مروان بناني·· بيريز البطولة هل أدلكم على فريق استجاب لنداء العهد الجديد وباشر الفعل دون القول، ورسم خارطة طريق مصممة بأساليب احترافية، واقعية ملموسة ومطبقة وليس ماكيطات ولغة الوهم الإعتيادية؟ وهل أدلكم على وجه سيصنع الحدث في موسم ما قبل الإحتراف وسيحرض البقية على أن تحذو حذوه أو أن تغادر كراسيها خجلا؟ وأخيرا هل أدلكم على رمز من رموز التغيير وشخص إمتثل لنداء القلب وعطل إدارته، مشاريعه وخططه ليضحي بكل شيء ويرهن كل شيء بما يخدم مصلحة فريق يعشقه حتى الثمالة التي تجعل من عروقه تنبض بالدم الأصفر وليس الأحمر؟ إن أردتم الحسم في السؤال الأول فهو فريق المغرب الفاسي، أما ما يجيب عن الثاني والثالث فهو شخص يدعى مروان بناني وينحدر من عائلة فاسية عريقة واستعاد ذاكرة العشق لفريق الماص بعد أن أتلفتها السنوات العجاف الصعبة عبر مسافة 20 سنة جعلت من الكأس الفضية التي حازها رفاق بونو حينها آخر عناق وواصل مع البوديومات·· أعترف بأني لم أكن متحاملا بل موضوعيا في التعاطي مع أسباب نزول مروان للواجهة، لأنه إختار لغة الظل وليس البهرجة والإستعراض، ولأنه أثار سياسة الفعل والتنفيذ حتى وإن وجهت له الغارات ولصدره السهام، ففضل أن يتحملها بدل الخروج للأضواء المزعجة والتي يعشقها مسيرون كلاسيكيون رمزوا للوعود المعسولة وللكلام الرنان بلا فعل أو تطبيق· وكم كان رائعا، بل مذهلا ومشرفا في أن أكون أول من يكشف النقاب ويخرج "المارد" المدعو مروان بناني من مصباحه السحري ويستفزه ليدعوه للواجهة لتقديم كشف بأفكاره ومقترحاته ومشروعه· وبمنتهى الأمانة وأنا أحمل نسخة تلخص أفكار مسير امتثل لتوصيات المناظرة الوطنية للرياضة ولمضامين الرسالة الملكية السامية بالحرف والتي على حد قوله حركت فيه شعورا ظل كامنا بين ضلوعه، ورغبة دفينة عايشها وعايشته، فقرر بلورتها واقعا وليس حلما، توصلت إلى أن كرة القدم الوطنية وهذا طرح أتبناه وقد أحاسب عليه، ربحت وستربح مسيرا من طينة العملات الناذرة، وستكسب إداريا محنكا يتقن لغة الحساب ولا يترك شيئا للفراغ أو الصدفة· حين ظهر للواجهة أبرون تطوان كنت أول من سماه >أبرونوفيش< لأن ثورته تمنت مع ثورة ثري تشيلسي المعروف >أبراموفيتش<، واليوم أشبه وأصف مروان بناني بفلورنتينو بيريز ريال مدريد لتكامل الصفات والمعطيات ولتوحدهما· إكتسح بيريز الرئاسة كمرشح وحيد بعد أن عجز كالديرون عن مجاراة إيقاع رهيب فرض عليه فرضا ولا أظن أن هناك من مستعد بأن يتقدم لمنازعة بناني أو منافسته على عرش تسيير نمور عاصمة العلم· جاء بيريز ولم ينتقذ سياسة كالديرون، وإنما وضع تصورا للمستقبل ومروان بناني في بلاغه الذي ننشره في الصفحة الخامسة يثمن تجربة بنوحود ويعتبرها جيدة واصطدمت بمعيقات عدة (محدودية الموارد، التطوع القاتل للإبداع وضعف البنية التحتية)، ووعد بتوفير سيولة مالية، وتسويق أفضل للفريق وإرساء هياكل إدارية تعتمد على الكفاءة، إعداد الخلف القادر على تحمل المشعل، صياغة فريق بثقافة الألقاب، تنقيح العقود المبرمة مع اللاعبين بشعار المردودية، توفير حافلة بجودة عالية وخلق دينامية تواصل احترافية مع المحيط والجميع· إنتدب بيريز الثلاثي الذهبي (كاكا، رونالدو وبنزيمة) فجلب بناني ثلاثي الرعب الزموري ، كما فعل بيريز في ظرف ساعتين مع جيل ورعاة مان يونايتد فأقنع الكرتيلي الذي لا يروض وجعل (الشيحاني، بلعمري وفهيم) يلبسون الأصفر تاركا الوداد، الرجاء، الجيش مذهولين لما حدث وفي صفقة غير مسبوقة بالمغرب (نصف مليار سنتيم) إلى غاية الحسم وتأكيدها· جلب بيريز بلغيريني فضم بناني لكتيبته محمد فاخر كأكبر مدرب متوج بالمغرب وبقية التعاقدات قطعت أشواطا عملاقة·· لذلك مروان بناني هو بيريز البطولة المرتقب لأن أفكاره ورؤاه وتصوراته تبشر بنموذج محمود يعيد للماص زمنه الذهبي الضائع، الرجل لا يرمي أمواله في الهواء لتتناثر وتضيع وإنما يعلم بلغة الإقتصادي المحنك أن ما يصرفه باليمين سيأخذه غذا بشماله لأنه الضامن الأول لنجاحه، سيكون لمركب فاس المتوقع أن يعود له الدفئ جمهور قد يجعل الشبابيك مغلقة، وبناني هذا قد يعيد رموزا طوتها دفاتر النسيان وسنوات الضياع لتركب معه السفينة، لأن شخصا من هذه الطينة الذي قرر أن يترك كرسيه الوثير بمكتبه الفخم ليجلس بالمدرجات ويتحملها وكلامها الساقط يستحق فعلا الدعم قبل المساندة شأنه شأن رئيس الجامعة، بل أن حتى والده المريض عبدالوهاب بناني شافاه الله إطمأن إلى أنه أنجب رجلا سيخلص لحب الماص وسيحقق حلما طالما راوده، وقبل متابعة مروان بناني عن قرب الذي سيحول الماص لريال مدريد حقيقية وليست ريال الوهم المعروفة سابقا، فإن الأجدر بالتحية هو أنس لحلو الذي غاص ليطلع بجوهرة ثمينة، زينت عقد الأندية المغربية·