إكتفى مسؤولو الكوكب المراكشي لكرة القدم، بتوزيع الوعود على لاعبي الفريق، في اجتماع عقدوه مع اللاعبين الأسبوع الماضي، حيث حضر اللاعبون بنية طرح مشاكلهم المالية والخروج بحل يرضي الجميع ومتواضع حوله، بخصوص المستحقات المالية العالقة بذمة الفريق، خاصة تلك المتعلقة بالشطر الثاني من منحة التوقيع الخاصة بالموسم الجاري، إضافة إلى منح المباريات والمقدرة بأكثر من ست منح، غير أن أملهم خاب بعد أن حمل كلام نواب رئيس الكوكب المراكشي وعودا فقط في انتظار تدبر الأمر. وعلى الرغم من أن اللاعبين عقدوا إجتماعا في ما بينهم بغرض الخروج بحل حاسم بخصوص مستحقاتهم، إلا أنهم خرجوا بوفاض خاو، حيث زاد تخوفهم من أن يواجهوا المصير نفسه الذي عانوه في الموسم الماضي، إذ اضطروا إلى انتظار بداية الموسم الجاري من أجل التوصل بمستحقات خاصة بالموسم الماضي، إذ لم يتبق على نهاية الموسم، سوى مباراتين. ورغم أن مسؤولي الكوكب لم يقدموا في الدورات الأخيرة، على تحفيز اللاعبين من أجل المنافسة على اللقب أو الحفاظ على رتبة متقدمة، فإنهم عادوا لمطالبة اللاعبين ببذل المزيد من الجهود من أجل الحفاظ على الرتبة الثالثة، في حين أن منحة الفوز ستتقلص إلى 4500 درهم عوض 7000 درهم، بحكم أن الفريق لم يعد يحتل الرتبة الثانية، عملا بالسلم الذي فرضه المسؤولون منذ بداية الموسم حيث ضاعت الوصافة في الدورات الأخيرة لصالح النسر الأخضر. بداية لم تخطر على بال والسرعة النهائية تخون فارس النخيل لم يكن يخطر على بال أحد أن الكوكب المراكشي الذي صعد هذا الموسم للبطولة الإحترافية أن يلعب الأدوار الطلائعية حيث ظل متمسكا بالرتبة الثانية وتم تتويجه وصيفا للمغرب التطواني في بطولة الخريف، إذ ظل ممثل المدينة الحمراء بالبطولة الإحترافية يزحف بتؤدة نحو المقدمة بيد أن النتائج الأخيرة لم تكن في صالح الفريق الذي سقط في مناسبات عديدة أبعدته عن التنافس عن اللقب. مسؤولو الفريق طمعوا في مناسبات عديدة بالرتبة الأولى وإن كان قد صرح مدرب الفريق أن «للقب شروطه» وأن من يسعى لنيله لابد وأن يرصد لذلك ميزانية منذ بداية الموسم، بدليل الضائقة المالية التي عاشها الفريق لم تكن محفزة على الإستمرار في التنافس على اللقب، حيث أنه ينتظر سخاء المجالس المنتخبة لاسيما المجلس الجماعي لمراكش ومجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز ومقاطعة المشور - القصبة، في حين أن موارد أخرى تشكلت من منح المكتب المديري الذي يرأسه يوسف ظهير نائب رئيس فرع كرة القدم وبعض المستشهرين الذين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة. واحتج الجمهور الكوكبي خلال اللقاءات الأخيرة على لاعبي ومسيري الفريق على ضياع اللقب والتهاون في المنافسة على نيل لقب البطولة الذي لم يكن بعيدا عن متناول فارس النخيل، حيث إن الجمهور كان يمني النفس بالمشاركة في كأس العالم للأندية الموسم القادم، فضلا عن كون الجمهور نفسه دخل في ملاسنات مع بعض اللاعبين الذين اعتبروا أن الكوكب مطية للعودة إلى المنافسة والإنتقال لفرق أخرى أو للإحتراف بالخليج. وفي هذا السياق تطرح بحدة مشكلة الإنتدابات التي أقدم عليها مسؤولو الفريق من خلال القيام بصفقات ملغومة بدليل أن العديد من اللاعبين ستنتهي عقودهم بنهاية الموسم الجاري، في حين أن المكتب المسير اقترح على بعض اللاعبين تجديد عقودهم وقد بلغوا سنا لا تسمح لهم بالممارسة على أعلى مستوى حيث يطلون على التقاعد بالكوكب من قبيل البرتغالي نيلسون سيزار ومراد الزيتوني وعبد الإله منصور. بأي حال يواجه الكوكب الموسم القادم؟ لاشك أن تغييرات هامة ستطرأ على التركيبة البشرية للكوكب المراكشي الموسم المقبل، وهو ما يجعل مسؤولي الفريق يبحثون عن تطعيمه بلاعبين خلال الفترات التي تسبق إنطلاق البطولة الوطنية، ولا يمكن في هذا الصدد القيام بصفقات من مستوى عال بالنظر لحاجة الفريق إلى المال ومديونيته تجاه اللاعبين والأطر التقنية، حيث لن تخرج الإنتدابات عن سابقاتها بالتعاقد مع لاعبين «عاطلين تقنيا» وإعادة إدماجهم تدريجيا بالفريق، فضلا عن الإعتماد على بعض اللاعبين الشباب من مدرسة الفريق. وكل المؤشرات تمنح الإنطباع بأن الكوكب لن يظهر بنفس التألق والتوهج اللذين بدا عليه خلال هذا الموسم، وأن ثمة صعوبات مادية وتقنية سيعاني منها فارس النخيل بالرغم من الإستقرار الذي يعرفه على المستوى الإداري والتقني. من جهة أخرى، وفي ظل الحديث عن الإحتراف «في زمن الهواية» حين تحدث رئيس الفريق غير ما مرة عن إعادة هيكلة فرع كرة القدم وتحويله إلى فريق محترف «على الورق» بجعله مقاولة ذات دعامات مالية ولوجيستيكية، فإن ذلك لا يعدو غير كلام ليل سرعان ما يمحوه الصباح. ذلك أن العشوائية والفراغ الإداري والتلويح بالإستقالات بعد أن قدم رئيس الفريق واحدة منها واختفى طيلة بداية الموسم، وعدم الإعلان عن تجديد ثلث المكتب المسير وغياب أعضائه عن تدبير الفريق باستثناء ثلاثة منهم مؤشر على أن «أشياء ليست على ما يرام» تفتعل في مطبخ الكوكب المراكشي.