من عريش للعاشيري، ومن مشمور للطاهيري، تعددت الأسماء والإتهام واحد؟ قاسمهم المشترك أنهم مدانون من المغرب الفاسي إلى أن يثبت العكس، وما يفرق بينهم أنهم ما إجتمعوا يوما على إذاء النمور أو أنهم اتفقوا على تسفيه أحلام الفريق·· وهذه واحدة· من العموري لغيبي، ومن لجنة الموسم الماضي ذات القناع العسكري للجنة العهد الجديد، تغير المشرفون ولم يتغير خطاب التظلم الكلاسيكي وبث الشكوى من ضرر يطال الفريق دون غيره، ومن حيف يستهدف الممثل الأول للعاصمة العلمية ويعوق مشروع عودته من كسوف الإحباطات والسنوات العجاف الممتدة لعقدين من الزمن ليعتلي مجددا الصدارة وواجهة الأحداث·· ومن المرنيسي لأقصبي فبنوجود وانتهاء ببناني ظل المغرب الفاسي شاغل الإعلام الرسمي، والمادة الدسمة المطلوبة للبوليميك في سياقها السلبي المرتبط إما بجموع عامة صاخبة تستحق أن تخلد في سجلات غينيس للخالدات أو بتطاحنات الكواليس وكسر العظام بين صقور الظل أو حتى سوء النتائج غير المواكبة لسقف أحلام جمهور الماص الكبير والمتعطش للألقاب· مفارقة غريبة وتستدعي وقفة تحليلية أن تتتغير كل هذه الوجوه أن يدور الزمن دورته وأن يظل المغرب الفاسي سيد أحداث الشكوى والإحتجاجات، وكأن هذه اللازمة كتبت عليه أبدا الدهر لشغل بال العشاق والمريدين عن ما سواها فهل في الأمر كلمة السر؟ بحكم قربي من دائرة الأحداث بهذا الفريق وبحكم معايشتي لأكثر من فترة وأيضا بحكم العطف والتعاطف الخاص مع تاريخه وأشياء أخرى، يمكنني القول والإهتداء لواحد من الأسباب وليس كلها والتي تساهم في ترسيخ هذه الصورة النمطية السلبية لفريق بحمولة ومرجعية كبيرتين، وهي أن هناك رجالا يمسكون بخيوط اللعبة جيدا داخل الكواليس، رجال ظل قاوموا الأعاصير ورسموا أكثر من خارطة طريق للفريق وفصلوها على مقاسهم، هم الفئة التي ظلت صامدة أمام كل الهبات والرياح التي عصفت برؤوس الرؤساء المحالين على (الديفيدي) والمنفى الإختياري وهم الفئة المسماة بفاس (بجنرالات التسيير) على وزن الجنرالات الذين يمهدون للمحاولات الإنقلابية التي تطيح بالزعماء لتنصب آخرين بعضهم من الشمع وآخرون من كرطون بما يتوافق والأهواء والنزوات· قلت هذا لمعرفتي الحقيقية والكاملة بشخوص سعد أقصبي الذي أطيح به لإعماله منطق حسن النية زيادة عن اللزوم والوثوق في محيطه بشكل زاوج بين السذاجة والطيبوبة، ولمعرفتي أيضا بخالد بنوحود كرجل سلم ولا يجيد لغة الحروب الصغرى ولعبة الدسائس وأخيرا لوثوقي في الحمولة الفكرية وللنمط التدبيري الإحترافي الذي جاء به مروان بناني للفريق بما يتعارض وإطار الجيش المحيط به والذي يؤثر سياسة >اللهم أنصر من أصبح< ولا يواكب الطفرة العملاقة التي جاء بها هذا الشاب لإصلاح حال رجل مريض إسمه المغرب الفاسي· السبب هو أن هناك ضلعا أعوج لازال كامنا بجسد هذا الهرم الكبير وأن هناك خلايا نائمة تعيش على إيقاع الفتن والهرج ويستحيل أن تتنفس داخل بحيرة صافية، لأنها تعودت على البرك الآسنة التي تتيح لها أن تكبر وتنمو وترفل بالنعيم· قد يكون الطاهيري تجنى على الماص وهو يحرمها جزاء مشروعا أجمعت كل المكونات على شرعيته ووضوحه، وقد يكون هذا الطاهيري قد طهّر في خريف الممارسة بعضا من أراذل ارتكبها في عز الشباب لصالح هذا الفريق فيما يعرف إصلاح الخطأ بالخطأ، وقد يكون الضحيك قد ضحك على الفريق وهو يعلن جزاء خياليا ضد الفارس الزموري الذي جمع من خلاله الكرتيلي الحب والتبن (فلوس الصفقة بكل أصنافها والسبونسور والنقاط الثلاث وحتى السيجار)، لذلك غاب ولم يحضر اللقاء، علما أن الضحيك طلب قبل المباراة إبعاد شخص من إداريي الماص من محيط الملعب لصفته الدالة وليس لشيء آخر بما يدعو لفتح أكثر من قوس·· وقد يكون غيبي أخطأ بتقديم المباراة ربع ساعة عن موعدها، لكن هل كل هذا يبرر احتجاجات فريق أعلن نفسه قبل ضربة الإنطلاقة طرفا قويا للمنافسة على الدرع؟ لغة التصعيد المبكرة لرجال الماص قد تورط بناني وتضره أكثر مما تنفعه، ومعها استشاريون بدل أن يستنفزوا حواسهم لما فيه مصلحة الفريق جندوا فلولهم لشن غارات على أقدم منخرطين (المريني والمراكشي)، لا لشيء سوى لأن جلسة ضمتهما رفقة بناني وكأن (الكرش اللي فيها العجينة) تحركت أمعاؤها خشية ما قد يحدث ويترتب عن الوئام بين الثالوت المذكور· ما يحصل داخل المغرب الفاسي هو محاولة للفت الأنظار دائما صوب العالم الخارجي بما يجنب الصقور المحاسبة والمكاشفة عن دورهم الحقيقي وفائض القيمة الذي يعطونه، هو إثارة الفتن التي تجعل الفريق في صورة المظلوم الدائم ليتجنبوا هم أضواء المتابعة، وهذه هي كلمة السر الوحيدة، ولعل العقل والمنطق وحدهما يقودان للقول إلى أن من جنى على غيبي برفقته وإدعائه حمايته هو من سيجني على الماص باستهدافه أصحاب الصافرة في الكواليس وبالواضح، لأنه بإختصار عاجز عن حماية نفسه الأمارة بالسوء·