سوء تدبير المراحل الصعبة وتحجيم دور البطولة وغاياتها لم يكن سهلا حصر الأسماء والأطر الوطنية المستقى رأيها في 9 بإختلاف أجيالها، فلسفتهم في العمل ومناهجهم في التدريب·· إلا أن إكراهات حكمت بهذا وفرضت استطلاعا لرأي هؤلاء وقراءة أفكارهم من وحي أزمة أعدمت آمال الأسود في اللحاق بركب الموندياليين، ومعها إعدام حلم شعب يئس من مشاهدة منتخب بلاده يستيقظ مجددا ويستنهض همة لاعبيه·· ولو باختلاف تكوينهم إلا أن الأزمة وحدتهم هذه المرة وقادت معظمهم ولو مع إستثناءات قليلة لتشخيص النكبة من زاوية متقاربة ومن مقاربة متشابهة، واجتمعوا هذه المرة على ضلالة، وأكدوا أن تحجيم دور البطولة الوطنية، وجعلها بلا مقاصد ولا غايات محددة، مادام باب المنتخب الوطني موصدا في وجه منتوجها، جعلها تفقد غاياتها ولينعكس ذلك سلبا على واقع منتخب مريض، متهالك ويعيش على المستورد الجاهز، ولأن الجاهز غالبا ما لا يكون عمليا، فإن ذلك تسبب طبعا في عجز مريب عن مجاراة إيقاع البقية منهم لفيف منافسينا يتحركون بسرعة بالغة· ما هي برأيك أسباب التراجع الخطير الحاصل في أداء ونتائج المنتخب الوطني؟ هل الإصلاح ينطلق أساسا من تغيير جذري يهم الإطار التقني واللاعبين ككل؟ هل الإتجاه رأسا صوب لاعبي البطولة يشكل حلا إستراتيجيا من أجل بناء منتخب قوي؟ وأخيرا كيف يمكننا النهوض مجددا من أزمتنا الحالية والوقوف على قدمينا من جديد لإستعادة الريادة قاريا؟ كانت هذه الأسئلة الجوهرية رغم أن أسئلة أخرى كثيرة يلوكها النقاد والجمهور وعموم الشعب والتي تم توجيهها للأطر الوطنية، فجاءت إجابتهم مباشرة وصريحة وهذه المرة بلا طول تفكير على إعتبار أن الإدلاء بدلو هم كأضعف الإيمان هو خطوة على درب المساهمة الفعلية في تجاوز المحنة الحالية، وليكون إجماهم بضرورة إعادة الإعتبار للاعبي البطولة والإلتفات إليهم بما يصلح حالهم مع إستثناءات قليلة همت أفكار الزاكي الذي إعتبر المحيط والإطار العام غير محفز على الإبداع والعطاء ومعه سار رشيد الطوسي وعزيز الخياطي ومحمد فاخر بالقول أنه من الحيف إعدام الجيل الحالي من المحترفين وتحميله فوق طاقته بإعتباره كان شريكا يوما ما في صناعة الفرح لجمهور الأسود· اللوزاني تحدى الجميع بصناعة منتخب قوي لا يضاهى في 6 أشهر فقط إن هو تمتع بظروف إشتغال مريحة وحرة والخيدر، العامري وحميدوش إعتبروا المحترفين الحاليين من العيار المتوسط ويوجد في نهر البطولة الوطنية ماهو أفضل من بحار أوروبا· في حين عبد القادر يومير أطلق النار على من لهم شأن الإشراف الفعلي على المنتخب الوطني بمنطق إنتفاعي خطير مجاملاتي وسماه منطق >الكاميلة< على حد قوله· في الورقة التالية متابعة وقراءة لأفكار أطر وطنية لا يروقها وضع المنتخب الحالي وتتطلع لخروجه من عنق الزجاجة، ولا تتحكم في أفكارها أي خلفيات غير مصلحة الأسود من الزاوية التي تراها سبب الأوجاع الراهنة· وداخل إطار هذا الإستطلاع برز حجم وغزارة الأفكار المطروحة ما يدعو إلى عميق الأسف لعدم إستثمارها بتلقيح جماعي يدعو الكوادر الوطنية داخل مأدبة اللواء الذي يجمعهم >الودادية< أو غيرها إلى المساهمة الذاتية والتلقائية كل مرة تسوء النتائج وتدعو الضرورة ودون أن يتم ذلك ضمن ما بات يعرف بحالات الإستثناء أو الطوارئ· بادو