عانقوه، باركوه، إحتضنوه بالحب الأحمر، وكانت الخاتمة زكية بصدق ما أعطته العائلة الودادية للمغاربة من حس وطني وحس أمة في لقاء قمة·· لم يكن الزاكي في نظري اليوم وليد صدفة إنجاز إضافي في مساره كمدرب وكناخب وطني، ولم يكن الزاكي فحسب وداديا قحا حمل قميصه بعرق ساخن ووطني عندما حرس مرماه كأسد أطلسي، بل كان مدربه الكبير، وإبنه البار، ومعشوقه الخالد بلا سخافات كلام جرحه في العمق عبر أشرطة ما بعد 2004، ولم يكن الزاكي وداديا فحسب، في نهائي قمة الأمة للوداد، بل كان مغربيا قحا يلعب للملايين والمغاربة مع الوداد في قمة مشهودة ومطبوعة بنسخة تونسية محضة، وأشر بعدها لوصول نوعي ثاني إلى النهائي العربي الخالد يمثل نهائي كأس إفرقيا 2004· ولم يكن الزاكي مدربا فقط للوداد، بل كان لاعبه على درجة عاليا من الشحنة النفسية، ورجله المخطط للرهان العربي، والدفء الخاص لأسطوله ككل، ورجل المواقف البحثة في أي مكان وزمان كل المحطات الحمراء، وصانع الحب الإضافي للجماهير الودادية التي ناصرت واستنسخت معنى الحب لفريقها ومدربها ومسؤوليها في أغلى وأحلى مكان ضيق ملأه الجنون الأحمر بتلقائية فوق المدرجات· لا تقولوا لي أن الوداد هي ليفربول الأنجليزي، ولست ممن يشبهون الفرق الأجنبية بفرقنا، لأن المدارس تختلف، والنجوم تختلف، والأورو يختلف مع الدرهم، والعقلية تختلف، وربما قد يكون الوداد بتناغم رجاله في الأداء بلا نجومية أقوى نادي مغربي، لكنه ليس هو ليفربول إلا في لون القميص، دون المال والجاه والإحتراف الراقي· من قال أن الوداد يشبه ليفربول بمثل مقولات أحد المعلقين، فإنه بذلك ينسج شعرا مجازيا، وينحو نحو استمالة تعليقه المحبب إلى كل المغاربة، لكن الحقيقة أن الوداد لها مدرستها الخاصة النابعة من صناعة مغربية قحة، وقوته تكبر كلما كان ميزانها يثقل بخرافية الرجولة المفتقدة في المنتخب المغربي، والوداد هي وداد أمة، وليس ليفربول أمة، وتتكلم لغة وكرة أمة خلقت من أجلها بالعربي وليس بالأنجليزي·· ومن يدري قد تكون الوداد في لقاء ودي أمام ليفربول أقوى حتى ولو كان الفارق بين السماء والأرض·· وللتاريخ كانت الرجاء بأروع إلياداتها قد أحرجت ريال مدريد في كأس العالم للأندية رغم فوارق المال والجاه والشهرة·· ما يعني أن الوداد أيضا قد تحرج ليفربول في صناعة الحدث، لكنها ليست هي ليفربول·· لم يكن زاكي زمانه وحده صانع الحدث، بل كان رجال الرقعة أقوى صورة لمفكرة وقراءة الزاكي، وكان مسؤولو الوداد أكبر دافع للنصر بإرادة ما طرحته القمة من دلالات، وختمها الجمهور بأقوى صوت أمة قدم لعصبة أبطال العرب واحدة من عجائب حضارية المناصرة· لم يكن زاكي زمانه رجل مرحلة الوداد فحسب، بل رجل الفريق ورجل القراءات الكلية للخصوم، والطبيب الخاص لكل المكونات النفسية للفريق، والشعار الخاص لكل المطالب الموفقة، والرجل الذي فرض نفسه على أقوى وأخطر جمهور مغربي متعصب لفريقه، والرجل الذي وضع القطن في أذنيه من أجل أن يخدم نفسه وفريقه ووطنه بمثل ما قدمه اليوم في ثاني رسالة مشفرة كأفضل مدرب مغربي في نظري بلا شوفينية تعاطف· ما آمله، هو أن يكون الزاكي أهلا لهذا السخاء الذي مده للعائة الودادية والبيضاوية ولكل المغاربة بنصر تاريخي ولقب تاريخي في إليادة أقوى أمام الترجي التونسي، وإليادة رجاله مجددا في احتفال طاقي لهم لحيازة أولى ألقابهم كجيل·· وإليادة أنصار الوداد في المقام الأسمى والأكبر· وآخر ما أختم به حلم وداد الأمة ما قاله الزاكي بالحرف للمنتخب: >لا أحد يعلم الغيب، ولا أحد يأمن للكرة، خضنا أكبر أشواط دوري أبطال العرب، لكني لن أصدق أو أثق في إنجاز ما إلا بعد أن أبلغه على أرض الواقع، دوري أبطال العرب رهان كبير، ولعب الوداد لأجل حيازته لخمس مرات، وأتمنى أن أوفق في بلوغه، وسيكون له طعم خاص طالما سبق لي أن فزت مع الوداد بكأس العرش<· >كنت ومازلت وهذه خصلة يعرفها كل من تعاقد مع الزاكي أني آتي لأضع مخططات للأمد المتوسط ليستفيد منها غيري وتبقى ملكا للنادي، الوداد ولاعبوه بدأوا يستوعبون ما أطلبهم منهم بسلاسة مع مرور الوقت، ولا أعلم ما يخبؤه الغذ·· المهم أن تكون الوداد في مستوى تطلعات جمهورها الكبير<· >أنا مدرب محترف، وكثير من رهاناتي مازلت لم أبلغها بعد، أنا مستعد للعمل في أي رقعة بإفريقيا أو العالم العربي شريطة احترام تاريخي وإسمي، لأن نجاح أي مدرب ينطلق من الإنتصار لسجله أولا، وثانيا بفرض مبادئه، والجميع بعرف ما يطلبه الزاكي، ليس إعجازا، وإنما شروطا موضوعية ومقبولة<· >أعلم أننا نتوفر على أفضل قاعدة جماهيرية، وعلى مناصرين قل نظيرهم، وبتلقائية سيلبون النداء، ومعهم الجمهور المغربي للمباراة من خصائص<·