القذافي مات عقد السيد وزير الشباب والرياضة لقاء صحفيا عرض فيه حصيلة عمله على رأس الوزارة في سابقة إستثنائية لوزير ينتمي إلى دولة من دول العالم الثالث.. والسيد منصف بلخياط بجميع المعايير هو وزير استثنائي، فالمغاربة الذين صدقوا ما جاء على لسانه في هذا اللقاء سيعتبرون أنفسهم محظوظين جدا بوجود وزير مثله في حكومتهم، وسيصدقون فعلا أن الوزير الذي أمامهم مختلف تماما عن كل سابقيه في القدرة على الإبتكار، وبالتالي فإن كل الإنجازات التي تحققت في فترة ولايته كانت نتيجة لعبقريته الفذة كما يؤكد معجبوه على الفيسبوك.. لقد صحح السيد الوزير كثيرا من المفاهيم الخاطئة التي نحملها عن الوزراء، حيث كنا نتصور مثلا أن الوزراء في كل بلدان الدنيا هم مجرد سلطة تنفيذية، إما ينفذون مطالب الشعب الذي حملهم إلى الحكومة من خلال البرلمان كما في الدول الديموقراطية، وإما ينفذون تعليمات جهات قوية رمتهم على عباد الله من السقف كما يحدث في بعض الدول المتخلفة، لكن منصف بلخياط لا يخضع لأية تعليمات، إنه يفكر ويخطط ويقرر ثم ينفذ، وإنجازاته شاهدة على ذلك. واش كتهضر بصح؟ آش من إنجازات؟ ومالك؟ ما شفتيش التيرانات والقوانين والكيران... هاديك الإنجازات راه بداوها اللي سبقوه، والسي الوزير مطبق غير سياسة «غرسوا فأكلنا، نأكل فيغرسون عاودتاني». لا يمكن للمتتبع العادي إلا أن يعترف بأن إنجازات ومشاريع تحققت على يد السيد الوزير، فقد أخرج فعلا إلى الوجود قوانين ظلت مجمدة، وافتتح ملاعب كبرى فقد المغاربة الأمل في افتتاحها ذات يوم، وجسد مبادرات كانت مجرد كلام في كلام عن التنظيم والتكريم.. طبعا لا يمكن الحديث عن طريقة توزيره بالمظلة لفهم سر قوته، لأن البطلة الأولمبية نوال المتوكل نفسها سقطت على الوزارة بنفس الطريقة، لكنها فشلت في تحقيق نصف ما حققه منصف بلخياط، حيث أنها لم تستطع نوال أن تتجاوز أبسط العراقيل كما فعل منصف، وهي التي ظلت تقفز الحواجز دون مشاكل، ولم تنجح في تدبير ملف مغربي واحد كما فعل منصف بملفات الترشح لتنظيم التظاهرات، وهي التي تعهد إليها اللجنة الأولمبية الدولية بدراسة ملفات الدول العظمى. معارضو الوزير يعتقدون أن الإنجازات التي يتبجح الوزير بأنه صاحبها هي إنجازات دولة، أي أنها ثمرة لمسلسل طويل من البناء والتخطيط، والصدفة وحدها التي جعلت هذه الإنجازات ترى النور في عهده، لكن السؤال هو: ألا تتضايق الدولة من هذا التبجح إن كان صحيحا؟ من أين امتلك هذه القوة التي تجعله الوزير الأكثر إثارة للإهتمام، والأكثر جرأة وشجاعة على إطلاق التصريحات والوعود والخطط والبرامج دون تردد؟ مهما يكن، فإن منصف بلخياط استطاع فعلا أن يكون الإستثناء، ويمكن لقصته أن تكون درسا بليغا في التحدي والنجاح.. قصة شاب مغربي لا يملك شهادات أعلى من الكثيرين في هذه البلاد، وليس «سياسيا» أكثر حكمة وخبرة من قياديي الأحزاب العريقة، وليس «وجها» أشهر من الكثيرين من النجوم والأبطال.. صار وزيرا للرياضة، وبدل أن يكون منفذا لسياسات الحكومة الحالية، صار هو نفسه في قضية تنظيم مونديال الأندية مخططا لسياسة الحكومة القادمة. أصاحبي، واش العالم مقلوب وأنت كتدوي على وزير الرياضة؟ وعلامن بغيتيني ندوي؟ دوي أصاحبي على القذافي، راه مات. ومالي انا دابا؟ علامن داوي؟ نافذة «غرسوا فأكلنا، نأكل فيغرسون عاودتاني»