الزاكي: لدينا جيل موهوب فقد حافز العطاء >شخصيا أجد في الأزمة الحالية كثيرا من التقاطعات التي تدفعني إلى التحفظ المطلق في إبداء أي وجهة نظرا لتشريح الواقع كيفما كانت، حتى لا تعطاها تأويلات خاطئة وتقرأ قراءات مغلوطة، ومع ذلك وإسهاما مني ومعكم على وجه الخصوص في إماطة اللثام عما يجري، فإني أقول أنه بقدر ما نعيش أزمة نتائج، فإننا نعيش أزمة ثقة وأزمة محيط عام عاجز عن وضع الأصبع على مكمن الداء والعلة الحقيقيين· فأنا كما قلت لك ومن منطلق خاص قد لا يشاطره الكثيرون وبحكم معايشتي للاعبي المنتخب واحتكاكي الذي شارف لأربع سنوات معهم، لا يمكن أن أصدر حكما بالإعدام في حقهم لأنه فعلا لدينا جيل موهوب فقد حافز العطاء وأصبح ما يحبطه أكثر مما يغريه، والمناخ بشكل عام لم يعد ربما مساعدا على إخراج كل الملكات التي يحتكم عليها· لا أجد تفسيرا واحدا يبرر سر التراجع الخطير في الأداء والنتائج لمجموعة أسماء حين انتدبتها كانت غالبيتها بالكاد تشق طريقها في عالم الإحتراف، واليوم حين نضجت وكان مؤملا منها أن ترتقي بأداء المجموعة العكس هو الذي حصل، إلا إذا كانت هناك مؤثرات جانبية ودخيلة هي التي عكرت صفو الإطار العام للفريق الوطني· ليس مقبولا ولا هو منطقيا في رأيي المتواضع أن نكتفي بدعوة لاعب محترف، كلما اقترب موعد من مواعيد مباريات الفريق الوطني دون أن نواكب جديده ونتتبع مساره ونشعره بأهميته وقيمته بالبقاء دائما بالقرب منه، ولأي "كونسيبت" يصلح في المرحلة المقبلة، وهنا أتأسف لعدم الحفاظ على إطار كنت قد مهدت له بالتواصل مع أسماء عبرت لي شخصيا عن رغبتها في اللعب للمنتخب (كقابول وأفلاي)، هذا الأخير أنا من أخبرته بأنه سيأتي دوره وطالبته بالتريث لأنه كان لا يزال شابا حينها· لن أدخل إذن في نقاش لا أجده مفيدا بخصوص المقارنات الموضوعة بين لاعبي البطولة ومدى استجابتهم للمرحلة المقبلة مع المحترفين بأوروبا، لأن الخلل لا يوجد في العناصر أيا كان انتماؤها، ولو أني أكاد أجزم بأن هناك فعلا لاعبين من البطولة لهم مكانتهم المستحقة داخل تشكيلة الفريق الوطني، المهم هو أن يتم خلق جوا احترافي بكل ما تحمله الكلمة من معنى لأن اللاعب سواء القادم من أوروبا أو الممارس المحلي بحاجة لمن يقدم له الإضافة التي تفوق ما يتلقاها بناديه وليس العكس· سأعطي نموذجا للمنتخب الكاميروني لأنه تقاسم معنا الأزمة بنفس فصولها هم أصلحوا وضعهم بصيغة استعجالية بجلب إسم كبير هو بول لوغوين أحدث ثورة كبيرة داخل الأجواء قبل التكتيك، واليوم قفزوا قفزة عملاقة وأصبحوا في الصدارة، وهو ما يجعلني حقا متأسفا لواقعنا لأنه حتى مبارتي الطوغو ذهابا وإيابا كان بإمكاننا الفوز واحتلال الصدارة والتأهل بارتياح للمونديال، لكن ما حدث كان تدبير نتائجه نعيشها اليوم ولا تعكس قيمة الجواهر التي لدينا<· محمد فاخر: خليط من المحترفين والمحليين هو الحل >شخصيا ولو أن الأزمة في واقع الأمر عميقة وجرحت شعبا بأكمله، إلا أني أرى أن ما نعيشه هو أزمة ثقة لا غير، نتوفر على موارد وإمكانات هامة مادية، وبشرية، ونتوفر أيضا على المادة الخام بالبطولة وعلى جمهور ذواق، ماذا ينقص إذن؟ الأكيد ولو أني أفضل أن أنأى جانبا بأفكاري وأقوالي واقتراحاتي، أن ما نعيشه له إرتباط بفقدان الثقة بالنفس وفي لغة التدريب، نقول >الفوز كيجيب الفوز<، والعكس هو الذي يحصل·· حين باشرت الأمور التقنية للفريق الوطني فتحت المجال وبالتدريج أمام بعض لاعبي البطولة ولو ما رافق ذلك من انتقادات، لكن هم من أثبثوا كفاءتهم بعد ذلك (علودي، مهدوفي، مراد فلاح، وادوش، أبوشروان حينها كان مع الرجاء والجرموني وحراس المرمى)، ولعبوا دون مركب نقص ولا توجد فوارق كبيرة بينهم وبين المحترفين، فقط هناك من يؤسس لتعميق الفارق بين الجانبين· أعود للقول بأن منتخب هجين عبارة عن إئتلافي بين لاعبي أوروبا والمحليين هو الحل، وأن يتم تجميع دوري مرتين بالشهر للاعبي البطولة وبمباريات إعدادية بالداخل والخارج، أن لا نبقى تحت رحمة الصدمة الحاصلة، أن نطور مستوى البطولة وأن نوجه الدعوة للمحترفين المستحقين لذلك، هناك إعادة الهيكلة التي باتت ضرورية ومعها الإعتناء بالفئات القاعدية التي تشكل نواة المستقبل، وأن نطوي الصفحة الحالية بكل سلبياتها ونلتفت للمرحلة المقبلة<· رشيد الطوسي: لن نحكم بالإعدام على محترفينا >من طبعي وكما يعرفني الكل بحكم التكوين الذي أخذته أني أرفض بالأخذ بالمسببات الذاتية الضيقة ودائما ما أبحث عن المقاربات العلمية الدقيقة لتشريح الأزمة والواقع، لذلك أقول أنه حاليا وإن كان ينطبق علينا حقا منحنى التراجع بالشكل الذي لا يرضي أحدا، إلا أني أقول وهذا رأيي الخاص لا يمكن أن نعدم جيل المحترفين ونصفهم باللاجدوى وضعف المردودية، لأنهم أولا بحملهم قميص الأسود فإنهم أظهروا حسا وطنيا يشكرون عليه· للأسف وهذا لا يثيره أحد هو أن قوانين اللعبة، الكوتشينغ التكوين، الماركوتينغ وكل شيء بكرة القدم·· تطور ولربما نحن لا نساير الركب بما يوازي هذه الطفرة لذلك تأخرنا، الفيفا أصبحت لها تواريخها المحددة والمضبوطة وهذا لا يتيح تواصلا دائما مع لاعبينا إن لم نبادر بتعويض ذلك بحلقات دورية بما يجعلنا نتجاوز هذا النقص·· البطولة الوطنية بدورها وهذه مفارقة في الوقت الذي أصبح لها موارد محترمة وتسوق بشكل جيد للغاية ما عادت تأخذ نصيب الإهتمام ضمن فكر المدراء التقنيين المتعاقبين، من منطلق الغيرة على وطني أقول بأني أضع خبرتي كاملة رهن إشارة بلدي وحينها سأدلي بأراء أخرى أحتفظ بها لحينها<· محيي الدين خالف: ما يجري داخل المنتخب المغربي محير أعرب المدرب الجزائري الكبير والمحلل التلفزيوني حاليا ب "أرتي"< محيي الدين خالف عن حيرته الكبيرة إزاء التراجع الكبير الحاصل في أداء ونتائج المنتخب الوطني المغربي، والذي قال عنه أنه ليس ما يبرره على الإطلاق·· خالف قال: >بحكم معرفته الدقيقة بكرة القدم المغربية أن أسود الأطلس كفرديات يتوفرون على أفضل تركيبة ومجموعة ضمن باقي المنتخبات العربية، والكل يحسده على الأسماء التي يضمها، بدليل أن الشماخ الذي يساوي حاليا أكثر من 12 مليون يورو لا يوجد من يضاهيه في هذه القيمة لا بتونس ولا الجزائر ولا حتى مصر، إضافة إلى لاعبين آخرين موهوبين، ربما دخلوا مرحلة الشك بالقدرات والنفس وهذا ما أثر عليهم ككل<· نفس الرأي شاطره القدير رابح سعدان والذي قارن ما يجري حاليا بالمنتخب المغربي وما عاشه المنتخب الجزائري خلال فترة سابقة، واعتبر أن مرحلة الفراغ هاته تأتي مرات من الزمن قد تطول كما قد تتلاشى بسرعة·