نحن ضحية التحكيم وسوء البرمجة كل الفرق تسعى لهزم وصيف بطل إفريقيا قادرون على تدارك الموقف وإعادة البسمة للجماهير الودادية
بعد التعزيزات الهامة التي عرفتها القلعة الحمراء قبل انطلاق منافسات البطولة الإحترافية الوطنية في نسختها الأولى، ثم البداية الموفقة للفرسان الحمر الذين راهنوا بمعية كل مكونات الفريق على اللعب على ثلاث واجهات في ظل الترسانة القوية والأسماء البارزة التي باتت تؤثث الفريق، البطولة الوطنية وكأس العرش وبطولة إفريقيا، لم يكن أكثر المتشائمين يتصور أو يتخيل بأن وداد الأمة ستقصى من منافسات كأس العرش وإن كان الخصم عنيدا ولا أن تكتفي برتبة الوصافة في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، والتي ربما أرخت بظلالها على مباراته الأخيرة ضد فريق الدفاع الحسني الجديدي بعقر الدار بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، حيث كانت الهزيمة بهدف يتيم نزلت على كل فعاليات الفريق كقطعة ثلج في يوم مطير، لكن الإطار السويسري ميشيل دوكاسطيل كان له رأي آخر بخصوص توالي الكبوات، إذ يرى بأنها تكاد تكون بفعل فاعل، فلنستمع إليه من خلال هذا الحوار المقتضب الذي أجريناه معه عقب نهاية مباراته أمام الفريق الدكالي.. - المنتخب: ما تعليقكم على هزيمتكم الأولى على مستوى البطولة أمام فريق الدفاع الحسني الجديدي داخل ميدانكم ؟ دوكاسطيل: الواقع أننا لعبنا اليوم أمام خصمين، فريق الدفاع الحسني الجديدي الذي أحترمه كغيره من الفرق ثم الحكم الذي وقف أمامنا كسد منيع يكسر كل محاولاتنا الهجومية في مهدها، وبالموازاة مع ذلك فعل كل شيء من أجل نرفزة لاعبينا بقراراته التي غالبا ما جانبت الصواب، وأنا هنا لا أتحامل على الحكم، على اعتبار أنه لم يسبق لي أن ناقشت أو انتقدت قرارات الحكام، إلا أن المتتبع لمسيرة الوداد سيلاحظ بأن فريقنا خلال المباريات الأخيرة كان ضحية مجموعة من القرارات الجائرة التي لعبت لصالح خصومنا، ودليلي على ذلك ما عرفته هذه المباراة من «سكاندال» حقيقي داخل رقعة الميدان بطله السيد الحكم، ولا أرى تقدما لكرة القدم في ظل تحكيم لا يساير طموحات المسؤولين على اللعبة، خصوصا وأننا ندخل هذه السنة أول بطولة إحترافية، ونتطلع لتحسين المنتوج الكروي الذي تُصرف عليه ميزانيات ضخمة. - المنتخب: وهل كان التحكيم أيضا وراء هزيمتكم و إقصائكم من منافسات كأس العرش التي بلغتم نصف نهايتها؟ دوكاسطيل: نعم، لقد ساهم حكم هذه المباراة التي جمعتنا بالمغرب الفاسي في إفساد أجوائها الرياضية، وذلك من خلال حرماننا من ضربة جزاء واضحة ومن هدف كان سينهي المباراة قبل بلوغ ضرباتها الترجيحية.. الواقع أنه تم إقصاؤنا بطريقة لا رياضية، ومن الطبيعي جدا أن يتأثر اللاعبون بهذه الهزيمة وبهذا الإقصاء غير المستحق، وبالتالي تتأثر معنوياتهم عندما يلمسون أن مجهودات جبارة ذهبت أدراج الرياح بسبب سوء تحكيم وقرارات غير عادلة. - المنتخب: إذا سايرناكم في طرحكم هذا بتحميل كامل المسؤولية للتحكيم، فما مبرراتكم للهزيمة أمام الترجي التونسي بعدما عجزتم عن تحقيق الفوز في مباراة الذهاب أمام جماهيركم بعقر الدار؟ دوكاسطيل: في مباراة الذهاب، فرضت علينا مجموعة من الغيابات الوازنة ألا نغامر بأكثر من مهاجم واحد، ومع ذلك قمنا بمباراة جيدة خلقنا فيها مجموعة من محاولات التسجيل أمام فريق يقام له ويقعد، سافرنا بعد ذلك إلى تونس من أجل العودة باللقب الإفريقي الذي حرمنا منه مرة أخرى خصمان عنيدان، الأول عرفتموه وهو التحكيم المتحيز، أما الخصم الثاني فهو سوء البرمجة التي لم تراعِ لا مصلحة الوداد البيضاوي و لا مصلحة المغرب الفاسي ممثلي الكرة الوطنية على الصعيد الإفريقي، من خلال عدم تأجيل بعض مبارياتهما، إذ من الصعوبة بمكان أن يخوض الفريق مباريات حارقة على صعيد البطولة، ليخوض أخرى قارية ومن الأهمية بمكان أن يستفيد اللاعبون من قسط من الراحة لاسترجاع أنفاسهم. ومع ذلك، فقد حاولت أن أرفع من المعنويات المهزوزة للاعبين بعد الإقصاء من نهاية عصبة الأبطال، والتي كان الجميع يراهن عليها من أجل بلوغ بطولة العالم للأندية، لكن للأسف، كان لحكم مباراتنا اليوم أمام الدفاع الحسني الجديدي رأي آخر وهو يعمق الجراح ويكرس القرارات الجائرة في حق فريقنا الأحمر. - المنتخب: بعيدا عن التحكيم و سوء البرمجة، ألا ترون بأنكم تستهينون بالفرق المنافسة؟ أليس من حق هذه الفرق أن تشارككم نفس الطموحات؟ دوكاسطيل: أبدا، فأنا لا أبحث عن المبررات ولا أنقص من قيمة أي فريق، وأظن بأن أي متتبع محايد سيقف على هذا الإستنتاج، أما خصوم الوداد البيضاوي وكل الفرق الكبيرة، فهي تستعد بما فيه الكفاية وتجند كل طاقاتها من أجل لعب مباراة كبيرة أمام فريق كبير، ولمَ لا هزمه، فهذا حق مشروع وإلا لا داعي لكل هذا التنافس في ظل تعيين الفريق البطل قبل إسدال الستار على البطولة الوطنية. - المنتخب: وهل سيستمر هذا الإستعصاء في ظل المعنويات المهزوزة للاعبي الوداد؟ دوكاسطيل: أبدا، لماذا يريد البعض أن يحكم علينا بالإستسلام ونحن ما نزال في الثلث الأول من البطولة الوطنية، صحيح أننا ضيعنا كأسين غاليتين للأسباب الآنفة الذكر و ليس لتهاوننا أو تقصيرنا في أداء الواجب، لكن إهتمامنا سينصب الآن على البطولة لتدارك الموقف، وبالتالي ضمان تأهل آخر لنفس المسابقة، سنكون فيها أكثر حنكة وتجربة وإصرارا كذلك على تعويض هذا الإقصاء المؤلم.. وأملي كبير في هذه الترسانة من اللاعبين لإعادة البسمة للجماهير الودادية التي لا تبخل على فريقها بالتشجيع والمساندة. حاوره: حميد جلايدي