الآن بدأت أشم رائحة فريق قوي التشويش جزء من لعبة تعودت عليها القرارات التي اتخذها مصطفى مديح بإبعاد عناصر فاقت 10 وضم آخرين بنفس الكم، الأسباب والخلفيات، الرهانات والطموح، وقراءته لواقع فريق قال أنه تجدد بنسبة مائوية كبيرة وبدأت ملامح تطوره تظهر. في الحوار التالي يكشف مديح بعضًا من تفاصيل خارطة طريق يأمل من خلالها أن تقوده للقب ضاع وغاب منذ 3 سنوات. المنتخب: أقدمت مؤخرًا على قرارات عميقة بتسريح لاعبين إرتبطوا بالفريق مطولاً، كيف تم التهيء للعملية؟ مصطفى مديح: هيه هي سنة كرة القدم وينبغي التكيف مع معطياتها، لا يوجد لاعب أو مدرب مستقر مع نادٍ طوال حياته، تعودت كمدرب على حمل حقيبتي وتركها دائما مفتوحة إستعدادًا لأي طارئ. تسريح لاعبين لا يعني بالضرورة أنهم سيئون وانتداب آخرين لا يعني دومًا أنهم الأجود، هناك مقاسات تتحكم في الإختيار وفق القالب الذي يريده الفريق. المنتخب: لكن قيمة الأسماء المتخلى عنها، أولاً، وثانيا التوقيت هو من طرح علامة الإستفهام التي أثرتها؟ مصطفى مديح: دعني أوضح مسألة في غاية الأهمية بإمكانها أن تزيل الغموض عن هذه الحركة التي أقدمنا عليها. الأسماء المسرحة هي أفضل ما يوجد بالبطولة، لكن بلوغها درجة الإشباع ربما لم يعد يتح أمامها فرصة تقديم الإضافة التي نبحث عنها، لذلك كان سعينا كبيرًا للبحث عن قطع جديدة متعطشة للألقاب. أما التوقيت فأظن أنه لم نتخذ قراراتنا في اليوم الأخير للميركاطو، أمام الجميع فرصة طويلة لتدبير مستقبلهم. المنتخب: إذن اقتناعك كبير بالخارطة الجديدة للفريق؟ مصطفى مديح: أكيد وقد سبق وأن أشرت إلى أن الموسم المنصرم كان لإلقاء نظرة على الواقع وبعدها تهيئ تقرير يتناسب والأهداف المسطرة. يمكنني أن أقول لك أن ثمار مدرسة الفريق ومركزه الرياضي بداية من الموسم المقبل سيعطيان ثمارهما ونجاحنا في ترسيخ مفهوم التشبيب سيعود بالفائدة على الفريق مستقبلاً. المنتخب: قناعاتك تقول بأن حجم المسؤولية سيكون أكبر ارتباطًا بالنتائج هذه المرة؟ مصطفى مديح: بطبيعة الحال وأنا قلت لك سابقا بأني لست من النوع الذي يتهرب من تحمل المسؤولية كيفما كان نوعها والنتائج السلبية التي تحصلنا عليها الموسم المنصرم حتى وإن كنت غير معني بجزء كبير منها، إلا أني كنت ألتزم بتحمل الفاتورة لحماية اللاعبين. الآن يمكن أن أقول أني بدأت أشم رائحة فريق قادر على ربح رهاناته دون مركبات نقص. المنتخب: ألا تعتقد أن الوافدين الجدد قد يحتاجون لوقت طويل من أجل ربح التجانس الذي تراهن عليه؟ مصطفى مديح: هذا مؤكد، ولذلك كنا من المبادرين لدخول معسكر إعدادي في توقيت مناسب حتى نتيح لكل الأسماء التي انتدبناها فرصة التعارف قبل كل شيء، لأنه متى كان كل هؤلاء جسدًا واحدًا تقوت حظوظنا. لأن الجميع يعرف أنه من بين الأسباب التي ساهمت في نتائج الموسم المنصرم بعض الخلافات التي كانت طاغية. وهذا ما لن أتساهل معه مطلقًا. المنتخب: رحلت أسماء كان بإمكانها أن تكون بفائدة على الفريق ألا تظن أن هناك من كان يستحق منها تمديد بقائه؟ مصطفى مديح: كل واحد حر في قراراته وكل واحد له مطلق الصلاحية في اختيار الوجهة التي يراها تناسب طموحاته. شخصيا إن كنت أحمل حسرة، فهي تخص المهدي الباسل الذي كنت أتمنى بقاءه بيننا. إنه لاعب كبير وشاب سيقول كلمته ويدخل ضمن منظومتي وكان بالإمكان أفضل مما كان معه، لكن الندم لا ينفع في شيء حاليا. المنتخب: هل يمكن أن تقدم أو تركب تحديا يعيد الجيش الملكي لواجهة الألقاب بداية من الموسم القادم؟ مصطفى مديح: سيكون من التهور أو الحماقة الجزم بشيء كهذا في هذا الظرف بالذات. كما نستعد نحن. هناك من يرمم صفوفه في الضفة المقابلة ولا يمكن أن نقصي أحدا. لن ننظر لأي كان سنحاول تثبيت أركاننا والوقوف على أرضية صلبة وبعدها سنناقش حظوظنا بشكل إيجابي وبرؤية متفائلة. المنتخب: أثيرت أخبار ربطت بين تبادل الأدوار بينك وبين فاخر (بين الرجاء والجيش الملكي) وتصريحات تعيد حقن الأجواء مجددًا كيف تفاعلت معها؟ مصطفى مديح: صدقني، هذا التشويش أصبح جزء من حياتي أو لنقل أنه يدخل في إطار اللعبة، للأسف هناك انتفاعيون يهمهم دومًا إصطياد مثل هذه المناسبات لتعميق خلاف غير موجود أصلاً وأنا دائما ما أثريت قبل التهور وإتخاذ خطوة ما. إن كان متاحًا أمامي الحديث عن وضعي فإني ألتزم بالقول لكوني صاحب عقد مع الجيش الملكي وأحترمه بشكل كبير ولا صحة للأخبار المتداولة.. أما فاخر فلن أتبنى أي طرح نيابة عنه وهذه الحملة ليست جديدة فقد كنت في إجازة ونصبوا المريني والطوسي ثم عموتا وكلهم دربوا الجيش في غيابي. حاوره: