علينا امتصاص ضغط البداية شدد هشام الإدريسي على ضرورة التعامل بحذر كبير مع وقائع المقابلة المرتقبة للفريق الوطني أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى بإعتبارها مباراة مفصلية ومحددة بنسبة مائوية كبيرة حظوظ الأسود في مجموعته وأيضا لطبيعة المنافس ومشاكسته داخل الميدان. الشاكلة أعتقد أنه لن يكون بوسع إيريك غيرتس إجراء تغييرات جذرية وعميقة على هيكل الفريق الوطني، إيمانا منه بالقاعدة الشهيرة «onchange pas meme eqiupe» أي أنه وبعدما توصل لمفاتيح المجموعة سيظل محافظا على نفس النسق والنغمة إلا من الإكراهات المفروضة عليه والتي ستفرض تعويض الشماخ بالعرابي وليس الحمداوي للقناعات الفنية التي قدمها الأول بداكار ولانتظامه رفقة فريقه الهلال; والمشكلة الأكبر في اعتقادي هو غياب عادل هرماش وهنا يوجد خيارين أمام الناخب الوطني إما استبدال لاعب بآخر في نفس المركز والبديل المثالي هو برابح ويليه الشيحاني من حيث النجاعة أو تغيير النسق والشكل بالمراهنة على سقاءين فقط (خرجة وبلهندة) والدفع بحجي كصانع ألعاب رفقة بوصوفة في خط الوسط بهدف الإمداد الهجومي لكل من السعيدي والعرابي دون أن أغفل أن الدفاع سيظل محافظا على ثوابثه (لمياغري بصير قادوري بنعطية والكوثري). التنشيط الدفاعي أعود للتذكير بضرورة إمتصاص ضغط البداية والدخول الفعلي في الأجواء بالتدريج، لأن إعصار البداية ودعم المدرجات وسعي المنافس لصعق الفريق الوطني لخلخلة توازنه سيكون بارزا بعد صافرة الإنطلاقة. عودة بصير لشغل الجهة اليمنى التي شغلها العليوي أمام الجزائر تبدو خيارا معقولا ثم قادوري في محوره الأسير رفقة بنعطية والكوثري كثنائية مثالية في متوسط الدفاع. أعتقد أن المعركة كلها ستكون في خط الوسط، إذ سيكون العبء كله على خرجة وبلهندة في ظل غياب هرماش دون إغفال الحاجة لطراوه حجي البدنية وسخاؤه في الإرتداد للمؤازرة للحد من خطورة لاعب القطن الكامروني هيليير مومي ومعه دافيد مانغا اللذان يمثلان محور الخطر داخل الفريق المنافس. لا أظن أنه سيكون المجال مفتوحا بشكل كبير لكل من بصير وقادوري للإنطلاق لدعم اللاعبين في الهجوم بتقوساتهما وعند كل محاولة يكون بلهندة مطالبا بالتغطية على قادوري، وحجي على بصير لتفادي ترك المساحات الفارغة. التنشيط الهجومي غياب الشماخ وعدم جاهزية الحمداوي الكاملة تجعل خيارات غيرتس محدودة بعض الشيء في المراهنة على رأس حربة صريح داخل معترك العمليات وهو العرابي، لكن وجود لاعب بزئبقية السعيدي وفي حالة إشراك بوصوفة سيكون هناك متسع من الوقت للتنويع الهجومي عبر الأطراف، حيث سيكون الإختراق مثاليا لإمداد العرابي بكرات سانحة. وعلى شاكلة ما شاهدناه بدكار فإن حضور خرجة للدعم أكثر من وارد ثم حجي، لأن إنطلاقاتهما من خط الوسط ستكون متاحة شريطة حيوية السعيدي وبوصوفة على الأطراف لتشتيت تركيز المدافعين. ينبغي أيضا عدم المبالغة في رفع القطريات صوب المعترك لأن لديهم حارس جيد، إضافة لإجادة مدافعيهم الكرات الهوائية، والحل يكمن في التمريرات من العمق لأنها كفيلة بزعزعة توازن دفاع المنافس وإرباكهم ولو أن أرضية الملعب لن تكون بالعامل الإيجابي. الخلاصة مبدئيا التعادل يبقى نتيجة طيبة للفريق الوطني خاصة إذا ما قورنت بالظروف العصيبة المواكبة عادة لمثل هذه اللقاءات.. بالتدريج سيخرج المنافس من قواعده وستفتح الجهات، لذلك قلت أن المرور من إعصار البداية بسلام سيساعد على التعامل بحكمة وتكييف وقائع اللقاء لصالح الأسود. مسألة أخرى تصب لمصلحة المنتخب الوطني وهو بنك احتياطه وقطع الغيار التي بإمكانها قلب المعطيات بخلاف منتخب إفريقيا الوسطى. هشام الإدريسي: