توج العداء المغربي رشيد المرابطي والأمريكية نيكي كامبال، اليوم الجمعة، بطلين للدورة التاسعة والعشرين لماراطون الرمال، وذلك في أعقاب المرحلة الخامسة والأخيرة، التي ربطت اليوم الجمعة بين ريش مرزوك وإيكادون تاغبالت (إقليمالرشيدية)، على مسافة 2ر42 كلم. وتمكن المرابطي، حامل لقب دورة 2011، على الرغم من احتلاله في مرحلة اليوم للمركز الرابع (3س و33د و41ث)، من الحفاظ على مركزه في صدارة الترتيب العام (20س و27د و37ث)، أمام حامل لقب دورة 2012 ومطارده المباشر الأردني سلامة العقرة (20س و37د و09ث)، الذي حل خامسا في مرحلة اليوم (3س و33د و49ث). أما العداء المغربي محمد أحنصال، حامل اللقب خمس مرات سنوات 1998 و2008 و2009 و2010 و2013، والذي حل سادسا في مرحلة اليوم، فأنهى الدورة ال29 في المركز الثالث في الترتيب العام النهائي (20س و50د و58ث). وعاد المركز الأول في هذه المرحلة للعداء المغربي عبد القادر مواعزيز، الذي سبق له أن فاز بماراطون لندن مرتين (1999 و2001) وبماراطون نيويورك مرة واحدة (2000)، بعد قطعه مسافة 2ر42 كلم في زمن قدره 3س و11د و22ث، لينهي أول مشاركة له في ماراطون الرمال في المركز السابع في الترتيب العام (22س و07د و49ث). وأعرب المرابطي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته الغامرة بتحقيقه لهذا الإنجاز الهام وقال "إنه ليس من السهل الفوز بماراطون الرمال خاصة مع تواجد مجموعة من العدائين الكبار والمتميزين كمحمد أحنصال وعبد القادر مواعزيز وسلامة العقرة، غير أن التداريب المكثفة التي خضتها استعدادا لهذه التظاهرة الرياضية الكبرى كان لها تأثير كبير وفعال في تحقيق هذا الإنجاز"، مضيفا أن الإصابة التي تعرض لها في الدورة ال27 "لم تعد سوى ذكرى سيئة عابرة". ومن جانبه، أكد سلامة العقرة، في تصريح مماثل، أن الدقائق الثمينة التي أهدرها خاصة في المرحلة الأولى، كان لها تأثير سلبي على مساره، مضيفا أنه تمكن من تدارك الموقف عقب فوزه بالمرحلة الرابعة (الأطول والأصعب با حلو - ريش مرزوك - 5ر81 كلم)، والتي أهلته لإنهاء مشاركته في المركز الثاني في الترتيب العام. أما محمد أحنصال، فأشاد بالإنجاز الذي حققه مواطنه المرابطي الذي نجح في إبقاء لقب هذه التظاهرة مغربيا، معربا عن ارتياحه لصعوده منصة التتويج للمرة الخامسة عشرة في مشواره. ومن جانبه، أشار عبد القادر مواعزيز إلى أن مشاركته في ماراطون الرمال "شكلت مغامرة جد رائعة، وأنا جد سعيد للنتائج التي حققتها طيلة مراحل هذا الحدث الرياضي الكبير الذي لطالما حلمت بالتواجد فيه"، مضيفا "أن عامل قلة الخبرة والتجربة في مثل هذا النوع من السباقات كان له أثر سلبي على مشاركتي خاصة في المرحلة الرابعة (5ر81 كلم)، التي بذلت خلالها جهودا مضاعفة ومضنية"، مشددا على أنه مع ذلك كانت استفادته كبيرة ما سيمنحه المزيد من الخبرة في الدورة القادمة التي يعتزم المشاركة فيها". ولدى الإناث، تصدرت الأمريكية نيكي كامبال الترتيب العام وبفارق مريح (29س و04د و49ث) أمام الفرنسية كلين لورانس، المرشحة الأولى وحاملة اللقب ثلاث مرات سنوات 2007 و2011 و2012، التي سجلت توقيتا قدره 30س و05د و19ث، متبوعة في المركز الثالث بمواطنتها أماندين روكس (31س و30د و55ث). وعرفت الدورة ال29 من ماراطون الرمال انسحاب 106 عداء وعداءة من أصل 1029 يمثلون حوالي 50 بلدا أخذوا الانطلاقة، وجلهم بسبب مشاكل صحية. كما ستتميز المرحلة الأخيرة التضامنية (ليست خاضعة للتوقيت)، المنظمة بشراكة مع منظمة اليونيسيف والتي ستربط غدا السبت بين إيكادون تاغبالت وآيت إيشو على مسافة 7ر7 كلم، بمشاركة العداء العالمي والأولمبي المغربي هشام الكروج. وقطع المشاركون في ماراطون الرمال لعام 2014، الذي يعد واحدا من أكثر السباقات صعوبة في العالم، مسافة 250 كلم مقسمة على ست مراحل (ما بين 30 و75 كلم) بشكل حر مما يتيح لهم إمكانية استكشاف روعة وجمالية الصحراء المغربية وفرصة سانحة لتسليط الضوء على تنوع المناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها الصحراء بين جبال وتلال ونجود وأودية جافة وأراضي منبسطة كثيرة الحصى وواحات. وعرف هذا الحدث الرياضي، الذي يجمع بين ما هو رياضي وإنساني وبيئي وسياحي، على امتداد دوراته 28 (أول دورة أقيمت سنة 1986) استقطاب أزيد من 14 ألف مشارك ومشاركة. ويتعين على المشاركين في ماراطون الرمال، الذي يحظى سنة بعد أخرى بتغطية إعلامية واسعة من وسائل إعلام وطنية ودولية وإجراء فحوصات طيبة للكشف عن المنشطات حسب معايير الاتحاد الدولي لألعاب القوى، التقيد بحمل ما يحتاجونه من مؤونة وألبسة ومعدات على ظهورهم لمدة أسبوع على أن يتم تزويدهم بالماء الشروب عند كل نقطة مراقبة. يذكر أن الدورة ال29 لماراطون الرمال تعرف مشاركة ما مجموعه 1079 عداء وعداءة يمثلون حوالي 50 بلدا.