد المنتخب النسوي للبطولة الإفريقية 2012 والمؤهلة لبطولة العالم. كما لم يخف السيد الفهري خيبة الأمل المترتبة عن إخفاء الفريق الوطني في تجاوز عتبة الدور الأول في نهائيات كأس إفريقيا بالغابون لدى كل مكونات الشعب المغربي بمن فيها المكتب الجامعي، معبرا عن قناعته بأن هذا الفريق الشاب سيقول كلمته في المستقبل بفضل المواهب التي يتوفر عليها، مضيفا أن المنتخب المغربي سيدخل عما قريب في إقصائيات إفريقيا 2013 وكذا تصفيات كأس العالم 2014. وهذه الإستحقاقات تتطلب منا توفير كل الأجواء المناسبة حتى يحقق المنتخب المغربي آمال عشاقه. أما بخصوص الراتب الشهري للمدرب البلجيكي إيريك غيرتس، جدد السيد الفاسي التأكيد على أن العقد المبرم بين الطرفين يقضي في أحد بنوده بسرية ذلك إلا بموافقة المعني بالأمر، موضحا بأن ما يتقاضاه هو أقل مما كان يتقاضاه حينما كان يدرب نادي الهلال السعودي، وهو الراتب الذي اعتبره عدد من المتدخلين (خياليا ومستفزا لمشاعر المغاربة). وأكدت تدخلات، رؤساء الفرق البرلمانية المنظمة لهذا اليوم التواصلي وكذا نواب الأمة أثناء النقاش أن خيبة أمل الرأي العام المغربي جراء إخفاق الفريق الوطني في الغابون ما هي إلا تشخيص لواقع المشهد الرياضي داعين إلى إستخلاص الدروس والعبر من كبوة ليبروفيل عملا بالمثل القائل «ورب ذرة نافعة» لرسم آفاق مستقبل رياضي واعد وتحقيق نهضة رياضية حقيقية منوهين في ذات الوقت ببعض الإنجازات التي حققتها بعض الرياضات الفردية وعلى رأسها ألعاب القوى والدراجات. وأكد الأستاذ بلماحي رئيس الجامعة الملكية للدراجات، على ضرورة تنزيل مضامين الدستور فيما يخص القطاع الرياضي وإصدار وتفعيل النصوص التطبيقية لقانون التربية البدنية والرياضة الذي دخل حيز التنفيذ في 4 دجنبر 2011، والرفع من ميزانية الوزارة الوصية التي لا تتجاوز 0،6 من المائة من الميزانية العامة للدولة، وطالب من نواب الأمة أن يكونوا مدافعين عن الحقل الرياضي الذي يفتقر إلى الإمكانيات الكافية لتنفيذ العديد من البرامج الطموحة والقادرة على تبوؤ المغرب في المحافل الدولية. وفي الأخير طالب نواب الأمة على دمقرطة المشهد الرياضي وربط الحكامة في تدبير الجامعات والأندية بالمسؤولية والمحاسبة. كما تمت الدعوة إلى إعادة الإعتبار للرياضة المدرسية والجامعية لكونها تشكل مشتلا لتكوين الأبطال الرياضيين.