أنجزنا ملفا سيصبح مرجعية في الترشيحات القادمة بشهادة الكاف ريادتنا الإفريقية وإلتحامنا بجذورنا القارية هو الممهد للعالمية أنا وبلخياط لبنة متراصة لا تقبل التقسيم راقتني جدا نتائج أنديتنا على الواجهة الإفريقية
كان في قمة الفرح، وهو يتلقى الإعلان الرسمي عن تنظيمنا الكأس إفريقيا عام 2015 أمام منافس عتيد هو جنوب إفريقيا، كان يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه باعتباره المكلف المباشر بالملف المغربي أمام الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، وكان عليه أن يدافع عنه باستماتة كبيرة مع أشقائنا الأفارقة. السيد علي الفاسي الفهري الذي ذات مرارة سهام النقد وهو في بداية قيادته لسفينة الجامعة، أكيد اليوم يعيش حلاوة ما أنجزه وينجزه من أوراش إحترافية أعطت الإنطباع بأن البطولة الوطنية تسير في الإتجاه الذي نريده جميعا. كأس إفريقيا عام 2015 بالمغرب، حلم راود جميع المغاربة، وعاشوا فرحة جماعية، لأن نجاح هذه التظاهرة هو نجاح صورة المغرب. رئيس الجامعة السيد علي الفاسي الفهري تقف عند أهمية الحدث ويتحدث عن مشاعره بهذا التتويج وكيف تأثر لمشهد ردد فيه النشيد الوطني الخالد في قاعة التصويت، كل التفاصيل تابعوها في هذا الحوار الإستثنائي مع رئيس الجامعة.. المنتخب: السيد الرئيس، بداية هنيئا لكم ولكل المغاربة ستنظم لكأس إفريقيا لأقل من 17 سنة عام 2013 وكأس إفريقيا عام 2015، كيف عشتم هذا الحدث السعيد بلوبومباشي؟ علي الفاسي الفهري: دعوني أؤكد لكم أنني تلقيت هذا الإعلان كسائر المغاربة بفرح لا يتصور بعد مجهود كبير بذلناه في هذا الباب سواء على مستوى الجامعة أو الوزارة الوصية أو بدعم من شركائنا وأصدقائنا والمتعاونين معنا، هذا مكسب يأتي في سياق المكاسب التي نحققها على المستوى الوطني بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، خاصة وأن إعلان الإتحاد الإفريقي لكرة القدم عن تنظيم المغرب لكأس إفريقيا 2015 جاء بعد سلسلة من الإنجازات التي تحققت على مستوى البنيات التحتية، من ملاعب ذات مواصفات عالمية وطرق سيار ومصحات ومستشفيات ووسائل الإتصال ووسائل النقل، خاصة وأن الخطوط الملكية المغربية تصل اليوم إلى كل الدول الإفريقية والعالمية ومكتسبات مجتمعية وديموقراطية.. كل هذا التقدم وهذه الصحوة الكبيرة لا بد وأن تدخل الفرحة والبهجة والسرور في قلوبنا كمغاربة، وبالمقابل تدفعنا للإجتهاد وتشمير الساعد لمواصلة العمل في إطار هذه الأوراش التي يقودها جلالة الملك.. وطبعا هذا المكتسب سيعيدنا إلى الواجهة الإفريقية بعد أن نظمنا آخر كأس إفريقية عام 1988، إذ كان لا بد من العودة إلى تنظيم الأعراس الإفريقية.. كمغربي أولا لا بد وأن أكون سعيدا بهذا الإنجاز بعد منافسة مع جنوب إفريقيا التي نظمت كأس العالم 2010، وكرئيس للجامعة فإن تنظيم كأس إفريقيا بالمغرب يأتي في سياق الرهانات الكبرى التي نتطلع إليها والتي وضعنا أسسها منذ أن تقلدنا مسؤولية تدبير شؤون الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هذه خطوة مهمة، أكيد ستعود بالنفع العميم على الكرة المغربية وعلى المنتخب الوطني كذلك. المنتخب: السيد الرئيس وأنتم بقاعة التصويت، كيف كان شعوركم قبل الإعلان عن إختيار البلد الذي سينظم كأس إفريقيا 2015؟ علي الفاسي الفهري: لا أكتمكم السر.. لقد كنا ندرك أننا سننظم كأس إفريقيا للأمم عام 2015 لأن ملفنا كان قويا ومتكاملا، لكني بالمقابل كنت متخوفا من أي مفاجأة قد تحدث وإن كانت لجنة التفتيش التي زارت المغرب إطلعت على أهم المرافق التي يزخر بها بلدنا، وأكدت في تقريرها بأنها انبهرت لما أصبح يتميز به المغرب من بنيات رياضية وأخرى إقتصادية، هذا مشروع جميع المغاربة، وكان لا بد من الدفاع عنه باستماتة كبيرة لأننا كنا نريد الإنصاف، إنصاف هذا البلد الذي رفع رأس إفريقيا عاليا في عدد كبير من التظاهرات، لذلك كنت قد إلتزمت الصمت، إلى درجة لم أكن أتحدث مع أحد، لكن الحمد لله بعد ذلك كان التتويج وأحترم المنطق.. المنتخب: وكيف كان شعورك بعد الإعلان عن بلدنا كونه سينظم كأس إفريقيا 2015؟ علي الفاسي الفهري: لقد شاهدتم كيف كان العناق بيننا جميعا كوفد مغربي إنتقل بالكامل إلى لوبومباشي، عم الفرح قاعة التصويت، كانت الصورة رائعة أكبر من أن توصف لأن المغرب يستحق الكثير، وكان رد الفعل الأول عناقنا أنا ووزير الشباب والرياضة السيد منصف بلخياط الذي اشتغل معنا كثيرا في هذا الملف، حيث كان التكامل بيننا، وبكل تأكيد أن أي وزير للشباب والرياضة ورئيس الجامعة يتكاملان وهذا لا نقاش فيه، وأحيي في السيد الوزير إنفتاحه على قبول إقتراحاتنا ومطالبنا وهذا واقع، المهم بالنسبة لنا أننا خطونا خطوة مهمة وجبارة، وإن شاء الله سنعمل على أن نبرهن للذين وضعوا فينا الثقة من أننا أهل لها. المنتخب: مباشرة بعد الإعلان عن المغرب وهو من سينظم كأس إفريقيا 2015، رددتم النشيد الوطني الخالد، كيف عشتم هذه اللحظة المؤثرة؟ علي الفاسي الفهري: لقد كانت بالفعل لحظة مؤثرة ونحن نردد النشيد الوطني الخالد لبلدنا العزيز، وأشكر ممثلي الكاف وعيسى حياتو الذين إحترموا ترديدنا للنشيد الوطني ووقفوا كذلك يحيوننا، إننا مغاربة والمغاربة معروفون بوحدتهم ووئامهم وتضامنهم وحبهم الكبير لراعي هذا البلد الأمين جلالة الملك محمد السادس نصره الله.. المغرب تغير منذ عشر سنوات، وبات عبارة عن أوراش مفتوحة من أقصى شماله إلى غربه ومن شرقه إلى جنوبه، لقد استطاع جلالة الملك حفظه الله أن يقود المغرب بمشاريع تنموية ساهمت في تقوية ملفنا الذي قدمناه للإتحاد الإفريقي، بحيث أن ملفنا لم يكن رياضيا فحسب، ولكنه كان ملفا شاملا رياضيا وإجتماعيا واقتصديا وثقافيا وديموقراطيا، إذ وقف على أهم التحولات التي عرفتها بلادنا، وإذا كنا قد انتصرنا في هذا الملف، ونال إعجاب الأفارقة الذين إعتبروه ملفا قويا ومتكاملا وكبيرا، فإن الفضل في ذلك يعود إلى قائد البلاد جلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي يقود بنفسه هذه المسيرة التنموية