تحولات كبيرة في المنظومة الرياضية، ومنشآت رياضية بمواصفات عالمية الجامعة في الطريق لتجديد رغبة تنظيم كأس العالم في ظل التحولات الكبرى التي تعيشها الرياضة الوطنية خاصة على مستوى تغيير الهياكل التنظيمية وتعزيزها بالبنيات التحتية من مركبات رياضية جديدة وملاعب القرب، تتجدد رغبة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للعودة مجددات للترشيح لإحتضان كأس العالم 2026 بعد أن كشف عيسى حياتو رئىس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم بأن إفريقيا ستعود مجددا لإحتضان المونديال في ذات السنة.. وأشار إلى أن إسم المغرب عليه أن يتهيأ لهذا الحدث على هامش إنعقاد المؤتمر (60) للإتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».. وعلمت «المنتخب» بأن هذا الإعلان شكل ردود فعل إيجابية لدى أعضاء المكتب الجامعي الذين وجدوها فرصة لتجديد العهد مع »«حلم قارة مشروع أمة» لإستضافة المونديال على أرض المغرب الذي أعطى لإفريقيا حق الإحتضان، على إعتبار أنه كان أول بلد إفريقي وعربي يصل إلى الدور الثاني في كأس العالم الذي نظم بالمكسيك عام 1986، وثانيها أنه كان أول بلد يتقدم بطلب إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم لتنظيم كأس العالم كبلد يمثل إفريقيا كلها، وكان آنذاك رئيسه جواو هاڤيلانج. لكننا خسرنا المعركة عام 1994 بعدما طارت به أمريكا، برغم المجهودات الكبيرة التي كان المرحوم عبد اللطيف السملالي وزير الشباب والرياضة آنذاك قد بذلها بدعم من الوزير الأول المرحوم المعطي بوعبيد.. وعادت نفس الرغبة لتنظيم مونديال 1998 إلا أنه طار مرة أخرى إلى فرنسا.. وبرغم رحيل عبد اللطيف السملالي الذي شهدت الرياضة الوطنية في عهده تألقا كبيرا وبخاصة كرة القدم وألعاب القوى، فإن المغرب ظل محتفظا بنفس الحلم.. فبالنسبة إليه لم يخسر المعركة ما دام أنه يتميز على إفريقيا مناخيا وبموقع جغرافي رائع وبأمنها وبشغف كروي من لدن الجماهير، وهلم حبرا.. لكن النقطة السوداء التي خيمت على الملفات التي تقدمنا بها كانت تحتوي على «ماكيت» للملاعب التي ستحتضن مباريات المونديال. وعدنا على عهد حكومة التناوب مع الوزير الإشتراكي عبد الرحمان اليوسفي لنواصل الحلم، حيث نضجنا كثيرا وعرفنا من أين تؤكل الكتف، وكان لا بد أن يعرف ملفنا متغيرات كثيرة، حيث وضعنا الحلم بين أيدي جماعة جوزيف بلاتير وترشحنا لمونديال 2006، وكان آنذاك السيد إدريس بنهيمة هو المندوب السامي المكلف بالملف بمعية فريق عمل مشكل من أطر وازنة وقد كسبنا ثقة العالم، لكن مرة أخرى يطير المونديال إلى بلد القيصر بيكنباور ألمانيا. ولم يتوقف الحلم هنا، بل عدنا بكامل الثقة بعد أن أعلن بلاتير على أن دور تنظيم كأس العالم سيكون لإفريقيا هذه المرة، وكان الجميع يرشح المغرب، ووثقنا في أنفسنا وكبر حلمنا، وكام يقيننا أن بلدنا هو الأوفر حظا لكسب المعركة.. هيأنا وأنجزنا ما كان يجب أن ينجز لإحتضان مونديال 2010 ، حيث عين صاحب الجلالة السيد سعد الكتاني مندوبا ساميا للملف. وبادر جميع المغاربة إلى التعبئة، إذ شكلوا جميعا سفراء لملفهم، بالإضافة إلى كل رموز الرياضة الوطنية الذين أخذوا المبادرة وبدأوا في ترويج ملفهم على أحسن وجه.. الملف الذي كان واقعيا أحسن بكثير من الملفات السابقة، ويتجرد من كل أنانية كان