ستظل إنجازات رياضة كرة القدم المغربية راسخة في الذهن ، بعد تألقها على جميع الأصعدة سواء على مستوى المنتخبات الوطنية أو الأندية أو دخولها عالم الإحتراف سنة 2011 حيث سجلت إنجازات لايستهان بها إلى حد أن الانتصارات طغت على الانكسارات . فسنة 2011 كانت بامتياز سنة رياضة كرة القدم المغربية إن على مستوى المنتخبات أو الأندية ذلك أن المنتخب الوطني للكبار جدد العهد مع المشا ركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي غاب عن دورتها الأخيرة في أنغولا وأكد حضوره في المونديال الإفريقي الذي سيقام في الغابون وغينيا الإستوائية معا (21 يناير- 12 فبراير) بعد تصدره عن جدارة واستحقاق ترتيب المجموعة الإقصائية الرابعة التي ضمت أيضا منتخبات الجزائر وإفريقيا الوسطى وتانزانيا. فبعد تعثره في إقصائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 لكرة القدم، إثر هزيمته بعنابة أمام منتخب الجزائر (0-1) ضمن إقصائيات المجموعة الثالثة، استطاع المنتخب المغربي تبديد كل التوقعات والتخوفات التي كانت تشير إلى أن العناصر الوطنية لن تتمكن من الذهاب بعيدا في هذه الإقصائيات وقد تغيب أيضا عن دورة 2012 . لكن أسود الأطلس وبفضل تظافر جهود الجميع والعزيمة القوية التي كانت تحذوهم بمعية المدرب البلجيكي إيريك غريتس، عادوا من جديد إلى التألق ، واستطاعوا الفوز بأربعة أهداف نظيفة بمدينة مراكش على المنتخب الجزائري أحد أقوى المرشحين لحجز تذكرة المرور إلى نهائيات كأس إفرقيا للأمم . وبعد هذا الفوز البين والعريض ، عادت العناصر الوطنية إلى توهجها من جديد حيث انتزعت تعادلا بطعم الفوز من قلب بانغي عاصمة إفريقيا الوسطى ، وحققت فوزا بينا ومستحقا على منتخب تنزانيا (3-1) بمراكش منحها صدارة المجموعة وبطاقة التأهل إلى نهائيات العرس الكروي الإفريقي المقرر في الغابون وغينيا الإستوائية ( 21 يناير - 12 فبراير) . وبعد غيابه عن دورة بكين 2008، حجز المنتخب الوطني الأولمبي تأشيرة المشاركة في أولمبياد لندن (27 يوليوز- 12 غشت) في سابع مشاركة له، وذلك بعد تمكنه من بلوغ المباراة النهائية للنسخة الأولى لبطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة، التي أقيمت بملعبي طنجة ومراكش الجديدين (26 نونبر- 10 دجنبر)، والتي خسر لقبها أمام منتخب الغابون 1-2. وجاء تأهل المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم إلى دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012، عقب فوزه على نظيره المصري 3-2 في مباراة نصف النهاية الثانية لبطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة في كرة القدم، التي جمعت بينهما بملعب مراكش الجديد. وهذه سابع مرة يشارك فيها المنتخب المغربي في الألعاب الأولمبية بعد دورات طوكيو 1964 وميونيخ 1972 ولوس أنجلس 1984 وبرشلونة 1992 وسيدني 2000 وأثينا 2004، علما بأنه تأهل لدورة مكسيكو 1968 لكنه قاطعها بعدما أوقعته القرعة مع منتخب إسرائيل في مجموعة واحدة. (يتبع) وكما في السنة الماضية، كانت كرة القدم المغربية على مستوى الأندية على موعد مع منصة التتويج من خلال الإنجاز التاريخي الذي حققه المغرب الفاسي في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية، والذي نسج على منوال الفتح الرباطي، وظفر هو الآخر بالكأس على حساب فريق النادي الإفريقي أحد أقطاب الكرة التونسية ، فيما كان الفتح أحرز اللقب على حساب النادي الصفاقسي . كما توج فريق الوداد البيضاوي وصيفا لكأس عصبة أبطال إفريقيا بعد خسارته مباراة النهاية إياب بملعب رادس 1-0 أمام الترجي التونسي ،عميد الأندية التونسية وواحد من أعتى الأندية على الصعيد القاري (0-0 ذهابا بالدار البيضاء). وإذا كان المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة بقيادة الدولي السابق حسن بنعبيشة قد أحرز لقب البطولة العربية بالرباط على حساب المنتخب السعودي (3-1) فإن المنتخب النسوي قد تعثر في الجولة الأولى من التصفيات الإفريقية لأولمبياد لندن أمام نظيره التونسي بعدما خسر ذهابا في الجديدة 3-0 وفاز إيابا في العاصمة التونسية 1-0. بيد أن منتخب الفتيان ( أقل من 17 سنة) استعاد نغمة الفوز وظفر الجمعة الماضي بالرباط بكأس اتحاد شمال إفريقيا لهذه الفئة بعدما تفوق على نظيره الجزائري 2-0. وعلى المستوى التنظيمي حظي المغرب بالفوز بشرف احتضان تظاهرات كبرى قارية وعالمية . وفي هذا السياق أسندت اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية تنظيم نهائيات كأسي إفريقيا للأمم 2015 للكبار و2013 للفتيان (أقل من 17 سنة) للمغرب، واستضافته للنسخة الأولى لبطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة والمؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية (26 نونبر- 10 دجنبر 2011) ومنح "الفيفا" المغرب شرف تنظيم كأس العالم للأندية عامي 2013 و2014 ، مما يعد دليلا آخر على الثقة الكبيرة التي تحظى بها المملكة داخل الهيئات الرياضية القارية والدولية وقدراتها التنظيمية لكبريات التظاهرات الرياضية. ومن المحطات البارزة التي طبعت سنة 2011 ولوج كرة القدم المغربية عالم الاحتراف بداية من الموسم الكروي الحالي (2011-2012). فقد حصلت الأندية الستة عشر، التي تؤتث فضاء البطولة الوطنية للقسم الأول، التي باتت تحمل إسم البطولة الاحترافية للنخبة، على رخصها لخوض تجربة الاحتراف، بما فيها الوافدان الجديدان، اتحاد الخميسات والنادي المكناسي، بعد استجابتهما للمعايير المحددة في دفتر تحملات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. وبموجب هذا النظام الجديد، أصبحت الأندية المعنية مطالبة بضمان استقلالها المالي من خلال تحويلها إلى شركات مساهمة، بغية تنظيم العلاقة بصفة قانونية بين الأجير ومشغله (بين النادي واللاعبين والمدربين).