رحمة سيدي ربي ستنطلق غدا الجمعة عملية الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي اعتبرته الأحزاب والجمعيات دستورا متقدما جدا وحداثيا جدا. غدا سيتوجه المغاربة جميعا إلى الصناديق للتعبير عن إرادتهم الحرة. فباستثناء خطبة الجمعة التي بسببها ترك الناس قضاء مصالحهم في المقاطعات طيلة الأسبوع حيت الفقيه قال ليهم: «وياكم من المقاطعة»، ستُمنع كل الخطب والتظاهرات والمسيرات والحملات يوم الجمعة بمقتضى القانون. ولذا سيضطر الرؤساء المؤيدون للدستور إلى الإجتماع باللاعبين وبالمسيرين في التيران حتى لا يثيروا الشبهات، زعما راه غير مجموعين في لونطريما. وسيخطب فيهم الرئيس بتأثر واضح: «أيها المواطنون، سيروا دابا عبّروا بكل حرية عن رأيكم، وقولوا: نعم نعم نعم للدستور». كيفاش أسي الرئيس كتقول لينا عبروا بحرية، وانت كتقول لينا سيروا قولوا: نعم نعم نعم؟ واش قْريتي أولدي مشروع الدستور؟ لا، حتى واحد فينا حنا اللعابة ما قراه. إيوا قول: «نعم» وتهنّى. واش تقول: «لا» على شي حاجة ما قاريهاش وتدّي التقليد؟ حالة من التعبئة في الشوارع للتصويت بنعم لم توازها بذات الصورة عملية تفسير الدستور، كل ما يحدث في التلفزيون غير كاف. وإذا كان اللاعبون معذورين إذا لم يقرأوا الدستور أو لم يفهموه لأسباب عميقة، فإن الأمر كارثي فيما يتعلق بالمسؤولين والمسيرين. فكم من مسير عندنا قرأ مشروع الدستور؟ حتى وإن كان الجميع قرأه ولو غير بالزربة، فكم من مسؤول فهمه؟ منظر بعض المسؤولين وهم يرقصون فرحا بدسترة الرياضة، ويحثون الجماهير للتصويت بنعم يدلّ على أنهم لم يفهموه، لأنهم لو فهموه لأصيبوا بالصدمة، ودعوا إلى التصويت عليه ب «لا». فالدستور الجديد عند تفعيله سيقذف بهؤلاء إلى الهامش أو إلى السجن إذا عاندوا، لأن الدستور سيفرض قيام مؤسسات حقيقية ترتكز على النزاهة والشفافية والديمقراطية... ولا مكان فيها للمخَلوضين. وهاد المسيرين شحال من واحد فيهم ما كيخاف لا من الله لا من العامل، كيخاف غير من الديمقراطية. أجي، هي دابا المسيرين اللي كانوا تْحطّوا في المناصب ديالهم بانتخابات صورية، من ورا هاد الجمعة غادين يجرّيو عليهم؟ لا، ما يمكنش، خاصهم يبقاو. حيت ما يبغيوش المغرب يعيش حالة فراغ. آش من فراغ؟ إيلا جاو يجرّيوْ عليهم، راه غير مكاتب الجامعات موحال يبقى فيها شي واحد. تحدث أغلب المسؤولين عن أهمية هذا الدستور الجديد في النهوض بقطاع الرياضة، وكان مثيرا للإستغراب أن يكتشفوا بفرح طفولي أن ما جاء في ورقة مشروع الدستور هو نفسه ما جاء في الرسالة الملكية قبل ثلاث سنوات. يعني هذا أن ثلاث سنوات لم تكن كافية لتنهض فيها مؤسسات رياضية ديمقراطية واحترافية وشفافة. فقد شدد الملك في رسالته قبل ثلاث سنوات على ضرورة «اعتماد وتعزيز آليات المراقبة والإفتحاص والمحاسبة، لوضع حد لنزوعات التبذير وسوء التدبير». واش كانت شي محاسبة وشي حسن التدبير؟ وفي ذات الرسالة ندد الملك ب : «ما تتخبط فيه الرياضة من ارتجال وتدهور واتخاذها مطية من لدن بعض المتطفلين عليها للإرتزاق، أو لأغراض شخصية، إلا من رحم ربي، من المسيرين»، فمرت ثلاث سنوات ولم تتخلص رياضتنا من هؤلاء المتطفلين والمرتزقين. أجي، شفت المسؤولين اللي دْوا عليها الملك في ديك الرسالة هوما اللي باقين دابا شادين بلايصهم في التسيير؟ إيه، حيت هادو اللي كتشوفهم دابا، هوما اللي «من رحم ربي». وا ناااري، وا شحال من واحد فيهم معروف مخلوض، كيفاش حتى هو من هادو اللي نازلة عليهم الرحمة؟ وملي معروفين مخلوضين وما مشاو ف حالهم، ما شدّوهم في الحبس... هادي ماشي رحمة سيدي ربي؟ نافذة: الدستور سيفرض قيام مؤسسات حقيقية ترتكز على النزاهة والشفافية والديمقراطية