التي عادت وتعود بالنفع العميم على بلدنا العزيز الذي أصبح يتبوأ مكانة مهمة عالميا وإفريقيا بوجود متغيرات كثيرة ومهمة، تؤكد للجميع بأننا نسير في الإتجاه الصحيح، هذا مكسب لجميع المغاربة الذين يستحقون كل الخير، فالعمل كما تعلمون إنطلق منذ سنة ونصف والحمد لله حققنا عدة مكاسب كانت مهمة جدا، واستطعنا أن نترجم عدة أوراش على مستوى الجامعة لأرض الواقع، والمسيرة ستتواصل وأشكر جميع الأندية التي إنخرطت معنا في هذا التحدي وهذا الرهان الذي يتطابق مع ما يوجد في العالم ويستمد مضمونه من قوانين الإتحاد الدولي لكرة القدم، وأنتم تعرفون بأن هذه التحولات جاءت إنطلاقا من الرسالة الملكية السامية التي وجهت للمناظرة الوطنية الثانية للرياضة بالصخيرات والتي شكلت لنا خارطة طريق حقيقية للإنطلاقة الصحيحة ونعتبرها دائما المرجع الأساسي لتطوير الممارسة الرياضية ببلادنا. المنتخب: هل يمكن القول بأن تنظيم كأس إفريقيا لعام 2015 سيكون فرصة للبحث عن تتويج قاري هنا بالمغرب للفريق الوطني؟ علي الفاسي الفهري: إن تنظيم كأس إفريقيا بالمغرب سيساهم كذلك في الإرتقاء بالمنتوج الكروي المحلي على مستوى البطولة الوطنية، وأكيد أن الفريق الوطني الذي سيلعب أمام جمهوره في الملاعب الوطنية سيكون هذا حافز كبير له للبحث عن التتويج الإفريقي. المنتخب: بالموازاة مع ذلك ستنظمون كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة عام 2013، كيف تتوقعون هذا الحدث؟ علي الفاسي الفهري : هذا حدث مهم يأتي في سياق إهتمامنا بالفئات الصغرى وسيكون البوابة الحقيقية لتنظيم كأس إفريقيا عام 2015 إنشا الله، وسنعمل بكل ما في وسعنا لضمان نجاح هذين الحدثين المهمين، كما أن تنظيمنا لكأس إفريقيا لأقل من 17 سنة سيشجعنا على إستكمال مراكز التكوين التي تهتم بالفئات الصغرى. المنتخب: أكيد ستضعون برامج في هذا الصدد؟ علي الفاسي الفهري: كما قلت لك إننا نشتغل في صمت، وبالتالي علينا أن نواصل العمل بعزيمة كبيرة، لقد اشتغلنا على ملفنا بصمت كبير، وكان هذا في صالحنا.. وإن شاء الله سنعمل في إطار تكاملي مع كل الشركاء والفاعلين، بكل تأكيد ستكون هناك إجتماعات والحمد لله مغربنا العزيز يتوفر على أطر في المستوى العالي، لقد قلت لك هذا ملف جميع المغاربة، كلهم سيشتغلون عليه، وكلنا معنيون بهذا الحدث الكبير الذي سيعطي للعالم صورة حقيقية عن المغرب وقدرته في تنظيم الرهانات الكبرى، فبالرغم من أننا لم ننظم كأس العالم 2010، فإن الأوراش المتعلقة بهذا الحدث ظلت مستمرة. المنتخب: لنعود إلى مباراة الفتح ومازيمبي، كيف عشتم أجواء هذه المواجهة التي تعملق فيها ممثل المغرب؟ علي الفاسي الفهري: تعرفون إن مازيمبي فريق قوي وكبير، حصد كل الألقاب ومن يواجهه بلوبومباشي يسقط في فخ الخسارة، الحمد لله فريقنا الفتح تعملق ووقف سدا منيعا، وكان الأقرب للفوز، على العموم تبقى تجربة الفتح إفريقيا تجربة مهمة وتؤكد بأن فوزه بكأس الإتحاد الإفريقي لم يأت بالصدفة ، بل عن جدارة واستحقاق.. أهنئ اللاعبين والطاقم التقني على الصورة التي ظهروا عليها بلوبومباشي في ملعب مليء بكامله بجمهور مازيمبي. المنتخب: حققت الأندية الوطنية نتائج مهمة على الواجهة الإفريقية؟ ما هو رد فعلكم في هذا الصدد؟ علي الفاسي الفهري: هذه إنطلاقة تبشر بالخير، وقد سعدت كثيرا كرئيس للجامعة للظهور المشرف لأنديتنا في المسابقتين الإفريقية، وإن شاء الله سنعود إلى الواجهة الإفريقية بعزيمة كبيرة بحثا عن الألقاب، وقد راقني جدا هذا التحول الذي عرفته أنديتنا على مستوى أدائها، ما جعلنا كمغاربة نحس بأن منتوجنا يسير في الإتجاه الصحيح، ولو أن البساطة ما زلت تغلب عليناولكن الأهم هو المبادرة والإقدام على تطبيق الأوراش المفتوحة، والحمد لله كل المبادرات التي قمنا بها أعطت أكلها وزادت من تقوية صفوف أنديتنا، أنا سعيد بهذه الإنطلاقة لأنها تمكننا كجامعة من مواصلة عملنا بمعنويات كبيرة، لقد جئنا كفريق عمل لكي نقوم بمهمة وطنية تتجلى أساسا بالإرتقاء بالمنتوج الكروي الوطني وتأهيله.. وأظن بأننا نجحنا نسبيا في سنة ونصف من تحمل المسؤولية واستطعنا تحقيق عدة مكاسب للكرة المغربية، وتلقينا التهاني من أشقائنا يمثلون جامعات عربية وإفريقية وكذلك من الإتحاد الدولي لكرة القدم. المنتخب: مبادرات جديدة اتخذتموها في إطار تأهيل الأندية الوطنية للمرحلة الإحترافية.. فبعد العقود الإحترافية وقانون العقوبات، هناك التأمينات وآليات الإعداد البدني، ماذا عن هذه الخطوات؟ علي الفاسي الفهري: نحن الآن في مرحلة الجهاد الأكبر، لقد تخلصنا من زمن الهواية، وأصبح خيارنا الأول والأخير هو التعامل بمنطق الإحتراف في كل الملفات، نسير خطوة بخطوة، ولا نستعجل السرعة، ونشتغل بالمقابل بصمت «لأن الحاجة المستورة تيسهل فيها الله» حسب ما نقول بالدارجة المغربية.. نؤكد من خلال المسؤولية التي نتقلدها بأننا سنكون دعامة أساسية لأنديتنا ليس فقط من الجانب المادي ولكن أيضا من الناحية اللوجيستيكية والآليات، وذلك لتأهيل نهائيا الأندية الوطنية، هذه خطوات قمنا بها بحسن نية وبوطنية كبيرة اتجاه بلدنا العزيز، نحن متفائلون ما نحققه وما سيأتي سيكون أفضل، وقد لاحظتم تجربة الشالنجر أو دوري المستقبل كانت موفقة، إذ منحت الفرصة للمدربين لإكتشاف المواهب وكذلك تقوية جسد الأندية، صحيح هناك هفوات والكمال لله سبحانه وتعالى، لكننا نعمل على أن نكون في مستوى تطلعات الأندية التي نعتبرها الشريك الإستراتيجي للدخول إلى البطولة الإحترافية في الموسم القادم إن شاء الله، وأملنا كبير كي نعود إلى الواجهة الإفريقية بعد أن قلنا بأن الوصول إلى العالمية ينطلق عبر إفريقيا لكسب الخبرة والتجربة.. نوايانا كانت حسنة، وبسطنا أيدينا للجميع بنية حسنة لخدمة الكرة الوطنية وتأهيلها لتلعب الدور المنوط بها في إطار الأوراش المفتوحة التي نتجند لها جميعا لإنجاحها.. ونحن المغاربة معروفون بالتضامن الجماعي وبالوحدة وبحبنا لبلدنا ولمقدساته بقيادة راعي وطننا العزيز جلالة الملك محمد السادس نصره الله. حاوره: