بعد نهاية لقاء الوداد الفاسي أمام الجيش الملكي، والذي آلت نتيجته إلى الزوار بهدف لصفر، كان للجريدة حوار مع الإطار الوطني مصطفى مديح، الذي كعادته أجاب بصدر رحب عن أسئلتنا خاصة تجربته بالديار القطرية، التي اعتبرها تجربة إيجابية بكل المقاييس، خاصة في السنة الأولى، حيث حقق الفوز على بطل الدوري مرتين، وكانت النتائج جد موفقة، وكان هناك - يؤكد مصطفي مديح - برنامج مشروع مع الشيخ خليفة بن حسن من أجل تكوين فريق شاب وقوي يمكنه اللعب من أجل اللقب، وكان السقف الزمني حدد في 4 سنوات، إلا إن الاختلاف في وجهة النظر مع الشيخ خليفة بن حسن، زاد الطين بلة بعد القرار الذي اتخذ في غيابي، حيث بمجرد العودة من العطلة الصيفية وجدت الشيخ قد سرح 4 لاعبين بدون علمي، الشيء الذي صعب علي الاستمرار مع النادي، ومن خلال تتبع لمسار الفريق القطري الوكرة أجد أنهم انتدبوا 4 لاعبين جددا لتقوية الفريق، الشيء الذي لم يحدث معي. على العموم، يقول مصطفى مديح، لقد كانت تجربة ناجحة، وحتى لا أبالغ إلى حد ما، الأهم فيها أنني اشتغلت مع أناس طيبين وفروا الشروط المادية والمعنوية للنجاح في العمل. أما عن المقارنة بيننا وبينهم فلا قياس مع وجود الفارق، لأن الإمكانيات المادية متوفرة والبنية التحتية موجودة، ثم أن النظام حاضر بقوة. أما عن الاحتراف المستقبلي بالمغرب، أفاد مصطفى مديح أنه «.. أرجوا أن لا يتم تأويل كلامي بطريقة سلبية، وأطلب من الذين يسهرون على الشأن الرياضي الوطني أن يتريثوا بعض الشيء حتى لا يضيع كل شيء، لأنه قبل الشروع في ذلك، علينا أن نؤهل الأندية - تأهيل البنية التحتية - التأهيل المادي للأندية، وتأهيل عقلية بعض المسيرين.. أرجو أن لا أفهم خطأ، لأن الاحتراف ثقافة وعقلية، رجاء يجب أن لا نتسرع ». أما في جوابه عن الإطار الوطني الذي أصبح متحكما في البطولة الوطنية، أفاد مديح«أنا لست ضد الإطار الأجنبي الذي يمكنه أن يعطي إضافة لكرة القدم المغربية، ويمكنه أن يكون معه إطارا أو اثنين من قدماء الفريق. بالمناسبة أحترم الزملاء في مختلف الاقسام، إلا أنني جد متذمر مما صدر بين يومير وعموتة. شيء يسيء للمهنة. كيف يمكننا أن نمر إلى مرحلة الاحتراف وكل مدرب يخاف من الإقالة، ويلعب بخطط لا تعطي الفرجة والمتعة للجماهير، لا يجب علينا أن نتخوف من الإقالة إذا أردنا أن نرفع من المستوى». ومن جهة البرمجة تساءل مصطفى مديح حول إمكانية هذه اللجنة من برمجة البطولة على امتداد شهر، أي برمجة 4 لقاءات بالتاريخ المحدد لكل مقابلة «أنا لا أعرف تاريخ المقابلة مسبقا. اليوم قيل لي ربما ألعب يوم الجمعة أو السبت، وهذا ليس معقولا، لأن التداريب الحديثة تتطلب معرفة الوقت المحدد، لأن في إطار (الميكرو سيكل)، فزيادة حصة تدريبية أو نقصانها يشكل عائقا لدى التشكيلة البشرية.» أما عن تراجع مستوى الفريق العسكري، فأجاب أن هناك عدة إكراهات تولدت عنها هذه الوضعية، لقد قدم الزميل العامري ما في وسعه، وما استطاع .. لا أريد العودة إلى الوراء، كان هناك ألقاب وكأس للعرش، كان هناء نجوم، لكن عندما تقف على محيط الجيش الملكي اليوم تقول صعب صعب جدا، يجب إعادة النظر في أشياء كثيرة منها الاستعداد الجيد، الروح الجماعية والقتالية.. للأسف فريق الجيش الملكي هو الوحيد الذي لم يقم بعملية الانتداب في الفترة الشتوية باستثناء عبد الصمد الوراد من أولمبيك خريبكة. هناك أمور عديدة اليوم داخل الفريق العسكري سنعمل، إن شاء الله، على تصحيحها». ومن زاوية الحديث عن المنتخب الوطني قال «كمغربي أتمنى الانتصار للمنتخب الوطني الذي أبان عن امكانيات تقنية ممتازة مع المدرب الجديد، إلا أن هناك العديد من اللاعبين لايعرفون مناخ والعالم الكروي الإفريقي، والسؤال هو كيف سيكون مردودهم في أفريقيا ؟» أما في ما يخص المنتخب الأولمبي أجاب «إن ملامح هذا الأخير لم تظهر بعد، نسمع بأنه سيلعب بالمحليين بالمغرب والمحترفين في الخارج، هناك تضارب في الخطاب على العموم، هناك إقصائيات 2012 التي ستعطي الوجه الحقيقي للمنتخب الذي دون شك سيقول كلمته ». وفي كلمة اخيرة، أفاد «أظن أنني بلغت فكرتي حول الاحتراف، فعلينا بناء مراكز التكوين، وأن يتم تعيين خيرة الأطر المغربية وتوفير الإمكانيات المادية لتطوير كرة القدم المغربية حتى تسير إلى ما هو أحسن ».