الما والشطابة... وأخيرا ارتاح العالم والكون الكروي من فيروس نخر أجسامهم ولمدة طويلة.. وكان كالمنشار "طالع واكل نازل واكل".. لا يعرف الرحمة ولا الشفقة لا بجيوب الجامعات ولا بجيوب المقاومة لكل بلد سولت له نفسه ترشيحها لتنظيم التظاهرة الكونية الفيفاوية.. أخيرا ودع من استنزف ميزانية لجان المرحوم السملالي وبنهيمة.. وسعد الكتاني.. واسألوا والياً حالياً عن ليلة أجبرته على الجلوس مع هذا «المودِّع» بلا رجعة وزوجته بإحدى فنادق العاصمة الإقتصادية لساعة متأخرة من الليل وهم يحصون نقدا «الطيڤيا» الفيفاوية عندما كان وزيرا.. اسألوا كذلك أحد الجمركيين عن هذا «المودِّع» الذي تم تنقيله بسببه لمدينة أخرى غير الدارالبيضاء.. واقعة كانت قد أشارت لها مجلة "سوبر" الظبيانية بمقال طويل وعريض لمدير تحريرها آنذاك أسامة الشيخ.. شارلوك هولمز العربي المختص في حل الألغاز الوارنيرية. أسألوا عن هذا «المودِّع» اتحادات العالم الكروي لأنه كان أشهر ومكلف عضو فيفاوي.. وهو.. وهو.. وهو اللي شراها لابن همام القطري.. ضحك على كل العرب كما أراد.. وضحك على العالم متى أراد.. هو من تطاولت أصابعه الرشيقة لاختلاس الأصوات الثلاثة التي كانت في جيب بن همام لصالح المغاربة.. وبقدرة قادر تحولت من شمال القارة صوب جنوبها.. اسألوا عن هذا الشخص فندق المامونية بمراكش واسألوا جناح تشرشل الذي كان يخصص له كلما حل بمدينة النخيل.. وكم تلقى فيه من هدايا.. بل أكثر من هذا تذكروا المعاملة الخاصة VVIP التي كان يخصصها له كل من تناوب على رئاسة لجن تنظيم كأس العالم ولأربع مرات.. هذا العضو لعب آخر أوراقه لصالح بلاطير في فاتح يونيو.. ليفتح عليه الورقة الحمراء.. وعلى من وضع يده في يديه.. ليتم إبعاد ابن همام عن الترشح وإخراجه صغيرا مقلم الأظافر مكسور الأجنحة ومجنبا الإزعاج لسيده وولي جيبه بلاطَيْر.. لعب لعبته الحقيرة.. واصطاد معه بن همام في السقي.. سقي الجامعات الكاريبية.. وبعد أن أصبح القطري خارج التغطية.. بل خارج اللعبة مانحا لديناصور الفيفا الصولة والجولة وحتى التبوريدة بدون حسيب ولا رقيب.. عاد هذا «المودِّع» اللئيم ودعا جامعات الكرايبي للجلوس على مائدة القديس الأكبر.. حتى لا تفوتهم لا الوليمة الكبيرة ولا حلوها.. وبعد أن هدأت العاصفة الفيفاوية.. قدم صاحبنا استقالته وطبعا مثل ما قلت سابقا، أنه منشار.. كان مقابلها هو تبييضه من جميع البقع التي حاول الشرفاء إلصاق نصاعته بها.. لأن صحيفته أنصع من بياض "تيد".. والأكثر من هذا أنهم وعدوه بالبراءة.. وطبعا ليس هناك مسحوق ينظف أكثر من مسحوق بلاطير.. هذا "المودِّع" كتب عنه الصحفي الباحث الإنجليزي أندريوز جنينغ مؤلفا تحت عنوان «الكارط الأحمر» الذي تحول للقناة الفرنسية الألمانية «آرتي» لوثائقي من 52 دقيقة... رصد بالصوت والصورة روبرتاجات لشهود شهدوا بحقائق دامغة.. ورغم ذلك لم يأخذوا منه لا حق ولا باطل.. لإستئناس المغاربة، فإن نفس المؤلف تطرق ووضح في «الكارط الأحمر» وبين السطور كيف أن الفيفا أسندت كأس العالم 2006 لألمانيا حتى قبل أن تتقدم بطلب تنظيمها.. وسأعود لأسرار هذه الهدية مسلطا عليها «زووماً» لاحقا. رحل «المودِّع».. وهذا المودِّع.. هو جاك وارنير.. الذي قضى أكثر من 28 سنة في محراب ودهاليز الفيفا.. ويعتبر أقدم وأخطر عضو في امبراطورية بلاطير.. قدم استقالته بعد أن قدم قبلها خدمة العمر لسيده.. وبعد أن ضمن لنفسه شهادة حسن السيرة بالمسحوق البلاطيري.. وسل شوكته من شكولاتة السويسري دائما وأبداً بأصابعه الرشيقة التي لا تترك أثراً ولا بقعا.. وحتى قبل أن تقفل التحقيقات التي طالب بها العاطي بلاطير ورباعتو وإلىعطاك العاطي لا تحرث لا تواطي.. وكل وداعٍ والمغاربة بألف خير.. والما والشطابة لهذا التريندادي الطوبوغولي.. حتى لقاع بحور التسونامي والأعاصير الهادئة..