لهْلا يخَطّي عْلينا فاسْ إنتظر المغاربة بشوق وتوتر هذه اللحظة التاريخية التي جعلت الفريق الفاسي صانعا للحدث بامتياز، وصانعا للفرح الجماعي في هذه البلاد.. فقد كان طبيعيا بعدما إنتزع التونسيون منا كأس العصبة الإفريقية ألا نسمح لهم مجددا بانتزاع كأس إفريقية ثانية منا، يجب من باب النخوة ألا نسمح، وكذلك كان، حيث تحقق الرجاء بعدما إلتف المغاربة من طنجة إلى الكويرة حول نمور فاس، فتحولت مدينة فاس كما كانت منذ عصرها الأول إلى أرض ينبت فيها الأحرار، وتشرق فيها الأنوار، ويردد معها القلب: «في فمي وفي دمي هواك ثار، نور ونار». وكان منطقيا أيضا أن يلتف الجميع خلف الفاسيين بعدما خرج كبيرا الكرة الوطنية حزينين من السباق نحو المجد القاري، أحدهما صاحب التاريخ العتيد انسحب قبل الجميع من المنافسة، ولم يراهن المغاربة كثيرا على فوزه، لأن كباره أدخلوه في مشاكل تافهة جرت عليهم غضب القواعد، وكان باين عليه من الأول ما غادي يدير والو، أما الفريق الثاني فكانت صدمة استسلامه كبيرة جدا، إذ كان يمثل النموذج الذي نريده لفرقنا الوطنية، أي ذاك الفريق القوي القادر على تغيير وجه الكرة المغربية، وانتشالها من الهواية، لكنه خيب الظن بأخطاء قاتلة من لاعبيه، وبقرارات بليدة من مسؤوليه جعلته في آخر اللحظات يقدم تنازله عن اللقب، ويستسلم. إيوا، لهلا يخطّي علينا فاس، دارت لينا الشان للمغرب كامل. علاه ما في خباركش أن المغرب على مر العصور كان هو فاس، يعني المغرب كانوا المؤرخين كيسمّيوْه «فاس»؟ أواااه؟ ولكن راه كاينين شي مؤرخين عاودتاني كانوا كيسمّيوْ المغرب «مراكش». إيوا، كل مؤرخ وعلى حساب نيتو.. كاين دابا كاع اللي كيسمّي المغرب غير «كْتامة». شكرا لمدينة فاس التي وزعت الفرحة على المغاربة دون تمييز.. لقد أسعد هذا الإنتصار الكبير كبار المسؤولين وصغار المواطنين محليا ووطنيا، ففي فاس، خرج المواطنون يحتفلون، وقد أنساهم هذا الإنجاز آخر الهزائم الصغيرة التي تكبدّها الفريق الفاسي على المستوى المحلي، حتى أن بعض الوجوه التي اختفت قبل أيام مهمومة حزينة عقب فرز نتائج الدورات الأخيرة من البطولة المحلية، والتي كشفت تراجع فريقها إلى الأسفل، عادت مجددا إلى الظهور ضاحكة مستبشرة سعيدة في المدرجات غير مصدّقة ما جرى، فلا أحد كانت له الثقة الكبيرة في أن يتربع الفريق الفاسي على الزعامة مجددا، وهو الذي أفقدنا الثقة فيه مؤخرا. أما على طول البلاد، فقد كان الإلتفاف وراء المغرب الفاسي مثيرا من كل الجماهير المغربية، حتى الذين لا يفهمون في الكرة شجعوا الفريق، وأحاطوه بحب عفوي ذابت فيه الألوان، واختفت فيه التمايزات، ولعل إسم الفريق أيضا يساهم في تحقيق الإجماع حوله، فإسم الفريق الأول «المغرب» هو ذاته إسم هذا الوطن العظيم الذي يجمع أبناءه في حضنه، فلو نادينا فريق المغرب الفاسي بإسمه الأول فقط كما نفعل مع «الحسنية»، «الوداد»، «الرجاء»، الدفاع»، «الفتح»، «الجيش»، سننادي جميعا فريق فاس باسم «المغرب»، فعلا الماص عندها سمية واعرة! واش إسم «المغرب» بحال إسم «الأولمبيك»؟ حنا في المغرب كنسمّيو الفراقي بالأسماء الأولى ديالها، ولكن في مصر كيسمّيوها بالإسم الثاني. هي كون كنّا في مصر كون راه «الماص» سمّاوها غير «الفاسي»؟ إيه، وكنتي غادي تبدا تقرا مثلا في الجورنال: «الفاسي» يرحل إلى كازا لملاقاة «البيضاوي». وهاديك الساعة ما نعرفوش: واش غادين يلعبوا شي ماتش، أو لا غير غادي عندو يعطيه العربون. نافذة «الفاسي» يرحل إلى كازا لملاقاة «البيضاوي».