صدق أو لا تصدق، سيكون منتخب الشعلات حاضرا بهوية العمر أمام المغرب، فليس لديه ما يخسره لأنه اندهش بسعار شعلاته بتأهل تاريخي للدور الثاني ويرى في ذلك زحفا أمام تحديات أخرى مهما اختلف المغرب عن السنيغال، ولكن للأدوار سياقاتها لكون مالاوي يحلم بلا خوف اجتياز المغرب بمقاومة العمر. • قصة التأهل التاريخي يظهر أن منتخب مالاوي الذي يحضر النهائيات لثالث مرة في تاريخه الكروي قد وصل إلى هدفه الأنطولوجي منذ انضمامه إلى الكاف، ولو أن المشاركات قليلة فقط لثلاث مرات، فقد طار فوق بساط الريح غير مصدق أنه تأهل إلى دور ثمن نهائي كأس إفريقيا المقامة حاليا بالكامرون عندما احتل المركز المؤدي إلى الدور الموالي، إلا أن ما سبق هذه الأحداث، هو أنه تأهل بعد 12 عاما من الغياب، في مجموعته رفقة بوركينا فاسو عندما حل ثانيا بعشر نقط، وأشر على تأهل مريح إلى النسخة الثالثة في تاريخه الكروي، لكن الحلم الذي صادف هذا المنتخب هو اختراق مجموعته (السنيغال وغينياوزيمبابوي) ليضمن فيها مقعدا رسميا بدور ثمن النهائي لأول مرة في تاريخه كإنجاز مسترسل بعد التأهل إلى النهائيات، وما تفاعل به منتخب الشعلات هو أنه قاوم غينيا وخسر أمامها بصعوبة، لكنه عاد ليضمن أول فوز له في المجموعة وثاني فوز في مشواره التاريخي القاري، ويكرس في ثالث مباراة مقاومة شرسة أمام السنيغال وانتزع منها نقطة أكثر من غالية ضمن من خلالها العبور الإستراتيجي. • لحمة خاصة من القارة وما يجعل منتخب مالاوي متجانس الروح والمقاومة أنه ضمن التآلف البشري الذي ظل مجتمعا قبل ثلاثة أعوام بنفس الوجوه وبنسبة عالية منهم كانت قد واجهت الأسود في تصفيات كأس إفريقيا 2019، وستجدون لائحة المنتخب كاملة وبتنوع التشكيلات في النهائيات الحالية مقارنة مع المنتخب الذي واجه الأسود ذهابا وإيابا، وحتى من خلال حضور الكعبي والنصيري الذي سجل ثنائية من الثلاثية التي فاز بها بالدار البيضاء، ما يعني أن كل العيارات بنسبة 90 بالمائة متواجدة، لكنها اخترقت الخبرة وأصبح وزنها صعبا في معادلة التقييم من أمثال نجومه المعروفة (الهداف فرانك مهانغو، والهداف ريشارد مبولو وكودا مويابا وكلهم يلعبون بجنوب إفريقيا، ورجل الوسط جون باندا المحترف بالموزمبيق، وفرانسيسكو مادينغا رجل وسط نادي ديلا الجيورجي، ورجل الوسط شيكوتي شيروا مثلما هو حال الخط الدفاعي المعروف). ويضم منتخب مالاوي في تشكيلته 12 لاعبا يمارسون في الدوري مالاوي المحلي، و6 لاعبين محترفين في الدوري الجنوب إفريقي، وثلاثة بالموزمبيق والسودان وتانزانيا و3 لاعبين من أوروبا، وآخر بأمريكا وهي نواة تتأسس على خبرة القارة السمراء أساسا إذا ما استقرأنا أخر مواجهة للمالاوي أمام السنيغال، سنجد الخط الدفاعي مشكلا من بطولة مالاوي وخط الوسط من مالاوي والموزمبيق وجنوب إفريقيا وجيورجيا، بينما يتكون الهجوم من محترفي جنوب إفريقيا. • مفاتيح قوة الشعلات من الواضح أنه كان على مالاوي الفوز على غينيا، لكنه حرم من خدمات ستة لاعبين رئيسيين من قبيل غابادينو مهانغو وتشارلز بيترو