سعدنا بتأهل المنتخب المغربي لنهائيات كأس أمم إفريقيا في نسختها 28 رفقة المدرب البلجيكي إريك غيرتس، وتناسينا أننا نمثل بلدا إعتاد على الحضور في «الكان» حتى وهو يمر من أزمات خانقة، هللنا للمنافسة على اللقب القاري، لكن للأسف خرجنا مرة أخرى صاغرين ولدغنا من ذات الجحر الذي سبق وأن إكتوينا منه في مرات سابقة. خسارة أمام نسور قرطاج بهدفين لواحد تلتها هزيمة نكراء أمام البلد المنظم بثلاثة أهداف لإثنين بأداء أقل ما يقال عنه أنه كارثي، الفريق الوطني مرغ من جديد كرامتنا على المستوى القاري والخزي ظل الصفة الملتصقة بلاعبين لا يمثون بصلة للأسود الحقيقية. كل المغاربة علقوا عليك آمالا كبيرة يا غيرتس، لم تقرأ نسور قرطاج وبدت منظمتك التدريبية عاجزة عن فك شفرة فهود غابونية سكنت أمام مرمى الحارس لمياغري الذي قطع فترة النقاهة وأبدى جاهزيته ليظهر بوجه قبيح في الكان قاطعا الطريق على أمسيف القادم من البوندسليغا والذي كان في قمة جاهزيته. غيرتس نجحت في بيعنا الوهم والكلمات التي إنتقيتها في خرجاتك الإعلامية نفخت في أشباه لاعبين لم يستوعبوا كثيرا الدروس التي حفظها الجمهور المغربي في كل منافسة قارية يخوضها المنتخب المغربي، الذي عول الكل على حضور قوي له في النهائيات لكنه فشل في إثبات الذات في الدور الأول وحطم أحلام وقلوب كل من يهيم عشقا بالفريق الوطني. صدقا غيرتس لم يسبق له التمرس بتدريب أي منتخب وهو ربان أندية فقط، لكنه كان مطالبا بالتحري عن واقع الكرة الإفريقية التي تغيرت تضاريسها ونظمها التكيكية تطورت بشكل كبير، أسد الريكيم كما يحلو للبلجيكيين تلقيبه لم يشحن لاعبيه نفسيا بعد الخسارة الأولى، والجاهزية كانت السبب الرئيسي في خروجنا من الباب الضيق، العقل يحتار والعاطفة أعمتنا في الإعتماد على لاعبين عائدين لتوهم من الإصابة، إنها قمة الجنون الذي يجعلنا نندب حظنا العاثر في كل خرجة إفريقية. غيرتس في أول مغامرة يخوضها رفقة منتخب تعلم «لحسانة في ريوس اليتامة»، لذا من المفترض أن يغادر ويطوي صفحة إخفاق سيسجل له في سيرته الذاتية، أما للجمهور المغربي فمزيدا من الصبر وأملنا في جيل جديد لا يجب النفخ فيه وكفى من المهازل الكروية لأننا متنا مع أشباه لاعبين عرقا عرقا. أمين ال