يخوض المغرب الفاسي لقاء العمر اليوم الأحد عندما يواجه انتر كلوب الأنغولي بغاية تعويض الهزيمة الصغيرة التي تلقاها ذهابا بهدفين مقابل هدف واحد. هزيمة وإن كانت صغيرة إلا أن تعويضها يحتاج إلى جهد كبير أمام فريق ليس بالسهل وأثبت أنه من أفضل فرق هذه المسابقة هذا الموسم. إذا سيرفع النمور الصفر راية التحدي مجددا أمام جماهيرهم المطالبة بدعم الفريق طيلة دقائق المقابلة من أجل أن تكون النهاية سعيدة وخطف تأشيرة المرور نحو المقابلة النهائية. المغرب الفاسي الذي يخوض لقائه الثامن في مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي داخل المركب الرياضي بفاس يأمل أن يستمر في تحقيق النتائج الإيجابية داخل الميدان، حيث انتصر في 7 مقابلات وتعادل في لقاء وحيد. وإذا ما تأهل المغرب الفاسي إلى المقابلة النهائية فإنها ستكون أجمل هدية يقدمها النمور الصفر لجماهير الكرة المغربية مع حلول أجواء العيد. ماذا حدث للنمور هل هي فترة فراغ تلك التي يعرفها فريق المغرب الفاسي، أم أن ما حدث يدخل ضمن السياق الطبيعي؟ ربما ما يمر به فريق المغرب الفاسي هو نتيجة طبيعة لتراكم اللقاءات وعياء اللاعبين وهي حالة تحدث للعديد من الفرق الكبيرة لكن الأمر الذي جعل النتائج الأخيرة تبدو غير مقبولة هو النجاح الكبير للماص طوال 14 لقاءا متتاليا لم يتلق خلالها الفريق هزيمة واحدة. وإن كان عجز المغرب الفاسي عن الإنتصار في ثلاث لقاءات متتالية يعتبر نتيجة سلبية كونها لم تحدث منذ الموسم ما قبل الماضي فإن الإنتصار في لقاء الإياب أمام أنتر كلوب الأنغولي جدير بإعادة الثقة للاعبين والجهاز التدريبي والجمهور. حذاري من استقبال الهدف هو السيناريو الذي لا نتمناه بأن يغيب التركيز عن دفاع الماص في غمرة السعي نحو تسجيل الهدف، لذلك يجب على الحموني وحجي الحذر كثيرا من سرعة موكوكا وباروس. الفريق الأنغولي سيسعى إلى تحقيق هذا السيناريو وقتل طموحات المغرب الفاسي مما سيفرض على جميع اللاعبين العودة إلى الخلف لأداء الواجب الدفاعي في حالة الهجوم المرتد. ويتحتم على دفاع المغرب الفاسي الحذر كثيرا أثناء تطبيق خطة التسلل التي هي سلاح ذو حدين، فالهدف الثاني لأنتر كلوب في لقاء الذهاب جاء نتيجة التطبيق الخاطئ لمصيدة التسلل وغياب التغطية الدفاعية. مباراة العمر رغم أن الإنتصار في هذا اللقاء لن يمنح المغرب الفاسي لقب المسابقة إلا أن التأهل إلى المقابلة النهائية هو اقل ما يستحقه فريق المغرب الفاسي بعد هذا المشوار الطويل على مدار 11 شهرا. المدرب رشيد الطوسي كان واضحا عندما اعتبر أن لقاء الأحد هو مفترق طرق للمغرب الفاسي فالإنتصار والتأهل يعني بداية كتابة تاريخ جديد للنمور الصفر، بينما أي نتيجة سلبية لا قدر الله قد تأخذ النمور نحو المجهول. ماذا حضر الطوسي للمواجهة هي مقابلة تعني الكثير للجهاز التدريبي للمغرب الفاسي وتحديدا للمدرب رشيد الطوسي الذي تعرض لبعض الانتقادات أخيرا إثر عجز الفريق عن الإنتصار في ثلاث مواجهات متتالية. الطوسي كان قد صرح بعد نهاية لقاء الديربي أنه يتمنى أن ينجح الفريق في تجاوز عقبة أنتر كلوب لأن أي نتيجة غير ذلك سيكون لها تأثير تسونامي على الفريق. ومن خلال اللائحة المستدعاة لمقابلة أنتر كلوب نرى أن الثوابت المعروفة ستكون حاضرة في الدفاع بقيادة الخبير مصطفى لمراني الذي يقوم بدور كبير في التغطية الدفاعية ومساعدة الحموني وحجي أحيانا . وقد يجري المدرب رشيد الطوسي تغيرا في خط الوسط بإقحام البصري وبامعمر إلى جانب الشطيبي وإبقاء الدحماني على دكة الإحتياط بينما ثلاثي الهجوم المكون من العياطي وحلحول وبورزوق سيكون متواجدا منذ البداية. هذه التشكيلة هي التي يقع على كاهلها جلب الإنتصار وإشاعة أجواء الفرح في فضاء المركب الرياضي بفاس، فهل تكون عند حسن الظن؟ عودة الشطيبي وغياب مستمر للجوباري كالعادة ستشهد صفوف المغرب الفاسي بعض الغيابات عن هذا اللقاء، حيث سيستمر غياب الجوباري الذي أصبحت إصابته تثير الكثير من علامات التعجب. طبيب الفريق حميد فضول صرح أن الجوباري سيعود لممارسة التدريبات الخفيفة ابتداء من الأسبوع القادم، في المقابل ستشهد صفوف المغرب الفاسي عودة شمس الدين الشطيبي الذي قدم أداء متوازنا رفقة الماص منذ انضمامه لصفوف الفريق، بل استطاع تسجيل ثلاثة أهداف حاسمة ضمن دوري المجموعات، كما من المتوقع أن يعود المهدي الباسل إلى صفوف الفريق بعد أن عاد إلى المشاركة في التدريبات منذ يوم الإثنين إثر شفائه من الإصابة. هدف يساوي 350 مليون سيكون هو الهدف الأغلى في تاريخ المغرب الفاسي، حيث سيضمن الفريق على الأقل جائزة تقدر ب 450 ألف دولار في حالة الوصول إلى المقابلة النهائية، بينما سيكون أمام النمور الصفر فرصة الفوز ب 520 مليون سنتيم في حالة إحراز اللقب، فهل يستغل لاعبو الماص هذه الفرصة ونيل أكبر جائزة مالية في تاريخ المغرب الفاسي؟ الإجابة قد نجدها عند رأس بورزوق أو قدم الشطيبي. الكلمة للجمهور سيكون يوم الأحد هو الفيصل في تحديد مدى حب جماهير الماص لفريقها ليس بالحضور الكثيف فحسب، بل في التشجيع المثالي طوال 90 دقيقة وعدم استعجال تسجيل الهدف وتجنب الخروج عن النص مثلما كان الأمر في لقاء الديربي لما له من عواقب ستكون كارثية على الفريق في حال تأهل للمقابلة النهائية. ماذا يخبأ أنتر كلوب الأنغولي؟ يأتي فريق أنتر كلوب الأنغولي إلى فاس وهو يملك أفضلية التقدم بهدفين مقابل هدف هذا التقدم الذي حققه الفريق في الدقائق العشرة الأخيرة بفضل إصرار لاعبيه وحماسة جمهوره مستغلا غياب التركيز لدى دفاع المغرب الفاسي. الفريق الأنغولي الذي يمتاز بسرعة لاعبيه وقدرتهم على لعب الكرات الطويلة خلف المدافعين كذلك الإعتماد على سرعة كلا من موكوكو وباروس. وتبرز قوة هذا الفريق في خط وسطه كذلك قدرته على اللعب بنفس الحماس طوال 90 دقيقة بينما كان واضحا للعيان أن نقطة ضعفه هي حارسه الذي كان سوء تقديره لكرة الحلحول سببا في إحراز هدف التقدم للنمور الصفر. ويسعى فريق أنتر كلوب الأنغولي إلى إنقاذ موسمه بعد ضياع فرصة إحراز اللقب رغم الموارد الكبيرة التي يتمتع بها الفريق كذلك خروجه من كأس أنغولا وابتعاده بنقطتين عن المركز المؤدي للمشاركة في هذه المسابقة على بعد جولة من نهاية البطولة الأنغولية. وكان أنتر كلوب الأنغولي قد خاض لقاءين قبل القدوم إلى فاس ضمن البطولة الأنغولية تعادل في لقاء وانتصر في أخر ليرتقي إلى الرتبة الرابعة برصيد 48 نقطة وبفارق ثمان نقاط عن المتصدر قبل نهاية البطولة الأنغولية بجولة واحدة. ومن المتوقع أن يجري المدرب البرتغالي تعديلات على التشكيلة التي شاركت في لقاء الذهاب، حيث من المتوقع إقحام كلا من أليكس لاعب منتخب جزر الرأس الأخضر كذلك إشراك موكوكو مسجل الهدف الثاني بدلا من فيسي ودانيال، بينما ستكون باقي العناصر الأخرى حاضرة. وكان المدرب البرتغالي قد صرح للصحافة الأنغولية أنه ذاهب إلى فاس من أجل الإنتصار متعهدا باللعب بخطة هجومية واعدا جماهيره بالتخلص من عقدة فرق شمال إفريقيا، حيث إنهزم الفريق الأنغولي في جميع المقابلات التي خاضها سابقا ضد فرق هذه المنطقة.