وبيتر تشولوبي وستانلي سانودي وروبن نغالاندي ولورانس تشازيا، الذين أصيبوا بكوفيد 19، ولو كانوا متاحين لكان من الممكن أن يكون الأمر مختلفًا عدا الهزيمة، هذا ما أكده مدرب الشعلات لأنه يعرف معايير الغيابات الوازنة، لكنه صوب السهم على زيمبابوي، حيث فاز بثنائية هدافه مهانغو العائد رفقة المدافع سانودي وبتشكيل سيكون هو نفسه حاضرا أمام الأسود عدا المدافع والعميد مزافا الذي غادر السباق نهائيا بعد إصابته في مباراة زيمبابوي، وهو أقوى مدافع ومحترف بجنوب إفريقيا، ما يعني أن التشكيل الذي واجه به زيمبابوي سيكون ملائما باستثناء حضور لاورانس شازيا في متوسط الدفاع خلفا للمصاب مزافا، وسترون أن الفريق الفائز عادة ما يكون هو الفريق المثالي ملاءمة مع نفس العناصر التي حضرت لقاء السنيغال عدا الحارس الرسمي العائد كاكبوي الذي سيكون هو الحارس الرسمي. • وسط مقاتل وممول ويعتمد منتخب مالاوي على خط وسط مقاتل بقيادة جون باندا المحترف بالموزمبيق وشيموموي إيدانا من البطولة المالاوية وهما من يعتمد عليهما المدرب في قتل المبادرات كما فعل أمام السنيغال، فضلا عن وضع فرانسيسكو مادينغا المحترف بجيورجيا كصانع ألعاب، وصولا إلى الخط الهجومي المشكل من عيارات الهدافين الذين سجلوا في الإقصائيات وحتى خلال هذه الكأس من قبيل القناص فرانك مهانغو الذي سجل ثنائية أمام زيمبابوي وهدف في الإقصائيات، ثم الجناح الأيمن ريشارد مبولو موقع ثلاثة أهداف في إقصائيات كاس إفريقيا فضلا عن خطورة كودا مايوبا، وهذا الثلاثي هو المعتمد في خط الهجوم كمحترف أصلا بجنوب إفريقيا، أما الدفاع فلن يخرج عن وجوه البطولة المالاوية المعروفة والمحددة في سياقات التشكيل الرسمي في المباريات الأخيرة، لذلك يرى المدرب ماريو أن مفاتيح اللعب ستظهر من صرامة خط الوسط لقتل مبادرات خط الوسط المغربي، وربما بقراءات أخرى ستكون مركزة على تدعيم الوسط بأربعة لاعبين، وقالها المدرب بالحرف أن الخصوم لا يعرفون سحر ساق فرانسيكو مادينغا اليسرى، والخداع والرؤيا من بيتر باندا المحترف بتانزانيا الورقة الاخرى في الوسط، وقدرة غاباديانو مهانغو الهداف والقادر على زعزعة الأروقة الدفاعية، شريطة أن يكون معافى من الإصابة، ما يعني أن منتخب الشعلات تحسن كثيرا بعد مباراة غينياوزيمبابوي على مستوى قراءة الخصوم وإزعاجهم بالتهديد وخلق محاولات غادرة أكثر من المنافسين. • تحضير مخالف أمام المغرب نهاية، سيكون على مالاوي أن تلعب من أجل تدوين تاريخا جديدا وتقفز فوق معبر الأحلام للوصول إلى دور الثمن، والاحلام تتجدد أمام المغرب لكون مالاوي أوقف السنيغال برعد نجمها ساديو ماني، ويريد زعزعة المغرب بأسطوله المقروء من طرف مدربه الروماني ماريو، بل ويريد هذا المدرب كيف يمتص قدرة المغرب الهجومية ليوقفها بالغدر الموصول عبر خط وسطه الفعال ومثلثه الهجومي الهداف، لذلك سيكون المدرب الروماني أمام جسر أقوى من السنيغال وفق ما صرح به لإيقاف زحفه، في محاولة لمفاجأة الأسود بهدف غادر وفق أسلوب شرس على مستوى الإنضباط التكتيكي والذهني.