ملفنا أحسن من ملف جنوب إفريقيا ومصر.. وما أعطاه مصداقية آنذاك الكلمة العميقة والتاريخية التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد أمام أنظار العالم.. كلمة تضمنت عدة مفاتيح إنبهر لها العالم بعد أن كانت حكومة صاحب الجلالة التي كان يترأسها آنذاك الوزير الأول إدريس جطو والتي خصصت ثلاثة مليارات من الدولار لبناء ملاعب جديدة ذات المعايير الدولية وتدعيم البنيات التحتية من طرق سيارة وبناء فنادق جديدة فضلا عن تعزيز شبكة الإتصالات، وكانت الحكومة قد أكدت حينها بأن هذه الأوراش ستبقى مفتوحة سواء نظم المغرب المونديال أم لا. للتذكير أن حكومة إدريس جطو كانت قد خصصت 150 مليون دولار لتطوير الخدمات الجوية و29.1 مليار دولار لتعزيز بنيات السكك الحديدية و5.1 مليار دولار للنقل البحري و5.1 مليار دولار للنقل البري. وظلت هذه الأوراش تعرف حركة دؤوبة، حيث أصبحت الملاعب جاهزة بكل من طنجة ومراكش، وأكادير والدار البيضاء وفاس، وعرف المغرب تحولا كبيرا على مستوى البنيات التحتية، حيث تقوت الطرق السيارة آخرها الطريق السيار الرابط بين مراكش وأكادير، بدون أن ننسى الأوراش الأخرى التي يسهر صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله شخصيا على ترجمتها لأرض الواقع في كل المدن المغربية. وعندما تتجدد رغبة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للعودة لخوض هذا الرهان بعد تصريح عيسى حياتو، فلأن العالم ظلم المغرب إن لم نقل لجنة بلاتير التي اختارت جنوب إفريقيا بدل المغرب الذي ظل يتحدث عنه بلاتير في كل المؤتمرات الصحفية، عندما كان يقول بأن ملف المغرب هو الأقوى من كل ترشيحاته السابقة، ووقف عند التحولات الكبرى للمنشآت التي أصبحت قائمة، بل قال إن ملف المغرب قوي ويسير في الإتجاه الصحيح. كنا ندرك أن العالم سيأتي عندنا لكن بين عشية وضحاها طار التنظيم إلى جنوب إفريقيا والحكاية تعرفونها. أصبنا بالغبن والحسرة، حيث أحسسنا بالظلم.. ولأننا شعب التحديات والإرادة والعزيمة، وأن لا شيء ينال من قدرتنا وكفاءتنا ومهاراتنا فإنه من حقنا أن ننظم كأس العالم 2026 بعد أن أعلنت الفيفا أنها ستعود لتمنح لإفريقيا مجددا حق التنظيم. المغرب تغير كثيرا.. هناك أوراش تنموية تترجم على أرض الواقع، الملاعب أصبحت جاهزة بعد أن كانت عبارة عن ماكيتات وفنادق مصنفة وجمهور عاشق للفرجة، والنجاح مضمون نقولها لبلاتير و«رباعتو». هناك جامعة جديدة بأطر من التكنوقراط يعرفون جيدا تدبير الملفات الكبرى والتواصل مع العالم الخارجي بحكم تسييرهم لأكبر المؤسسات لها صيت عالمي، وأكبر من ذلك التحولات التي عرفتها المنظومة الرياضية على جميع الهياكل، هناك أوراش وبرامج عمل للدخول إلى المرحلة الإحترافية التي يقودها الرئيس علي الفاسي الفهري وفريق عمله المكون من رجال المال والأعمال، كما أن الإنفتاح على الإتحاد الدولي لكرة القدم وجميع مصالحه يؤكد أن هناك تعاونا مشتركا بين الطرفين، وزيارة رئىس الجامعة لجوزيف بلاتير بمقر الفيفا يؤكد عمق الروابط بينها وبين والجامعة، كما أن هناك زيارة مرتقبة لبلاتير للمغرب للوقوف على المنشأت الجديدة التي رأت النور بعد الدعوة التي تلقاها من السيد علي الفاسي الفهري. حلم أمة مشروع قارة سيظل قائما.. لأننا شعب التحدي، شعب شغوف وصانع للملاحم الوطنية الكبرى.