مديح ربط بقاءه بالتخلي عن فلاح، مديحي وقبلي في مستجد أثار موجة من ردود الفعل الداخلية وحتى داخل أوساط الجماهير العسكرية والتي صعقت للقرارات التي وصفت بالمزلزلة والتي مست أبرز لاعبي الجيش الملكي، بعد أن ساد نوع من الإرتياح الأجواء بعد انتداب لاعبين آخرين. المجربون الذين حافظوا وبانتظام على حضورهم داخل الفريق واللاعبون الأكثر تسجيلا لاسمهم في مباريات الموسم المنصرم وبعد أن تهيأوا للإلتحاق بالتداريب التي ابتدأت الإثنين الأخير، سيفاجأون بقرار لم يكن واردا ولم تظهر بوادره وهو التخلي عنهم في فترة وصفت بالحساسة والهامة والمؤثرة حتى على بقية المشوار. قرارات تشبه تسونامي بعد الفترة التي استغرقت 3 أسابيع وهي مدة العطلة التي منحها المدرب مصطفى مديح للمجموعة العسكرية لالتقاط أنفاسها، والتهيء لمحطة قادمة برهانات أقوى وحضور أكبر.. وبعد أن قدم مديح للإدارة تقريره النهائي الشامل بخصوص العقبات التي حالت دون ترك البصمة المتوقعة، كان منتظرا أن يكون التغيير جذريا وفق التصورات التي ظل المدرب يصرح بها وهي ضرورة البحث عن دماء جديدة ووجوه بإمكانها الوفاء بالمطلوب منها. كل هذا يبقى عاديا في عرف كل فريق ومعه كل مدرب ساع للتدارك وتصحيح ما ضاع منه، ما لم يكن متوقعا هو توقيت إعلان القرارات ومعها طبيعة الأسماء المتخلى عن خدماتها وثالث المعطيات التي كانت مفاجئة هي أن المستغنى عن خدماتهم كانوا الأكثر فاعلية وحضورا على امتداد الموسم (فلاح خاض وحده 24 مباراة).. فما هي الأسباب التي غيرت القناعات بعد أن تم التواعد قبل العطلة على التجمع بالمعمورة وفق أهداف تم تحديدها؟؟؟ اللاعبون في حيرة الثالوث المستغنى عن خدماته يعتبر ركيزة أساسية داخل الفريق العسكري وثالوث صنع جزء من الألقاب التي تم بلوغها في السنوات الأخيرة، وقبل العطلة كانوا قد اطمأنوا على مستقبلهم رفقة الفريق العسكري، بل منهم من تمت مفاوضته للإنضمام لفريق آخر ورفضوا الفكرة من حيث المبدأ طالما أنهم جددوا عقودهم للتو رفقة الفريق العسكري. هناك من انتقل للسكن في الرباط وإدارة الجيش الملكي هي من أمنت لهم الإقامة بكل مصاريفها، قبل أن يبادروا لتسجيل أبناءهم في مدارس العاصمة للسنة المقبلة، وبعدها جاء القرار الصادم وهي حالة عاشها اللاعب مراد فلاح. مديحي بدوره مع أمين قبلي دعتهما إدارة الجيش الملكي لتمديد بقائهما رفقة الفريق العسكري قبل أن تتم دعوتهما تباعا يوم السبت المنصرم في اجتماع حضره العقيد عبد المجيد بلحاج، والمدير التقني خالد محب والكومندان منصف المسؤول عن الإنتدابات في الموسم المقبل، ليتم إخبارهم بأن عهدهم بالفريق العسكري انتهى في مشهد سيكون بمضاعفات لن تنتهي عند حدود القرار. المدرب المسؤول الأول والأخير تم إخبار العناصر أن إدارة الفريق راضية تمام الرضى عما قدمته، وأنها بصدد تنفيذ تعليمات المدرب مصطفى مديح والذي صعد من لهجته إزاء عملية ترميم الصفوف وجلب العناصر التي حددها على مقاسه الخاص. أبدت الإدارة نوعا من التعاطف مع بعض العناصر خاصة مراد فلاح، الذي خاض أكبر عدد من المباريات الموسم المنصرم وكان ينظر له كقائد قادم للمجموعة، وقدم 5 تمريرات حاسمة ساهمت في رفع حصة أهداف وادوش لاعتلاء صدارة الهدافين، لكنها بالمقابل وقفت عاجزة عن تدبير حل وسط طالما أن مديح نقل ما يفيد باستقالته ما لم يتم التقيد بتعليماته. جلب الرمش كان مقدمة للتخلي عن فلاح، وانتداب لهوى كان بداية لسحب البساط من تحت مديحي واستقدام لحراري كان العنوان البارز لتوديع قبلي.. هذا هو التفسير الواحد لما أقدم عليه مديح، في حين مناصرون للفريق رأوا في الإنسحاب الكبير لهذه العناصر الوازنة مغامرة قد لا تكون عواقبها محمودة، خاصة وأن عدم سعي وادوش للبقاء والعجز عن استقطاب الشاهيري والراقي وقديوي لم يكن باعثا على ارتياح جمهور يعرف القيمة الحقيقية للاعبين الثلاثة وما يمكن أن يقدموه للفريق.