هذا عام تحقيق الأحلام أعرف أن المونديال كان عندي مجرد خيال أعيش أفضل فترة في مشواري وتمثيل الأسود أغلى أمنية تحققت أعرف أَدق التفاصل عن بلجيكا وبإمكاننا أن نعذبهم سقطة أمريكا لها أسبابها ولا يوجد مهاجم مفضل لأرافقه يعد طارق تسيودالي أجمل تجسيد لعبارة «أن تأتي متأخرا أفضل من أن لا تأتي من الأصل»...بل أكثر من يجسد معاني الصبر في شموليتها وكيف تثمر... كان آخر لاعبي لائحة ال«كان» ... مجرد عنصر مكمل للقائمة التي ضمت استثناء 28 لاعبا معوضا الزلزولي الذي لم يأت بل رفض الحضور، وهو في الطائرة نشر سطوري لخص كل شيء «هذا جزاء الصبر» . طارق تسيودالي في ال«كان» قدم بطاقة تعريف مبتورة بعض الشيء خلت من رقمه التسلسلي في كناش «الحالة المدنية للأسود» ظهر في الكامرون بالرقم 28 مرة يلعب وأخرى يدخل بديلا، لكنه من ملعب الشهداء بكينشاسا سيعثر على الرقم «تسعود كما يقول» ومعه سيقدم لنا بطاقة تعريف وهوية كاملة مكتملة بهدف كان حاسما ليعلي حظوظنا في التأهل للمونديال، هدف أنطولوجي زكاه في مركب محمد الخامس بآخر، فكانت تلك أجمل بطائق التعريف التي يتمناها أي وافد جديد على العرين. في الحوار التالي ننقلكم لعوالم هذا اللاعب الخلوق، المثابر والذي قال أن المونديال كان له مجرد خيال وأن هذا العام هو عام كل الأحلام: المنتخب: يبدو أن الحظ لا يلعب في برجك هذه الأيام طارق، في أمريكا كما الرباط أهدرت فرصا واضحة على غير العادة أليس كذلك؟ طارق تسيودالي: بداية كل الشكر لكم على الإستضافة، صحيح هذا هو الواقع، والحظ لم يعاندني لوحدي بل عاند كل المجموعة، ولو تركنا جميعا مباراة أمريكا لأنه تحكمت فيها أشياء ممكن أن أفهم أنها كانت السبب فيما حدث، إلا أنه لم يسبق لي وأن عشت كما اللاعبون مشهدا مثل الذي حدث أمام جنوب إفريقيا... لقد ضاعت علينا 10 فرص واضحة داخل المعترك، أتحدث هنا عن الفرص المباشرة القريبة من مرمى الخصم وليس الفرص الأخرى، بدا لي الأمر مثيرا وغريبا وقد إستفزني فعلا ولو أني معروف بدمي البارد وناذرا ما أغضب أو أستفز. المنتخب: أنت هنا تسحبني بحديثك عن مباراة أمريكا قلت أن هناك أشياء يمكن أن تكون سببا فيما حدث وضح لنا من فضلك قبل أن تخبرنا بما حدث أمام البافانا؟ طارق تسيودالي: كي لا يفهم كلامي بغير القصد الذي أعنيه، فما حدث أمام المنتخب الأمريكي وأقصد الهزيمة بتلك الطريقة التي أغضبت الجمهور وإهدار الفرص، في تقديري المتواضع بل هي قناعة الجميع كانت له أسبابه ممها التنقل لمسافة طويلة، وفارق التوقيت الذي أثر علينا، تصور أننا كنا نستقيظ وننهض من النوم على الساعة السادسة صباحا، لأنه لم يكن لدينا بين السفر والوصول ولعب المباراة مجال من الزمن والوقت لنتأقلم مع هذا الفارق، إضافة لقوة المنافس والتعب وقدوم اللاعبين من فرقهم وقد خاضوا مباريات قوية، هذا هو ما قصدته أمام أمريكا كان هذا العامل حاسما في ظهورنا بتلك الكيفية المزعجة التي لم تعجبنا ولم تعجب الجمهور. المنتخب: وماذا عن غياب فعاليتك أمام حارس جنوب إفريقيا، إنها المباراة الثالثة تواليا كأساسي هل هو الضغط الذي فعل فعلته بسبب هذا الدور الجديد؟ طارق تسيودالي: لا ليس الضغط، لأن كل مباراة لي مع الفريق الوطني هي فرصة للإستمتاع والفرحة لأن هذا حلم كبير تحقق فكيف له أن يتحول لضغط؟ القصة تحدث مع كل مهاجمي العالم، حدثت معي ومع النصيري ومع الكعبي في أمريكا، أحيانا تصنع 20 فرصة وتسجل واحدة وأحيانا من فرصة تسجل وينتهي كل شيء مثلما فعل منتخب جنوب إفريقيا ومثلما حدث بين ريال مدريد وليفربول، لا أجد من مبرر سوى الحديث عن الحظ العاثر ولا شيء آخر. المنتخب: ألا تخشى أن يفقدك هذا الوضع ما لم تتداركه إمتياز الرسمية الذي تحصلت عليها؟ طارق تسيودالي: إطلاقا لا، أملك مع الثقة الحافز ومعهما أملك شيئا آخر وهو النصائح التي يقدمها لي باستمرار وحيد خليلودزيش وتفهمه لما يحدث معي أو مع غيري، أتعرف لماذا؟ لأنه كان مهاجما وجرب مثل هذه التقلبات لما كان يلعب. هناك مهاجم أعشقه وأنا متعلق به، عاش وضعا يستحق أن يكون قصة تدرس كي لا يصدر الناس أحكامه بشكل متشرع، هو كريم بنزيما، لقد طالب الكثيرون في فترة برحيله عن ريسال مدريد، واليوم تحول لمحبوب كل جماهير الريال وحتى غير الرياليين إكتسح كافة الجوائز بعدما استعاد الثقة ومرشح لجائزة أفضل لاعب في العالم والكرة الذهبية. المنتخب: علاقتك جيدة مع وحيد؟ طارق تسيودالي: بل مع كل المدربين الذين تعاقبوا علي، وحيد منهم بطبيعة الحال، لكا حضرت لأول مرة تكلم معي وأبلغني أني لست خياره الأول في الهجوم وعلي أن أثبت العكس، كنت ربما الخيار رقم 6 وهذا تعلمونه جميعكم، اليوم ولله الحمد أحمل الرقم «تسعود» الذي أعشقه كثيرا وأنال الرسمية وأحترم الجميع، بطبيعة الحال ليس مجاملة ولا هو هدية بل لأن المدرب يعلم أشياء تحضر في التدريبات وأخرى في المباريات. المنتخب: بين دعوة الكان المتأخرة وهدفيك في الملحق، إلى أي الحدثين يدين تسيودالي بالفضل في وضعه الحالي؟ طارق تسيودالي: لله سبحانه وتعالى أولا لأنه هو الذي دبر كل هذه التفاصيل، فلطالما أظهرت تعلقي وأنا بعيد عن الفريق الوطني بمجرد الحضور لمعسكر من معسكراته. اليوم ألعب والجمهور يهتف باسمي مثلما فعل في الدارالبيضاءوالرباط، هذا الشعور وحده لا يقارن بشيء آخر. لذلك أنا مدين لأول دعوة لأنه لولاها لما دخلت الأجواء ولما شاركت في أول كان ولما تعرف علي الجمهور. المنتخب: ألا يعني لك دوبلي الملحق المونديالي شيئا؟ طارق تسيودالي: يضحك، الله أودي، الهدف الأول مثل الولد البكر الأول له حلاوة وطعم بطبيعة الحال، هدفي في كينشاسا لا ينسى شعرت أنه كان حاسما في الوضع الحالي الذي أعيشه وبعده ما تمنيت أكثر من أن أسجل أمام ذلك الجمهور الرائع في الإياب بالدار البيضاد ولم يخيب الله سبحانه وتعالى ظني، هذا الدوبلي هو بطاقة أو «الباسبور الجديد» الذي مكنني من من حيازة الإمتياز الحالي لا أنكر هذا. المنتخب: لكنك تعلم حجم المنافسة على هذا المركز ووحيد متقلب في اختيار الثنائيات، لذلك قد يضيع كل شيء ما لم تستعد رشاقتك وفعاليتك أمام ليبيريا؟ طارق تسيودالي، هذه هي الفاتورة التي يسددها المهاجمون والهدافون عبر العالم، يسجل فيرفع علي الأكتاف، وحين يعانده الحظ لبعض المباريات يعرض للمحرقة والقصف والإنتقادات. لا أحد ينظر للمهاجم وهو يلعب دون كرة مثل لاعب خط الوسط مثلا; أو حين يمرر لزميله أو حين يكون مساهما تكتيكيا في هدف، المهاجمون لهم ميزان لا يرحم وترمومتر صارم «الأهداف أو الهقاب» وأنا اخترت هذا التخصص والرقم و أقبل بهذه الأحكام أراها تحفز أكثر مما تثير القلق كي أظل متيقظا على الدوام وأعد بالتسجيل أمام ليبيريا لو حالفني الحظ في اللعب بطبيعة الحال. المنتخب: قد ترد وقد تتحفظ، مع أي من العناصر يرتاح تسيودالي في خط الهجوم؟ طارق تسيودالي: مع الجميع أنا فرد من منظومة، وهذا واقع ولا أنافق أحدا، لعبت مع الكعبي ومع مايي ومع النصيري، نحن في خدمة الفريق الوطني ولا نختار الثنائيات التي نرتاح لها، هناك مدرب وهناك قناعات خططية وهناك منافسون قد يفرضون أحيانا اللعب برأس حربة واحد، لذلك الفريق الوطني محظوظ بهذا التنوع الخصب. المنتخب: أن تكمل الرقم 9 بدل 28 قلت لي أنه كان يعني لك الكثير؟ طارق تسيودالي: كنت آخر الواصلين قبل ال«كان» وبطبيعة الحال كان هناك من سبقني بفترة طويلة وخاض مباريات أكثر ولم أحضر حتى المعسكر الذي سبق الدورة، وارتدائي ذلك القميص هو تحصيل حاصل. بعدها الأمور تغيرت وهي من اختيار المدرب، ومؤكد أن الرقم 9 عالميا في عرف الكرة له رابط وصلة بقلب الهجوم ورأس الحربة أو الهداف وهذا ما يعلمه المتفرج العادي، وأنا قلت لك أني متعلق كثيرا بالفرنسي كريم بنزيما معجب به وأحمل رقمه، لكن لو ارتديت رقما آخر لا إشكال لدي، أفضل تسجيل 9 أهداف على ارتداء الرقم 9 مثلا «ضاحكا». المنتخب: ننتقل معك لعالم آخر، توجت مؤخرا بكأس بلجكيا وتم اختيارك أفضل لاعب إفريقي في هذا البلد، ما شعورك بعد الإنجازين؟ طارق تسيودالي: شعور رائع بطبيعة الحال، لقد انطلقت من الصفر، حفرت على الصخر كي أصنع لي اسما رغم صعوبة المسار والمشوار، هذا العام هو عام الأحلام كما قلت لك ببلجيكا وعلى صعيد الإنجازات الفردية وبلوغ الفريق الوطني، لذلك شعرت أن التتويجين كافئا الكثير من التضحيات و الكجهودات و لم يذهب كل ما بذلت سدى» المنتخب: ألم يحن وقت التحليق صوب وكر آخر ؟ طارق تسيودالي: إسمع، منذ فترة والجميع يحيطني بهذا السؤال، صحيح أنه لأمر يشعر بالفخر لأنه يعكس أني مررت من فترة تطور كان لها مفعولها والدليل الإهتمام الإعلامي وفرق أخرى من بطولات أوروبية مختلفة، لكن عكس ما تعتقد أنت بسؤالك ويعتقد آخرون، بأن حسم القرار ليس سهلا، صعب إنه أصعب مما تتصور وأنا أعلم حجم هذه الصعوبات وألامسها يوما بعد يوم، لا أود السقوط في الخطأ، كما لا أرغب في التفريط في هذه المكاسب الحالية. المنتخب: لقد شوشت علي، هل من توضيحات لما تود قوله؟ طارق تسيودالي: سأوضح لك ذلك، هناك فرق من الليغا وفرنسا وحتى بلجيكا، فرق ربما تتجاوز وتفوق على فريقي الحالي في أمور كثيرة، هنا يبدو الأمر سهلا لشخص يفكر وهو ليس صاحب القرار، بالنسبة لي الأمر محمول على 3 أمور، أولا هذا النادي منحني الكثير وراغب بشدة في بقائي ويقدرونني كثيرا، ثانيا يرغبون في أن كون معهم في اليوروباليغ حيث تلعب فرق أوروبية كبيرة وثالثا، الإختيار قد يكون كمغامرة تنسف حلمي المونديالي الكبير، بقائي مع لاغونطواز يضمن لي الرسمية والتنافسية في عام المونديال، عكس اقتحام مغامرة أخرى قد لا أكون فيها رقما أساسيا وتضيع مكانتي مع الأسود هذا هو التفسير كما حاولت تقديمه لك. المنتخب: إذن حسمت بقاءك ؟ طارق تسيودالي: لا، ليس رسميا لكن قد يكون القرار الأرجح والأكثر واقعية، قد تكون لي تضحيات مالية إزاء العروض الأخرى، لكن لا شىء يقارن عندي بالمونديال والذي قد يمثل لي إنطلاقة حقيقية، وبطاقة تعريف مثالية لا تعوض. المنتخب: علي ذكر المونديال، كيف ترى حظوظنا على ضوء الأوضاع الحالية وخاصة مواجهة بلجيكا؟ طارق تسيودالي: بمنتهى الأمانة قرعة صعبة جدا، لا أحد من فرق هذه المجموعة بأفضلية على الآخر، كرواتيا وصيفة بطل العالم بنجوم من عيار ثقيل جدا، وكندا مفاجآة الكونكاكاف وبلجيكا لا يوجد من يعرفها أكثر مني. يسألونني باستمرار هناك عن هذه المواجهة وأخبرهم أننا سنتعبهم إن شاء الله تعالى، بلجيكا تملك أفضل حارس في العالم وواحد من أفضل لاعبي خط الوسط المهاجمين دي براون و لوكاكو، لكن لا تقلق سنكون لهم بالمرصاد أتمنى أن تتحيسن الأمور مع جمهورنا وما يكون غير الخير إن شاء الله أنا واثق أننا سنقدم نسخة راقية جدا في قطر، أعرف لاعبينا يملكون جودة عالية في الإمكانيات. المنتخب: كلمة مفتوحة للجمهور؟ طارق تسيودالي: شكرا على الحب ورسائل الدعم، شعرت أنهم احتضنوني بسرعة فائقة، أنا مدين لهم بالثقة التي أنا عليها اليوم. أقول لجماهير الأسود، نحتاجكم في قطر ونعدكم أننا سنشرفكم كما تستحقون ذلك.