ناصر.. لعْبْ الدّْرَارِي للأمانة هذا ما كتبته في عمود «قضية شادلي» بتاريخ 29 نونبر 2010: «وفي القضية الثانية، تبدو الأمور معاكسة تماما مع ناصر شادلي النجم الصاعد بامتياز العالمية مع توينتي الهولندي، وهي قضية تحتمل الشك واليقين لإنتماء ناصر بين وطنية بلجيكا ووطنية المغرب دون أن يختار الرجل الطريق الصواب لشعوره وإحساسه النهائي مع أي لون ومنتخب سيلعب له.. وما بدا أن ناصر الذي لعب للمغرب أول لقاء ودي بإيرلندا وتحت إمرة غيرتس في أول دوعوة وافق عليها بتلبية الواجب المبدئي، ليس هو تاعرابت في الإختيار النهائي والروح الشاملة للمنتخب المغربي، بل هو بهويتين مفروض أن يحسم فيها بالتلقائية التي عاشها مع الأسود بإيرلندا، لا أن يظل ويساءل دائما بسؤال القرار الحاسم، وهو المرتبط من الجانب الثاني بمنتخب بلجيكا مثلما علق عليه هو شخصيا «للمنتخب» ولأحد القنوات التلفزية البلجيكية أنه لم يخسر شيئا حينما لعب للمغرب، ولم يتوصل حتى بدعوة من المدرب جورج ليكنس بأقوى دلالة انتظار ذلك ليلعب لقاءً وديًا مع بلجيكا حتى يختار بين الحلو والمر كما يريد هو، ذلك ليحسم في أمر المنتخب الذي سيلعب له.. وشخصيا لا يمكن أن أتعلق بتصريحات هذا اللاعب الكبير، ولن نحاكمه فيما لو غير رأيه ليلعب مع المنتخب البلجيكي، كما لا يمكن أن نضغط عليه، لأن من يحب بلده ويموت من أجله فهو أقوى رجل نريده داخل المنتخب، ومن يريد أن يُرَبَّث على كتفه ويُغْرَى بكل شيء ليحمل القميص فهو أمر غير معقول على الإطلاق.. ولناصر الكلمة الفاصلة، إن كان يشعر أصلا أنه مغربي ويرى نفسه نجمًا لتنصيع صورته داخل المنتخب المغربي ويضع نفسه في كوطة النجوم..». هو هذا ما قلته بالحرف وقتها مع وضع علامات استفهام كبيرة حول طبيعة ما كان يهدف إليه ناصر، لكون القراءات العميقة لعقل شاب وبتصريحاته غير المسؤولة والمقسمة بين بلد وآخر، لها ما يبررها حول الإختيار الحاسم، لأنه من غير المعقول أن يترجم حضوره الأول مع المغرب في لقاء إيرلندا وينتهي في آخر المطاف ليقرر بشكل حاسم عبر موقعه الرسمي باختياره لمنتخب بلجيكا دون أدنى شعور بتلقائية القرار ولا إحترام عاقل لمشاعر المغاربة، وكان من الأولى أن يحترم الشق الثاني من حضوره مع بلجيكا في لقاء فينلندا، وبعدها يفكر مليا في اختيار الوجهة التي يريد، دون أن يسقط في الشك الذي كنا نراه أقوى من حضوره مع المغرب، كما كان من الأفيد أن لا يلعب مع المغرب مثل مروان الفلايني وابراهيم أفلاي وبولحروز وعادل رامي لأنهم احترموا قراراتهم المسبقة دون أن يلعبوا مع المغرب، ولم نكثرت بهم جميعا من منطق صعوبة الإختيار ومبدإ تكوينهم بالأندية الأوروبية التي يلعبون لها، والبلدان الذين عاشوا وترعرعوا بها، ولهم الحق في ذلك لأن الجامعة المغربية السابقة وقعت في أخطاء كبيرة، ولم تلعب دور الخلية الداعمة والمنسقة مع عائلات اللاعبين في البداية قبل أن يهرب منها خيط العلاقة الروحية بنهاية حسم القرار للعب لدول أخرى. طبعًا ما فعله ناصر لم يكن من شيم الرجال، لأنه بمنطق العقل تحابى مع المنتخب المغربي لإرضاء الخاطر، لكنه كان يخفي سره في البئر كما يقال، واحتمى بجرأة مدربه بتوينتي وعلاقته بجورج ليكنس مدرب منتخب بلجيكا، وجهر بذلك علانية في موقعه الإلكتروني على أنه اختار رسميا بلجيكا.. وما يهمنا في أصل الموضوع أن موقع ناصر الإستراتيجي بالمنتخب المغربي غير موجود، وبه عيارات كبيرة أقواها عادل تاعرابت النجم الذي يطرق أبواب أندية عملاقة، واسماعيل العيساتي وحتى بوصوفة وغيرهم من الوجوه القادمة بقوة، ولن يزعجنا رفض ناصر شادلي لحمل القميص الوطني، ولكنه يمنحنا جميعا خطوة الثقة بكل الذين يموتون في حمل القميص مثل جميع الوجوه الشامخة التي رصعت حضورها الدولي مع أقوى الأندية العالمية (الشماخ مع الأرسنال، خرجة مع الأنتير، بنعطية مع أودينزي، بوصوفة مع أندرلخت، هرماش مع لانس، الحمداوي مع أجاكس وغيرهم كثير).. هو هذا ما أقصده بالذات، إذ على الجامعة أن تؤكد ما قلته دائما من خلال تشكيل خلية قوية خاصة بالمحترفين الصغار والصاعدين تدريجيا يكون همها الأساسي هو زيارة عائلات النجوم المحترفة بدعم حضوري ولوجستيكي ذو قيمة وطنية محمولة برسالة الوطن والروح كلما يفرضها واقع إضاءة الوجوه قبل أن تسرقها منتخبات الدول التي تكونها.. ولنا أكثر وأقوى من ناصر والفلايني مع تحفظ كبير على وطنية إبراهيم أفلاي المعتز بقوة بمغربيته داخل البارصا.. لذلك لن يرهبنا أو يزعجنا مسار من يختار البلد الذي سيلعب له، لأن الحكمة تقول أن الأندية الوطنية داخل البطولة هي المسؤولة أولاً عن غياب تفريخ نجوم صغيرة مثلما يقدمه تاعرابت وبلهندة والكوتري وبوصوفة وآخرون.. وقبلهم النجوم الشهيرة مثل الشماخ وخرجة والحمداوي، واليوم مع العرابي وأمرابط والعيساتي وغيرهم..