هل محترفو السعودية الأقل قيمة في الخليج العربي؟ أخجلني الإعلام السعودي رفقة أبوشروان عن سبب الإقصاء والتهميش محطتي القادمة ستكون بفرنسا لأرد على المشككين جواز سفَري وسجلي السابق مبعث فخر وسبب إحباط في ثالث موسم له رفقة الإتفاق السعودي، يبصم صلاح الدين عقال على حضور موفق وباهر، يلقبونه >بميسي الصغير< وصائد الكبار·· بدونه لا يصبح للغاني برانس تاغو الهداف ولا صلاح بشير تأثير في المجموعة، بلمساته الفنية وبدهائه ويسراه الساحرة استطاع عقال أن يدون إسمه ضمن كبار محترفي الدوري السعودي، يذكر كثيرا حين طلبه الأمير البلطان عن الشباب بعرض أكثر من مغزى، لكنه فضل البقاء بالإتفاق ويعتبر تهميشه من طرف الناخب الوطني محبطا للغاية· المنتخب: تمضي موسمك الثاني رفقة الإتفاق السعودي بعدما كان قريبا من مناقشة عروض أندية أخرى مثل (الشباب والأهلي) من داخل السعودية، وعروض الريان القطري وعروض فرنسية، ما سبب تمديد المقام هناك؟ صلاح الدين عقال: تمديد المقام بالإتفاق كما سبق وأن قلته في سؤالك برغم العروض المعلنة، بل هناك عروض أخرى لم أكشف عنها في الكواليس تلقيتها وأدرت ظهري لها بسبب واحد، هو التضحية والوفاء لألوان الفريق الذي أكرم وفادتي وعاملني بالحسنى وكأني مواطن أو لاعب من أبناء النادي وليس محترفا قادما لأداء مهمة ما، صحيح أني أمضي موسما آخر هنا والبعض ربما يصنف الأمر على أنه محدودية أو أقصى طموح يمكن أن أصله، وهذا ليس صحيحا لأني أبلغ من العمر بالكاد 24 سنة وطموحاتي الإحترافية لا حدود لها من أجل بلوغ أهداف كبيرة خاصة الإحتراف الأوروبي· المنتخب: يعاب عليك أنك فضلت البقاء طيلة الفترات السابقة بدوري عربي رغم أن عامل السن وأيضا رصيد مشاركاتك الدولية وسجلك الجيد رفقة المنتخبات الوطنية كان يؤهلك لأن تقتحم عالم الإحتراف الأوروبي، ما السبب برأيك؟ صلاح الدين عقال: قد يكون ما تقوله صحيحا وأنا أتفق معك في جزء كبير منه لو أني لعبت ببطولة محدودة أو هاوية، أما أن أتوجه صوب الدوري السعودي فهذا ربما يبرر بعض الشيء اختياري، لأن البطولة بهذا البلد تختلف كثيرا عن تلك الموجودة مثلا بقطر أو الإمارات العربية المتحدة مع احترامي لظروف الممارسة بهذه البلدان·· هنا النظام مختلف بعض الشيء ويقترب من الأوروبي، بدليل إجراء حصتين تدريبيتين في اليوم، كما أن الأندية هنا والإتحاد السعودي يتبعان نظاما صارما ولا ينتدبون لصفوفهم إلا اللاعبين المؤهلين الذين هم في قمة العطاء، ولا يمكن للاعب أن ينجح بالسعودية إن لم يكن محترفا بمعنى الكلمة ذهنيا وسلوكيا قبل أن يحترف فوق الملعب·· المنتخب: لم تقنعني بإجابتك لأن الإحتراف في الخليج لم يكن في يوم من الأيام محط إجماع هنا داخل المغرب ولم يفرز أسماء مؤثرة داخل صفوف الفريق الوطني على وجه الخصوص؟ صلاح الدين عقال: أنا متفق معك على أن محطة الخليج يجب أن تأتي في خاتمة المشوار ويجب أن تأتي في المرحلة التي يقترب خلالها اللاعب من الإعتزال وليس في بداياته، لكن أحيانا يكون اللاعب مكرها ومرغما على أشياء لا يد له فيها، فمثلا الظروف الإجتماعية الصعبة قد تتحكم في طبيعة الإختيار وهذا ربما ينطبق علي لأني كنت موضوعا تحت إكراه صعوبة الممارسة بالهواية، وبالتالي التخلص من هذا الكابوس الذي عصف بمستقبل أكثر من لاعب بالبطولة الوطنية وأثر على مستواه· المنتخب: لكن مع ذلك كان بالإمكان أن تختار ناديا يلعب على واجهة قارية بآسيا مع الإتحاد أو الهلال على سبيل المثال على غرار البهجة، كماتشو، بصير، الحبابي وآخرون، هل توافقني الرأي؟ صلاح الدين عقال: قد يكون ما تقوله صحيحا، لكن دعني أقول لك شيئا آخر وهو أن قيمة لاعب ما تقاس بإختياره لناد من طينة متوسطة ويجعل لهذا الفريق قيمته ووزنه داخل الإطار المحلي والقاري·· وهذا بكل تواضع ما نجحت فيه رفقة الإتفاق، حيث تركت بصمتي واضحة بالدمام، والفريق شارك مشاركة خليجية وصل خلالها للنهائي وخسره بضربات الترجيح، الإتفاق حاليا أصبح فريقا مهاب الجانب بالسعودية وأصبح يقلق راحة الكبار بالدوري السعودي، لذلك أقول أنه سهل جدا أن تمارس ضمن فريق كبير وتتألق على إعتبار أنه يعج بالنجوم والصعب هو أن تبدأ ضمن فريق متوسط المستوى وتدون إسمك ضمن الكبار وبمتابعة إعلامية كبيرة· المنتخب: بدايتكم هذا الموسم كانت جيدة مقارنة مع الموسم الماضي وتحتلون مرتبة متقدمة ضمن الرباعي الأول، هل هذا مؤشر على صحوة مرتقبة ومحاولة مزاحمة البطل السابق الهلال والإتحاد وخلق المفاجأة الكبرى في نهاية المطاف؟ صلاح الدين عقال: لا، لنكن واقعيين في الأحلام والطموحات، صحيح أن الإتفاق دشن موسمه بحضور موفق وقدم قناعات كثيرة على أنه أصبح يلعب دون مركب نقص بالدوري السعودي، لكن الفوارق لا تزال حاضرة مع الناديين اللذان ذكرتهما ومسألة اللعب على اللقب لا تبدو حاضرة على الأقل هذا الموسم أقول هذا بمنتهى الواقعية· المنتخب: قبل أن أطوي معك صفحة الإتفاق، هل ستواصل معه لفترة أخرى مقبلة؟ صلاح الدين عقال: عقدي مع هذا الفريق لا يزال ساريا سنة إضافية وصرحت لك أنه في كرة القدم تتداخل العديد من العوامل أبرزها الحظ ولكن التضحية أيضا لها دورها، وأنا منذ كأن نت لاعبا ضمن أولمبيك خريبكة معروف علي أني لا أعض اليد التي تمتد لي بالخير، وهذا حصل لي مع الرئيس أحمد الشاربي ضمن لوصيكا، حيث تعامل معي بكرم وبرجولة وهو الشيء الذي دفعني لأن أقابله بنفس العرفان وبنفس المنطق، وهو شيء يتكرر هذه المرة مع عبد العزيز الدوسري رئيس الإتفاق·· ومع ذلك أقول عبر منبركم أنه ربما يكون آخر موسم لي بألوان الإتفاق قبل أن أطرق البوابة الأوروبية· المنتخب: هل لك أن تفصح لنا عن وجهتك القادمة وطبيعة العروض التي توصلت بها؟ صلاح الدين عقال: آخر عرض يمكن أن أفصح عنه ولو أنه لم يأخذ طابعا رسميا قادم من نانط الفرنسي، هناك غرونوبل الذي يلعب له كل من الركراكي والمباركي وأيضا عرض تركي من غلطة سراي·· إضافة إلى عروض خليجية أخرى من قطر بإمتيازات مالية أفضل·· لكن دائما أعود للتذكير بأن محطة الإتفاق وقبلها الطائي والحزم كانت جسرا للعبور صوب أندية أفضل وبآفاق أرحب، وهذا تحدي لكل من شكك يوما في قدرة عقال وقال عنه أنه لن ينجح بأوروبا· المنتخب: ما السبب برأيك الذي جعلك تقطع كل صلة لك بالمنتخب الوطني رغم أنك بدأت رفقة الشبان والمنتخب الأولمبي وكنت أحد العناصر التي مرت من مراكز التكوين ضمن المنتخبات الوطنية؟ صلاح الدين عقال: بسؤالك هذا وضعت الأصبع على الجرح وأيقضت بداخلي المواجع، لقد أصبحت أخجل من محاورة أي منبر إعلامي هنا بالسعودية أو قناة ما، أقول هذا ليس بغرض الدعاية وإعلان نفسي أو عرضها، لكن من منطلق أشياء واقعية منها ما هو موجود داخل صفوف الفريق الوطني حاليا والذي بكل تواضع أقول أني أملك إمكانات أفضل منهم وبكثير، وثانيا لأني طورت نفسي بما فيه الكفاية وراكمت تجربة محترمة رفقة المنتخبات الوطنية جعلتني وأنا صغير السن أشبه بالسندباد بعدما زرت كل بلاد الله معها· المنتخب: أظن أن السبب هو كونك لا تلعب ضمن ناد بإشعاع كبير يجعلك ضمن خيارات الناخب الوطني؟ صلاح الدين عقال: قد يكون ما تقوله صحيحا لو أن كل من توجه له الدعوة ليلعب في صفوف المنتخب قادم من الريال أو ليفربول أو جوفنتوس، لكن حين يتم فتح الباب والمجال أمام لاعبين من نفس الرقعة الجغرافية (الخليج العربي) ولا أحظى بنفس الحظ فإني لا أحتج ولكن أعلن إصابتي بالإحباط، مؤسف جدا أن لا يسلط الضوء على الدوري السعودي بنفس الطريقة التي يحظى بها غيره رغم أنه قطع أشواطا كبيرة على درب الإحتراف·· سأعطيك نموذج لعنوان إحدى الجرائد السعودية بعد أن عاينت تألقي رفقة أبوشروان بالإتحاد فقالت: >أسود الأطلس يعيشون إشباع النجوم< ولكم واسع النظر· المنتخب: خلال دورة ألميريا المتوسطية كنت عميدا للمنتخب، شاركت في الأولمبياد بأثينا وهي إنجازات لا تتأتى لأي كان·· ألم يؤثر فيك التراجع الحاصل بخصوص رصيدك رفقة المنتخب الوطني؟ صلاح الدين عقال: لو أطلعتك على جواز سفري ونوع السفريات التي قمت بها خاصة لعمق الأدغال الإفريقية لأصبت بالرعب·· لقد أمضيت عن سن 19 سنة رحلات جوية إمتدت لأكثر من 17 سنة في الجو، والمثير أن المدرب كان هو فتحي جمال الذي كان يخصني بتقدير من نوع خاص، بعدها أخذت الأمور طابعا آخر لم أفهمه وليس الحق في محاسبة المعني بالإختيار، لكن بحكم أن الفريق الوطني هو ملك للجميع بنفس القدر من المساواة وبنفس الحظ ومكافأة المجتهد، ومن خلال ملاحظة توجيه الدعوة لأسماء تفتقر في سجل مشاركاتها مع باقي الفئات القاعدية على أنها باتت حاليا زبونا دائما للمنتخب هو ما يثير غضبي وتيئيسي ودفعي إلى إلتماس الأعذار لمن بدل قميصه الوطني بألوان بلدان أخرى·· المنتخب: أنت الآن تجرني للحديث عن ظاهرة التجنيس ومطاردة بعض الوجوه المغربية التي لا تحظى بدعوة الناخب الوطني، هل تعرضت لإغراء من هذا القبيل؟ صلاح الدين عقال: في كثير من المناسبات ولم أشأ أن أتحدث عن هذه الخطوة حتى لا يفهمها البعض على أنها تخص المزايدة أو أني أحاول الرفع من أسهمي، حدث معي هذا حين كان سني يسمح لي بذلك وحين كنت موضوعا تحت دائرة التهميش وردي كان دائما هو أن المغرب لا يستبدل مهما كانت كنوز الكون ومهما كان الثمن ومهما تعرضت للظلم·· المنتخب: لكن المرحلة السابقة أثبتت أن اللاعب الخليجي لا يقدم الإضافة المطلوبة للأسود وأنه يأتي بإفلاس بدني واضح؟ صلاح الدين عقال: قلت لك أن المؤسف في العملية كلها هو أن فتحي جمال يعرفني جيدا وكان خلال كل المحطات السابقة رفقة المنتخبات الوطنية، يقول لي بالحرف أنه سيكون لي شأن كبير، يعرف أكثر من غيره الجد والإنضباط والإلتزام الذي أعيشه، فلست من النوعية العاشقة للسهر أو اللهو، حين أنهي إلتزاماتي رفقة النادي أضع نفسي أسيرا لجدران البيت في إنتظار حصة الغذ وهكذا·· لذلك جانب التدهور على صعيد اللياقة غير مطروح بالنسبة لحالتي، وحين تتاح الفرصة سأثبت أنهم تأخروا في توجيه الدعوة·· المنتخب: وما قولك أن أبوشروان المتألق حاليا بشكل كبير رفقة الإتحاد خارج عن الحسابات، كيف تعلق؟ صلاح الدين عقال: هذا معناه أن الدوري السعودي موضوع ضمن تصنيف الأقل قيمة في مفكرة الناخب الوطني رغم أن العكس هو الحاصل، لا يمكن أن نقارن السعودية بقطر أو الإمارات، بدليل سيطرة الأندية السعودية على المنافسات القارية، وبدليل طريقة تدبير الإحتراف بهذا البلد·· صديقي أبوشروان حاليا هو أفضل محترف بالسعودية وليس بحاجة لأن أقدمه للومير لأنه يعرفه بتونس علما أنه تفوق على القحطاني والتايب وعماد متعت وآخرون لهم قيمتهم· المنتخب: بمنتهى الصراحة، هل يمكن أن نعول على الخامات الموجود بالخليج خاصة لاعبين بقامة قصيرة لمجابهة عمالقة الكامرون على سبيل المثال؟ صلاح الدين عقال: العبرة ليست بالحكم، هناك حالات إستثنائية مرت في عالم كرة القدم تميزت بقصر قامتها، أذكر لك ميسي رفقة البارصا وكوني رفقة كوت ديفوار، هناك أيضا حالة ميكولي ولا يمكن أن أضيف·· مثلا زمامة الذي شكك البعض في نوعية الإضافة التي من الممكن أن يقدمها، فمن أول لمسة أخرس الأفواه وهو واحد من أبناء الجيل الذين شاركت معهم بالأولمبياد، وكم من لاعب بمقاسات بدنية كبرى وجهت له الدعوة ولم يقنع· المنتخب: كيف تنظر لواقع تواجد المنتخب الوطني في مجموعته المونديالية؟ صلاح الدين عقال: أنا مع صف الفئة التي تطالب بأن لا نبالغ في تقييم المستوى العام والفني للكاميرون، صحيح أنه منتخب كبير وله أسماء عملاقة، لكن إذا ما كان جانب المساواة حاضرا خلال المرحلة المقبلة فيما يخص إنتقاء الأسماء والبحث عن رجال حقيقيين سبق لهم وأن عاشوا أجواء القارة، فالأكيد أنه بإمكاننا أن نحلم بحضور بجنوب إفريقيا إن شاء الله، بخصوص الطوغو أظن أنها فقدت قيمتها الكروية كثيرا والغابون ليس بالمنتخب المخيف· المنتخب: في محطتك الحالية الإحترافية، هل من حنين يراودك للفريق الفوسفاطي، وأي ذكريات تحملها رفقته؟ صلاح الدين عقال: مرة أخرى أجدد الشكر للرئيس أحمد الشاربي على حسه الإنساني معي وتعامله معي من زاوية بعيدة كل البعد عن حسابات الرؤساء الحاليين، ولولاه لعشت إكراهات الترخيص كما عاشها غيري من اللاعبين·· من السعودية أتتبع مسار البطولة ومشوار أولمبيك خريبكة وأظن أنه في الطريق الصحيح لإسترداد مع ضاع منه ولو أن الجيش الملكي والوداد والرجاء أكدت قوتها·· إنه الفريق الأم الذي أحفظ له بالجميل·