فوجئ المدرب مصطفى مديح ومعه مدرب الحراس عبد القادر البرازي برفض إدارة الجيش الملكي إشراك الحارس الدولي خالد العسكري بسبب ما صدر عنه خلال المباريات الأخيرة التي خاضها فريقه، وتحديدا الخطأ الذي صدر عنه إبان مباراة المغرب الفاسي برسم الدور الثاني من مسابقة كأس العرش، أو خلال المباراة التي جمعت فريقه برسم الجولة الرابعة من الدوري المغربي الأول، والتي جمعت الفريق العسكري بفريق النادي القنيطري. مديح ومعه البرازي أبلغا بقرار توقيف العسكري من طرف من سمي بأعلى سلطة بالنادي على الرغم من أن هذا القرار لم يصدر بشكل رسمي، بل اتخذ بشكل انفعالي، في وقت أظهر فيه رئيس النادي، الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان، تعاطفا كبيرا مع هذا الحارس وأمر بتمكينه من جميع المساعدات الممكنة، وهو رد فعل خلف الكثير من ردود الفعل الإيجابية وأظهر الجانب الاجتماعي في شخصية تتسم بالكثير من الصرامة والجدية. لكن الغريب في الأمر هو أن العسكري لم يبلغ بشكل رسمي بهذا القرار، كما لم يتم الكشف عنه بصوت علني، ليتسنى لباقي الأندية التي ترغب في الاستفادة من خدماته أن تدخل معه في مفاوضات مباشرة. علما أن العسكري سيكون أكبر المستفيدين من أي انتقال إلى فريق ثان، لأنه لن يحرم على الأقل من منحة التوقيع التي يحرم منها داخل فريق الجيش الملكي، وذلك من منطلق انتمائه إلى أسرة الدرك الملكي. وهذه مفارقة غريبة يشهدها ويعيشها المنتمون لأسرة الجيش الملكي، والذين يعملون داخل الفريق، حيث كان آخر تجل لها هو الأجرة الشهرية الهزيلة التي كان يتقاضاها كل من الحسين أوشلا وعزيز الصمدي، إبان تكليفهما بالقيام بهمة مساعدة المدرب عزيز العمري، حيث إن أجرهما الشهري لم يكن يتجاوز 2000 درهم لكل منهما. العسكري، إذن، موقوف إلى أجل غير مسمى ومن دون أي قرار وأي مرجعية، وهي قرارات تتعارض مع مقتضيات قانون اللاعب الصادر أخيرا عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بل إن وضعه أشبه ما يكون بمتهم جرى إيداعه السجن بدون محاكمة. وتهمة العسكري هي أنه لم يتحمل ارتكاب أخطاء أساءت إلى فريقه وزملائه وجمهور الفريق ككل. وهذا ينطوي على قيمة إنسانية كبيرة يجب أن تحسب له وليس ضده، لأنه على الأقل من نوعية الناس الذين يتسمون بروح المسؤولية، في حين أن عددا آخر من اللاعبين المتسيبين لم يتم اتخاذ أي قرار في حقهم، بمن فيهم الذين يتغيبون عن التداريب بدون عذر أو بأعذار واهية. ومن ثمة تتساءل مختلف فعاليات الفريق: هل الرئيس الفعلي للنادي حسني بنسليمان على بينة من هذه القرارات المزاجية، وفي حالة العكس فمن المفروض أن يتدخل لمعرفة ما يروج داخل فريقه، الذي فقد الكثير من لمعانه ومن احترامه كمرجعية في التسيير الرياضي والكروي. ففريق الجيش الملكي وصل إلى مرحلة غير مسبوقة من الاضمحلال خلال رحلته الأخيرة إلى ليبيا لإجراء إياب دور نصف نهائي كأس الكؤوس الشمال إفريقية ضد النصر الليبي. فبغض النظر عن حالة الشجار الذي نشب بين لاعبين مجربين ولهما ماض طويل بالفريق، اضطر إلى استدعاء حارس مرمى فريق الشباب الجرباوي، رغم أنه يفتقد التجربة، بل إن الفريق ذاته يفاوض الحارس فكروش، في حين أنه يتوفر على أحد أفضل حراس المرمى في المغرب بشهادة حراس مرمى سابقين مشهود لهم بالكفاءة والحنكة.